قصة الكتاب :
كتاب نفيس، ترجم فيه الصلاح الصفدي لأعيان عصره، واقتصر فيه على من أدركوا سنة ولادته منهم، وهي سنة 696هـ، وشرع في تأليفه بعد الفراغ من كتابه الضخم (الوافي في الوفيات) فنقل منه معظم من ينطبق عليهم شرطه، وزاد في الكثير منها زيادات يسمح بها تخصص الكتاب. فكان مجموع من ترجم لهم فيه (2017) ترجمة، منها بضع تراجم مكررة.
وبقي يعمل في تأليفه حتى آخر أيام حياته، فقد وجد فيه تراجم لأناس توفوا قبله بأيام، مثل علي بن إسماعيل بن جعفر الذي توفي قبله بعشرة أيام، وأحمد بن بلبان الذي توفي قبله بشهر واحد.
وقد أودع فيه قدراً كبيراً من أشعاره ومساجلاته ومعارضاته وألغازه وموشحاته ورسائله وتوقيعاته. قال التاج السبكي في ترجمته في طبقات الشافعية وكان من أصدقائه: (وكانت له همة عالية في التحصيل فما صنف كتابا إلا وسألني فيه عما يحتاج إليه من فقه وحديث وأصول ونحو لا سيما أعيان العصر فأنا أشرت عليه بعمله ثم استعان بي في أكثره).
وصلنا الكتاب في عدة نسخ مخطوطة في مكتبات تركيا، ومعظمها غير كامل، وفي بعض هذه النسخ أجزاء بخط الصفدي نفسه، اختار الأستاذ فؤاد سزكين واحدة منها، ونشرها مصورة عام 1990م، إصدار: (معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، جامعة فرانكفورت) فجاءت مصورتها في ثلاثة مجلدات،في (1063) صفحة، وهي في النسخة المخطوطة 12 مجلداً.
وطبع الكتاب في خمسة مجلدات وآخر للفهارس في (دار الفكر بدمشق 1998م) بتحقيق طائفة من المحققين.
وأفرد د. عدنان درويش ترجمة صفي الدين الحلي، من نسخة وقعت إليه، ونشرها محققة في دمشق 1995م (منشورات وزارة الثقافة).
وفي مقدمة تحقيق عبد الإله نبهان لكتاب الصفدي (غوامض الصحاح) تعريف بستين كتاباً من كتبه، وفيه صفحة (20) أماكن وجود مخطوطات (أعيان العصر).
وعلى غراره ألف البقاعي إبراهيم بن عمر (ت885هـ) كتابه: (إظهار العصر لأسرار أهل العصر).
|