قصة الكتاب :
كتاب جليل، من خزائن الأدب العفيف، ألفه الزمخشري بعدما فرغ من تأليف كتابه (الكشاف عن حقائق التنزيل) الذي أتمه يوم 23 / ربيع الآخر / 528هـ في مكة المكرمة، فشرع في تأليف (ربيع الأبرار) ليكون كما قال في مقدمته: (إجماماً لخواطر الناظرين في كتاب (الكشاف) وترويحاً لقلوبهم المتعبة في إجالة الفكر في استخراج ودائع علمه وخباياه، وتنفيساً عن أذهانهم المكدودة باستيضاح غوامضه وخفاياه) قال: (فأخرجته لهم روضة مزهرة... تلذ الأفواه بطيب جناها، وتستنصت الآذان إلى خرير مائها الفياض... وتميل الأعطاف بغصونها الأماليد، وطيورها المستملحة الأغاريد) ورتبه على إثنين وتسعين باباً، عرض فيها لما ورد في الأحاديث والأخبار، وكتب الأدب، سيما كتب الجاحظ، من مفردات السماء وكواكبها وأنوائها، والأرض وجبالها ومفاوزها، والأودية والبحار، والعيون والأنهار، والفواكه والبساتين، ومعاشرة الناس، ومجالستهم ومراسلتهم، وأخبار القصاص وحكاياهم، ومحاسن الشعر والنثر، والفصاحة والبلاغة.
ولما دخل السلطان سليم إلى مصر، حمل إليه فيما حمل إليه من الكتب الجليلة، فأمر بترجمته إلى التركية، وتولى ترجمته إليها (عاشق جلبي).
للكتاب نسخ كثيرة في مختلف مكتبات العالم، إلا أن أكثرها مختصرات له، وأهمها: نسخة مكتبة الأوقاف ببغداد، وهي في أربعة مجلدات، كتبت سنة 636هـ عليها تملكات كثيرة، منها: تملك قاسم بن محمد الديجاني، وكتب بخطه:
وحسبك قول الناس فيما ملكته لقد كان هذا مرة لفلان.
ومنها نسخة دار الكتب المصرية، تحت رقم (155/ أدب) وتقع في (804) صفحات.
وأفاد الأستاذ مرتضى آية الله زاده الشيرازي في كتابه (الزمخشري لغوياً ومفسراً) ص153 أنه عثر على نسخة من مخطوطات الكتاب، مدسوس عليها إضافات، لفقها أحد غلاة الإمامية، وهي مخالفة لروح الكتاب، مجانبة للعقائد المبثوثة فيه.
طبع الكتاب لأول مرة في القاهرة سنة 1292هـ، وطبع على إثره مختصره (روض الأخيار).
وانظر في مقدمة نشرة الأستاذة أسماء أبو بكر محمد لكتاب (أطواق الذهب) صفحة (15) كلاما مهماً حول إنصاف محقق الكتاب المعتدى على عمله، العلامة المرحوم محمد علي قرنة.
ونالت د. بهيجة باقر الحسني رسالة الدكتوراه من جامعة كمبريدج عام (1963) على تحقيقها الجزء الأول منه.
|