حلية الأولياء
تأليف : أبو نُعيم الأصبهاني
الولادة : 335 هجرية الوفاة : 429 هجرية
موضوع الكتاب : التصوف
الجزء :
تحقيق :
ترجمة :
|
|
|
|
|
|
قصة الكتاب :
أجمع كتاب وصلنا في تراجم النساك والزهاد من الصحابة والتابعين حتى أوائل القرن الخامس الهجري، ترجم فيه ل(693) علما، منهم (29) إمرأة. واستوعب فيه كتابي (طبقات الصوفية) للسلمي و(طبقات النساك) لابن الأعرابي، وزاد عليهما. ولم يترجم فيه لواحد من أعلام المذهب الحنفي، فنقم عليه الأحناف، كما نقموا من بعده على أخص تلاميذه (الخطيب البغدادي). ونقم عليه الحنابلة لأشعريته، وفي مقدمتهم (الحافظ ابن منده) الذي توفي قبله بزهاء أربعين عاما. قال الذهبي: (وكلام ابن منده في أبي نعيم فظيع، لا أحب حكايته، ولا أقبل قول كل منهما في الآخر، بل هما عندي مقبولان، لا أعلم لهما ذنبا أكثر من روايتهما الموضوعات ساكتين عنها... والبلاء الذي بين الرجلين هو الاعتقاد) (ميزان الاعتدال: 1/ 111) ثم نقل قول ابن طاهر المقدسي منتصرا لابن منده : (أسخن الله عين أبي نعيم، يتكلم في أبي عبد الله بن منده، وقد أجمع الناس على إمامته، ويسكت عن (لاحق) وقد أجمع الناس على أنه كذاب) قال الذهبي: وقد روى أبو نعيم عن (لاحق) في الحلية وغيرها مصائب، ...وكان لاحق كذابا أفاكا) وقال الذهبي في كتابه (التذكرة): (ولما صنف كتاب حلية الأولياء، حُمل الكتاب إلى نيسابور فاشتروه بأربعمائة دينار)..واسمه الكامل: (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء) ويسمى أيضا (حلية الأبرار) والمقصود بكلمة الحلية الصفة، أي وصف الأولياء، ومن هنا فإن ابن الجوزي لما اختصره سماه (صفة الصفوة) والحق يقال: إن (صفة الصفوة) عمل مستقل، لا علاقة له باختصار الحلية، بل هو رد على (الحلية) وتعقب لمزالق أبي نعيم، وإنما أراد ابن الجوزي بعمله هذا أن يبين مثالب كتاب الحلية، ويصرف الأنظار إلى كتابه، مستفيدا من شهرة كتاب الحلية التي كانت في عصر ابن الجوزي قد طبقت الآفاق. وكان قد نال منه في كتابه (تلبيس إبليس) (ص 185) فقال: (فصنف لهم كتاب الحلية، وذكر في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة، ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وسادة الصحابة). وعدد الأسباب التي دعته لتاليف كتاب (صفة الصفوة) وهي جديرة بأن تراجع، انظرها في مقدمة كتاب (صفة الصفوة) على الوراق، وأولها : (اعلم أن كتاب " الحلية " قد حوى من الأحاديث والحكايات جملة حسنة إلا أنه تكدّر بأشياء وفاتته أشياء، فالأشياء التي تكدر بها عشرة: الأول: أن هذا الكتاب إنما وضع لذكر أخبار الأخيار، و إنما يراد من ذكرهم شرْح أحوالهم و أخلاقهم ليقتدي بها السالك، فقد ذكر فيه أسماء جماعة ثم لم ينقل عنهم شيئاً من ذلك ... واكتفى بأن ذكر عنهم ما يروونه عن غيرهم أو ما يسندونه من الحديث، فضيع الغاية التي من أجلها كان الكتاب..) ومثل لذلك بترجمة هشام بن حسان، وجعفر بن سليمان الضبعي. أما هشام فقد استغرقت ترجمته ثماني صفحات ليس فيها ما يخص ترجمته سوى ثلاثة أسطر. وأما جعفر، فتقع أخباره في عشر صفحات، ليس فيها ما يخص ترجمته سوى سطرين. قال: (ولم ينظر فيما ينقله عن الرجل المذكور أيليق بالكتاب أم لا ) ومثل لهذا الخلل الفني بترجمة مجاهد وعكرمة وكعب الأحبار، فذكر أن أبا نعيم ملأ ترجمة مجاهد بقطعة من تفسيره، وملأ ترجمة عكرمة بقطعة من تفسيره، وملأ ترجمة كعب الأحبار بقطعة من التوراة ثم قال: (وليس هذا بموضع هذه الأشياء)..وانتقد عليه أنه أطال بذكر الأحاديث المرفوعة التي يرويها الشخص الواحد فقال: (ومعلوم أن مثل كتابه الذي يقصد به مداواة القلوب إنما وضع لبيان أخلاق القوم، لا للأحاديث، ولكل مقام مقال، ثم لو كانت الأحاديث التي ذكرها من أحاديث الزهد اللائقة بالكتاب لقرب الأمر، ولكنها من كل فن، وعمومها من أحاديث الأحكام والضعاف، ولو كان اقتصر على الغريب من روايات المكثرين، أو لو أورد ما يرويه المقلون، كما روى عن الجنيد أنه لم يرو إلا حديثا واحد لكان مثل هذا حسنا، لكنه أمعن فيما لا يتعلق ذكره بالكتاب).. قال: (وذكر فيه أشياء عن الصوفية لا يجوز فعلها، وربما سمعها المبتدئ القليل العلم فظنها حسنة فاحتذاها، مثل ما روى عن أبي حمزة الصوفي أنه وقع في بئر فجاء رجلان فطماها، فلم ينطق حملا لنفسه على التوكل بزعمه) ومثل لذلك أيضا ببعض أخبار الشبلي.. قال: (وأضاف التصوف إلى كبار السادات من الصحابة والتابعين ... ومالك والشافعي وأحمد، وليس عند هؤلاء القوم خبر من التصوف) (صفة الصفوة: 1/ 21) وقد روى أبو نعيم نفسه في الحلية قول الشافعي: (أسس التصوف على الكسل) (9/ 137) وقوله: (لو أن رجلا عاقلا تصوف لم يأت الظهر حتى يصير أحمق) (9/ 142).. وانتقده بأنه لم يستقص ذكر العباد والزهاد إذ فاته ذكر خلق كثير، ممن نقل عنهم الاجتهاد في العبادة، ولم يستقص عوابد النساء، بل لم يذكر (رابعة العدوية) قال: (ومعلوم أن ذكر العابدات مع قصور الأنوثة يوثّب المقصر من الذكور، فقد كان سفيان الثوري ينتفع برابعة ويتأدب بكلامها) وانتقد إيراده السجع البارد في أوائل التراجم، كقول أبي نعيم: (ومنهم المكنى بأبي الأبيض، الوحيد عن الخلق أعرض، ومالَهُ قدّم وأقرَض، وألزم ما الحق عليه أوجب وفرض) ووصف سجعه بأنه (لا يكاد يحتوي على معنى صحيح، خصوصا في ذكر حدود التصوف) قال: (وذكر فيه أحاديث كثيرة باطلة وموضوعة، ولم يبين أنها موضوعة، ومعلوم أن جمهور المائلين إلى التبرُّر يخفى عليهم الصحيح من غيره، فسترُ ذلك عنهم غشٌّ من الطبيب) واعتذر الحافظ ابن حجر له بقوله: (وكان ذكر الإسناد عندهم من جملة البيان) يريد أن علماء تلك العصور كانوا يعرفون الأسانيد فتبرأ ذمتهم من العهدة بذكر السند، قال السخاوي: (ولا تبرأ العهدة في هذه الأعصار بالاقتصار على إيراد الإسناد، وإن صنعه أكثر المحدثين في الأعصار الماضية في سنة مائتين وهلم جرا) ثم إن ابن الجوزي نفسه وقع في كتابيه (تلبيس إبليس) و(ذم الهوى) في ما ذم لأجله كتاب (الحلية) وكذلك الذهبي في كتابه (الكبائر) وقد بنى أبو نعيم كتابه على أساس الترتيب الزمني، إلا أنه لم يلتزم ذلك الترتيب باطراد، فبدأ كتابه بالعشرة المبشرين (ر) ثم زهاد الصحابة، ثم أهل الصفة، ثم التابعين وتابعيهم، ثم من يليهم إلى عصره، ولكنه لم يذكرهم مرتبين على درجات الفضل، ولا على المواليد، ولا على الوفيات، ولا على البلدان، وخصوصا في أواخر الكتاب، فلا يكاد الباحث يهتدي إلى موضع الرجل الذي يريد إلا بعناء) وعلل حاجي خليفة ذلك بقوله: (وصدر ذكر الخلفاء إلى تمام العشرة في الترتيب، ثم جعل من سواهم أرسالا لئلا يستفاد منه تقديم فرد على فرد) ومنهجه أن يذكر اسم المترجم له في طائفة من الجمل المسجوعة، ويورد بعض المعلومات اليسيرة عنه، ثم يورد بعد ذلك تعريفا للتصوف، يصدره بقوله: (وقد قيل إن التصوف ... ) فيأتي بتعريف للتصوف يكون منسجما مع أوصاف صاحب الترجمة، ثم يعود فيورد طرفا من أخباره ونبذا من كلماته، ويختم ذلك بذكر الأحاديث التي رواها صاحب الترجمة، إن كان ممن لهم عناية برواية الحديث. وقد يذكر قبل ذلك أسماء من روى عنهم ورووا عنه، كما فعل في ترجمة (عبيد بن عمر) (3/ 275). وأما سنة وفاة المترجم له وسنة مولده ومن أي بلد هو، وفي أي أرض عاش، فهذه أشياء ليست من اهتمامات المؤلف. وله في أثناء الكتاب تحقيقات حديثية جيدة وتعليقات نافعة، انظر نماذج منها في كتاب (أبو نعيم حياته وكتابه الحلية) للأستاذ محمد بن لطفي الصباغ (ص 63- 64) وهو مرجعنا في إعداد هذه البطاقة، وقد نبه (ص69 ) إلى وقوع كثير من التكرار في تراجم الكتاب، ومثل لذلك بتسع تراجم مكررة. وعلق على انتقادات ابن الجوزي بطائفة من ملاحظاته هو على الكتاب نذكر منها قوله: (ومما أخذته عليه أنه يورد حديثا ثم يستنتج منه أمرا يتصل بالتصوف، فيحمل الحديث ما لا يحمل، ويعطي للمنطلقات الصوفية مستندات شرعية مزورة، كقوله: (فقد ثبت بما روينا من حديث معاذ بن جبل وغيره أن التصوف أحوال قاهرة وأخلاق طاهرة...) ومن ذلك تفسيراته الغريبة، وشروحه الباطنية، كتفسيره قول أبي بكر (ر) (هكذا كنا ثم قست القلوب) قال: (قست القلوب: أي قويت واطمأنت بمعرفة الله تعالى) وانظر حديث أبي نعيم عن أسباب تأليفه للكتاب عند قوله: (فقد استعنت الله عز وجل وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض احاديثهم وكلامهم ... إلخ). ولم يعن بتسمية المصادر التي رجع إليها، سوى مصدرين، وهما (طبقات الصوفية) للسلمي (ت 412هـ) وصرح بالاعتماد عليه في تراجم أهل الصفة. وذكر أنه لقي السلمي، وأكثر من الثناء عليه. قال: (وهو أحد من لقيناه، ممن له العناية التامة بتوطئة مذهب المتصوفة وتهذيبه على ما بينه الأوائل من السلف، مقتد بسيمتهم، ملازم لطريقتهم متبع لآثارهم، مفارق لما يؤثر عن المتخرمين المتهوسين من جهال هذه الطائفة، منكر عليهم .... وقد كان مرضياً عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، والسلطان والرعية، في بلده وفي سائر بلاد المسلمين، ومضى إلى الله كذلك) والثاني كتاب (طبقات النساك) لابن الأعرابي (ت 340هـ) وصرح بالاعتماد عليه كمصدر في تراجم التابعين، قال بعدما فرغ من الثناء على السلمي:( وضممت إليه ما ذكره الأغر الأبلج أبو سعيد ابن الأعرابي رحمه الله وكان أحد أعلام رواة الحديث والمتصوفة، وله التصانيف المشهورة في سيرة القوم وأحوالهم والسياحة والرياضة واقتباس آثارهم). وانظر في كتاب (قوت القلوب) ترجمة ابن الأعرابي، وهو من شيوخ أبي طالب المكي.
ومن مختصرات الحلية أيضا: كتاب (مجمع الأخبار في مناقب الأخيار) لمحمد بن حسن بن عبد الله بن محمد بن القاسم الحسيني الشافعي (ت 776هـ) فرغ منه سنة (750هـ) ويقع في عدة مجلدات، سلك في اختصاره مسلكا وسطا مع زيادة تراجم أئمة، وقلل في مقدمته من أهمية كتاب صفة الصفوة، قال: (فأحببت أن أجمع كتابا يكون لمحاسنه حاويا، ولما وراء ذلك طاويا، مع زيادة تراجم أئمة...) واقتفى في ترتيبه أثر أبي نعيم في ترتيب الحلية
والمشهور في اسم الكتاب (مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب) وقد ذكره بروكلمان بكلا الاسمين، ودل على أماكن وجود مخطوطاتهما. ولهذا المختصر مختصرات أيضا، انظرها في كتاب شيخنا عبد الله الحبشي: (جامع الشروح والحواشي) (2/ 851) منها: (أسرع الوسائل والأسباب مختصر مجمع الأحباب) صنعه طاهر بن محمد بن هاشم العلوي الحضرمي. ومما ألف في الحلية أيضا: (تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية) تاليف الحافظ نور الدين الهيثمي، علي بن أبي بكر (ت 807هـ) رتب فيه أحاديث الحلية على الأبواب، وذكر بروكلمان أن منه نسخة مخطوطة في دار الكتب في القاهرة برقم (1/ 79). وهذا الكتاب غير الكتاب المطبوع بعنوان (البغية في ترتيب أحاديث الحلية) تأليف الشيخ المعاصر عبد العزيز بن محمد الصديق الغماري. ومما ألف في الحلية كتاب (نظم رجال حلية الأولياء) تأليف ابن جابر شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري (ت 780هـ) صاحب (الحلة السيراء في مدح خير الورى: ط) ذكر بروكلمان أن منه نسخة مخطوطة في القاهرة. وممن نظم أسماء رجال الحلية أيضا أبو العباس النستاوتي أحمد بن عبد القادر (ت 1127هـ) والمعاصر أحمد دهاة العلوي (ت 1361هـ) ومما ألف فيها: (تخريج أحاديث الحلية) صنعه الشيخ عبد الله اليابس رحمه الله، وأفاد الأستاذ الصباغ (ص83) أنه لا يزال مخطوطا عند ورثته. قال: (أما مخطوطات كتاب الحلية فكثيرة، فمنها نسخ في كل من (برلين وليدن وباريس وجاريت =في أمريكا= وراغب باشا وليبسك ومدريد وجامع القرويين بفاس، والظاهرية بدمشق، وبوهار في الهند، وآصفية في الهند. وشُرع في طبعة لأول مرة في القاهرة في مطبعة السعادة سنة (1351هـ 1932م) وانتهى طبعه سنة (1357هـ 1938م) وظهر في عشرة مجلدات. بعناية الأستاذ محمد أمين الخانجي واعتمد في هذه الطبعة على أربعة نسخ من مخطوطات الكتاب، هي النسخة الأزهرية، ونسخة الشيخ محمد نصيف في جدة، والمجلد الرابع من نسخة المكتبة التيمورية، والأجزاء المغربية التي بعث بها الشيخ أحمد بن الصديق الغماري.. قال الصباغ : (وهذه الطبعة الوحيدة التي وقفت عليها، وهي الطبعة التي أعيد نشرها بطريقة الأوفست في بيروت (دار الكتاب العربي) وذكر بروكلمان أنه طبع أيضا في حيدر أباد ولم أر طبعة حيدر أباد، ولا أعرف أن أحدا غيره ذكر ذلك) وختم الصباغ كتابه بفهرس لأسماء الأعلام الذين ترجم لهم أبو نعيم في الحلية مع ذكر رقم الجزء والصفحة. ومجموع من ذكرهم في هذا الفهرس (693) علما، منهم (29) امرأة، وهن (3) باسم أسماء، و(11) بكنيتهن: (أم) وأنصارية مجهولة، وحفصة بنت عمر والحولاء بنت تويت والرميصاء، وزينب (اثنتان) وسلمى بنت قيس، والسوداء (اثنتان) وصفية وعائشة وعميرة بنت مسعود وفاطمة الزهراء ومارية ويسيرة المهاجرة. ويستوقفنا في ترجمة أبي نعيم أشياء لابد من ذكرها، فمن ذلك مبالغة المؤرخين في ذكر الأسباب التي نال بها شهرته ومجده كقول ابن مردويه: (كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم، يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، ولم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف) وقال الذهبي في التذكرة:( وتهيأ له من لقاء الكبار ما لم يقع لحافظ، وأجازت له مشايخ الدنيا سنة نيف وأربعين وثلاثمائة وله ست سنين) (التذكرة 1092) وقول حمزة بن العباس العلوي: (كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا وغربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ). ونبه السبكي إلى سبب عدم ذكر الخطيب البغدادي له في تاريخه فقال: (وهو من أخص تلاميذه ، وقد رحل إليه وأكثر عنه، ومع ذلك لم يذكره في تاريخ بغداد، ولا يخفى عليه أنه دخلها، ولكن النسيان طبيعة الإنسان، وكذلك أغفله الحافظ أبو سعد السمعاني فلم يذكره في الذيل) (الطبقات 4/ 20). وعده الخوانساري في كتابه (روضات الجنات/ ص74) من أعلام الشيعة المتخفين، قال: (وهو من مشاهير محدثي العامة ظاهرا =ويقصد بالعامة اهل السنة= إلا أنه من خُلّص الشيعة في باطن أمره، وكان يتقي ظاهرا على وفق ما اقتضته الحال، ولذا ترى كتابه المسمى بحلية الأولياء يحتوي على أحاديث مناقب أمير المؤمنين على ما لا يوجد في سائر الكتب، ومدار علمائنا في الاستدلال بأخبار المخالفين على استخراج الأحاديث من كتابه) ونقل عن محمد حسين الخاتون أبادي قوله: (وممن اطلعت على تشيعه من مشاهير علماء العامة الحافظ أبو نعيم بإصبهان، صاحب كتاب (حلية الأولياء) وهو من أجداد جدي العلامة، ضاعف الله إنعامه، وقد نقل جدي تشيعه عن والده عن أبيه عن آبائه حتى انتهى إليه) وعلق الخوانساري على ذلك بقوله: (ولما كان الولد أعرف بمذهب الوالد من كل أحد لم يبق شك في تشيعه، فرحمه الله تعالى وقدس سره، وأنعم عليه في الجنان ما أرضاه وسره) ثم نقل عن صاحب كتاب (رياض العلماء) أن أبا نعيم من أجداد المولى محمد تقي المجلسي وقوله: (المعروف أنه كان من محدثي علماء العامة ولكن ... الظاهر كونه من علماء اصحابنا، واتقاؤه عن المخالفين كما هو الغالب من أحوال ذلك الزمان، والله أعلم بحقيقة الحال). وانظر في كتاب (منهاج السنة) لابن تيمية رده على كثير مما ذهب إليه الشيعة محتجين بأحاديث رواها أبو نعيم في الحلية....
ولد أبو نعيم في رجب سنة (336هـ) على الأرجح. وتوفي يوم 28 محرم 430هـ. كما ذهب ابن كثير. عن (94) سنة. وبدأ رحلته في طلب الحديث كما ذكر السبكي عام (356) وبلغ فيها صقلية والأندلس. وأبوه عبد الله بن أحمد: سبط الشيخ الزاهد محمد بن يوسف البناء. ويرد اسمه في بعض المصادر (محمد بن موسى البناء) تصحيفا، وكان جده الأعلى مهران مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
|
|
|
|
أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا
.zaza@alwarraq.com
|
مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار
|