قصة الكتاب :
من نفائس كتب الأدب، ألفه الثعالبي للأمير أبي الفضل الميكالي بطلب منه بعد سنة 421هـ، وفي الكتاب ما يفيد أنه لم يؤلف في زمن واحد، بل استغرق تأليفه سنوات نسي فيها الثعالبي بعض فصوله. فقد أورد في أول الكتاب رسالة لأبي إسحق الصابي، ثم أعوزته الإشارة إليها في مكان آخر من الكتاب فقال: (وقرأت رسالة لأبي إسحق الصابي لا أذكرها) ثم ساق معنى الرسالة.
وهو كتاب في واحد وستين باباً مبنيٌّ على ذكر أشياء مضافة أو منسوبة إلى المعنى الذي يعقد عليه الباب، أو ما يقاربه في المعنى. ويتفاوت الحديث بين مضاف وآخر، فقد يكتفي بالتعريف به في موضع، وقد يسوق الآية والحديث والمثل والقول المأثور والشعر والنادرة.
ومنهج الكتاب ومادته يدلان على مدى توسع معارف الثعالبي ونضجه الفكري، فالكتاب موسوعة أدبية يمكن اعتباره مع (لطائف المعارف) عملاً أدبياً وعلمياً ضخماً بالنسبة لعصره، ما دفع زكي مبارك لقوله: (ونحن نقول بدون تحفظ إن هذا الكتاب من أنفس ما كتب باللغة العربية)
طبعت مقدمة الكتاب مع الباب الرابع منه فقط بمجلة المشرق، بيروت 1900م العدد 12 ص 553 ثم طبع كاملاً بتحقيق محمد بك أبو شادي بمطبعة الظاهر سنة 1326هـ 1908م، في (559) صفحة، ثم طبع بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم في القاهرة (دار نهضة مصر) سنة 1965م في (719) صفحة.
وله عدة مختصرات، منها (نفحة المجلوب من ثمار القلوب) و (جنى المحبوب من ثمار القلوب) وللمحبي المتوفى سنة 1111هـ كتاب (ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه) تناول فيه مادة (ثمار القلوب) مرتبة على حروف المعجم.
المرجع: الثعالبي ناقداً وأديباً، د. محمود عبد الله الجادر صفحة 102
|