الحيوان
تأليف : الجاحظ
الولادة : 162 هجرية الوفاة : 254 هجرية
موضوع الكتاب : الأدب --> الحيوان
الجزء :
تحقيق :
ترجمة :
|
|
|
|
|
|
قصة الكتاب :
أجل كتب الجاحظ وأضخمها، وأول موسوعة من نوعها في تاريخ العرب، ألفه الجاحظ وهو في السن العالية والفالج الشديد، وذلك بعد مقتل المتوكل سنة 247هـ وأهداه للوزير الخطير محمد بن عبد الملك الزيات، وقدم له بمقدمة مسهبة في فن الكتابة وأسرار التأليف، ضمنها فصولاً طويلة في الدفاع عن كتبه بما في ذلك كتاب الحيوان، فجاءت في فن الكتابة وتاريخ الكتاب العربي، بمثابة مقدمة ابن خلدون في علم التاريخ. وعرَّفه بقوله: (هذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم، وتتشابه فيه العرب والعجم، لأنه وإن كان عربياً أعرابياً، وإسلاميا جماعياً، فقد أخذ من طرف الفلسفة، وجمع معرفة السماع وعلم التجربة، وأشرك بين علمي الكتاب والسنةِ وجدانَ الحاسة وإحساس الغريزة، يشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك...) وجعل السلك الناظم للكتاب حوارا مطولا بين شيخين من شيوخ المعتزلة هما أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام (ت221) وشيخ من شيوخ المعتزلة، اسمه (معبد) وسماه في موضع آخر (معبد بن عمر) ولم أقف على ترجمة له ؟ ولا يستبعد أن يكون الصواب (معمر بن عمرو العطار المتوفى سنة 215هـ) وكانت بينه وبين أبي إسحاق النظام مناظرات ومنازعات، وإليه تنسب الفرقة المعمرية، وموضوع الحوار المفاضلة بين الكلب والديك، واستمر الجاحظ في عرض هذا الحوار من أول كتابه الحيوان حتى آخره، وكل المواد التي اشتمل عليها كتاب الحيوان (على كثرتها) هي استطرادات الجاحظ عن سياق هذا الحوار.
وفي تقديمه للوزير الزيات قوله: (ولك من هذا الكتاب ثلاثة أشياء، تبيُّن حجة طريفة، أو تعرّف حيلة لطيفة، أو استفادة نادرة عجيبة، وأنت في ضحك منه إذا شئت، وفي لهو إذا مللت الجد)وقال في موضع آخر: (وقد صادف هذا الكتابُ مني حالاتٍ تمنعُ من بلوغِ الإرادة فيهِ، أوَّلُ ذلك العِلة الشديدة، والثانية قلة الأعوان، والثالثة طولُ الكتاب، والرابعة أني لو تكلفت كتاباً في طوله، وعدَدِ ألْفاظِهِ ومعانيهِ، ثمَّ كان من كُتب العَرَض والجوهر، والطَّفرة، والتولد، والمداخَلة، والغرائز، والتماس لكان أسهَلَ وأقصَرَ أياماً، وأسْرَعَ فراغاً؛ لأني كنت لا أفزَعُ فيه إلى تلقُّط الأشعار، وتتبُّعِ الأمثال، واستخراج الآيِ من القرآنِ، والحجَجِ من الرِّواية، مع تفرُّقِ هذه الأمورِ في الكتب. وتباعُدِ ما بين الأشكال، فإنْ وجَدْتَ فيه خللاً من اضطرابِ لفظٍ، ومن سوءِ تأليف، أو من تقطيعِ نظامٍ، ومن وقوع الشيء في غير موضعه - فلا تنكِرْ، بعدَ أنْ صوَّرتُ عندك حالي التي ابتدأتُ عليها كتابي. ولولا ما أرجو من عَوْنِ اللّه على إتمامه؛ إذْ كنتُ لم ألتمسْ به إلاَّ إفهامَك مواقعَ الحُجَج للّه، وتصاريفَ تدبيره، والذي أَوْدَعَ أصنافَ خلْقه من أصناف حكمته لَمَا تعرَّضْتُ لهذا المكروه، فإنْ نَظَرْتَ في هذا الكتاب فانظُرْ فيه نظَرَ مَنْ يلتمس لصاحبه المخارجَ، ولا يَذْهَبُ مذهبَ التعنُّتِ، وَمَذْهَبَ مَنْ إذا رأى خيراً كتَمَهُ، وإذا رأى شَرّاً أذاعه) (1/ 52). وسماه (الحيوان) لأنه مبني كما يقول على تتبع ما في حياة الحيوان من الحجج على حكمة الله العجيبة وقدرته النادرة، قال: (وكانت العادة في كتب الحيوان أن أجعل في كل مصحف من مصاحفها عشر ورقات من مقطعات الأعراب ونوادر الأشعار، لِما ذكرت من عجبك بذلك، فأحببت أن يكون حظ هذا الكتاب في ذلك أوفر إن شاء الله تعالى) إلى أن قال: (وإذا كانت الأوائل قد سارت في صغار الكتب هذه السيرة كان هذا التدبير لما طال وكثر أصلح، وما غايتنا إلا أن تستفيدوا خيراً) قال: (على أنِّي أذمُّ هذا الكتابَ في الجملة، لأنَّ الشواهد على كلِّ شيء بعينه وقعتْ متفرِّقة غير مجتمعة، ولو قدرتُ على جمعها لكان ذلك أبلغ في تزكية الشَّاهد، وأنور َ للبُرهان، وأملأ للنفس، وأمْتع لها، بحسن الرّصف، وأحمده، لأنّ جُملة الكتاب على حالٍ مشتملةٍ على جميع تلك الحجج، ومحيطة بجميع تلك البرهانات، وإن وقع بعضُه في مكان بعضٍ، تأخَّر متقدِّم، وتقدّم متأخر). طبع كتاب الحيوان لأول مرة في القاهرة سنة (1323هـ 1905م) ثم سنة 1907م بعناية الحاج محمد الساسي المغربي، ونشره المرحوم عبد السلام هارون محققاً سنة 1945م وأعاد طبعه سنة 1965م. واستخرج المقري ما فيه من فصول عن الطير، وأودعها في القسم الخامس من الفن الثالث من كتابه (نهاية الأرب). ونقل الجرجاني خطبة الكتاب برمتها في كتابه (دلائل الإعجاز). وربما كان الجاحظ قد ألحق فصولاً بكتابه هذا، كان منها كتاب (القول في البغال) الذي نشر بعناية شارل بلّا سنة 1375هـ. ولوديعة طه النجم (منقولات الجاحظ عن أرسطو في كتاب الحيوان) الكويت 1985 ولصموئيل عبد الشهيد (الروح العلمية عند الجاحظ في كتابه الحيوان) 1975م ولخولة شخاترة (بنية النص الحكائي في كتاب الحيوان) الأردن 1966م وانظر في مجلة المورد (مج17 ع4 شتاء 1988م) الجاحظ: الناقد التفسيري، بقلم كاصد ياسر الزبيدي.
وأنبه هنا إلى ما حكاه صديق حسن خان القنوجي في كتابه: (أبجد العلوم) باب ما ألف في علم الحيوان قال:
وكتاب "الحيوان" لأبي عثمان عمرو ابن بحر الجاحظ البصري، المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وهو كبير أوله
(جنبك الله تعالى الشبهة وعصمك من الحيرة.... الخ). قال الصفدي: ومن وقف على كتابه هذا، وغالب تصانيفه، ورأى فيها الاستطرادات التي استطردها، والانتقالات التي ينتقل إليها، والجهالات التي يعترض بها في غضون كلامه، بأدنى ملابسة، علم ما يلزم الأديب، وما يتعين عليه من مشاركة المعارف.
أقول: ما ذكره الصفدي من إسناد الجهالات إليه، صحيح واقع فيما يرجع إلى الأمور الطبيعية، فإن الجاحظ من شيوخ الفصاحة والبلاغة، لا من أهل هذا الفن)
قلت أنا زهير: وهذا كلام حاجي خليفة في (كشف الظنون) نقله صديق حسن خان بعجره وبجره، ويبدو أن حاجي خليفة تصحفت عليه لفظة (الجهات) فصارت (الجهالات) فقوّل الصفدي ما لم يقل،وقد نقل المرحوم (محمد كرد علي) العبارة صحيحة غير مصحفة في كتابه (أمراء البيان) فقال: (وعلى الجملة فالشهادات كثيرة على نبوغ الجاحظ وأنه كان "نسيج وحده في جميع العلوم" قال الصفدي: من وقف على كتاب الحيوان وغالب تصانيفة، ورأى فيها الاستطرادات التي استطردها والانتقالات التي ينتقل إليها، والجهات التي يعرض بها في غضون كلامه بأدنى ملابسة، علم ما يلزم الأديب وما يتعين عليه من مشاركة المعارف).
وأنبه هنا إلى أن نشرة الوراق لكتاب الوافي ناقصة الجزء (23) والذي يفترض أن تكون ترجمة الجاحظ في أوله قبل ترجمة (عمرو بن عبيد) ولكن النشرة المطبوعة للوافي أيضا ناقصة وليس فيه (ترجمة الجاحظ) ولا أعرف سبب ذلك ؟
|
|
|
|
أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا
.zaza@alwarraq.com
|
مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار
|