قصة الكتاب :
من أشهر ما ألف في التصحيفات اللغوية. ويضم (222) بحثاً. وهو أحد الكتب التي أدرج الصفدي فصيحها في معجمه: (تصحيح التصحيف) انظره في هذا البرنامج. والكتاب غير مقتصر على تصحيفات الخواص، كما يفهم من عنوانه، بل إن الكثير من مواده في لحون العامة، لذلك اعتبر كتاب الجواليقي ذيلاً له. وفي معجم الأدباء لياقوت (رسالتان) بعث بهما الحريري إلى صديقه ابن التلميذ سنة 504هـ يجيبه في إنفاذ (درة الغواص) إليه.
طبع الكتاب لأول مرة في مطبعة الجوائب سنة 1291هـ وتلا ذلك طبعات كثيرة، منها نشرة عبد الفتاح الحلو في مجلدين. وله عدة شروح وحواش، سماها حاجي خليفة في كشف الظنون، وهذه الشروح والحواشي طافحة بالتنبيه على أوهام الحريري وأغاليطه. وأشهرها شرح الشهاب الخفاجي (ت1069هـ) الذي أهداه للسلطان مراد. وحاشية ابن ظَفَر الصقلي (ت565هـ) وحاشية ابن بري المقدسي (ت 582) وقد طبعت هذه الكتب الثلاثة مع درة الغواص، و(التكملة) للجواليقي (ت540هـ) و(الملاحن) لابن دريد، في مجلد واحد، يقع في (967) صفحة، بتحقيق الأستاذ عبد الحفيظ فرغلي علي القرني (دار الجيل 1996م)
قال الخفاجي في مقدمة شرحه: (وقد كنت إبان الحداثة مشغوفاً بها، أستنشق من مهاب أنفاس نسيمها شمولاً وقَبولاً، حتى أخذت مفتاح مقفلها، وفتحت أبواب مشكلها، فلما رأيت طعنه على السلف، وعرضَه في سوق الكساد درةً في جوفها صدف،...دعاني الانتصار للسلف إلى تمييز الدر من الصدف).
ومن نوادر الحريري ما ذكره حول قولهم: (زربطانة) في السبطانة التي يرمى عنها البندق. والقسم بقولهم: وحق الملح. وقولهم: دستور، وقولهم: صحفي، وقولهم: هم فعلت وهم خرجت، وقولهم: أخْ، للتوجع، وإعراب أسماء الأعداد المرسلة. وجمع أسماء الأجناس مثل رمضانات في رمضان. وحذف ألف (ابن) وألف (الرحمن)، وحذف نون (أنّ) مع لا، وخبطهم خبط عشواء في كتابة الألف المقصورة.
وانظر في مجلة العرب (س2 ص274) وصفاً لرسالة للسيوطي في لحن العامة. ومن أقدم من ألف في موضوع الكتاب كتاب (المذال والمفسد) لأبي حاتم، انظر النقول منه في (لسان العرب) في مادة (أهل) و(سدم) و( (قزع)
|