تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار
تأليف : ابن بطوطة
الولادة : 1304 هجرية الوفاة : 1377 هجرية
موضوع الكتاب : الرحلات
الجزء :
تحقيق : 'NA'
ترجمة : 'NA'
|
|
|
|
|
|
قصة الكتاب :
لابن بطوطة \r\nتحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار المكان : [ الإسكندرية ] الاسكندرية جامعة لمفترق المحاسن قال ابن بطوطة: ثم وصلنا في أول جمادى الأولى إلى مدينة الإسكندرية حرسها الله، وهي الثغر المحروس، والقطر المأنوس العجيبة الشأن الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين، ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيها، ولطفت معانيها، وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها، فهي الفريدة في تجلي سناها، والخريدة تجلى في حلاها، الزاهية بجمالها المُغرِب، والجامعة لمفترق المحاسن، لتوسطها بين المشرق والمغرب، فكل بديعة بها اختلاؤها، وكل طرفة فإليها انتهاؤها. وقد وصفها الناس فأطنبوا، وصنفوا في عجائبها فأغربوا وحسب المشرف إلى ذلك ما سطره أبو عبيد في كتاب المسالك. وذكر ابن بطوطة أبوابها فقال: ولمدينة الاسكندرية أربعة أبواب: باب السدرة وإليه يشرع طريق المغرب، وباب رشيد، وباب البحر، والباب الأخضر، وليس يفتح إلا يوم الجمعة، فيخرج الناس منه إلى زيارة القبور. وذكر مرساها فقال: ولها المرسى العظيم الشأن ولم أر في مراسي الدنيا مثله إلا ما كان من مرسى كولم وقاليقوط ببلاد الهند، ومرسى الكفار بسرادق ببلاد الأتراك ومرسى الزيتون ببلاد الصين. ومن الصالحين بها الشيخ أبو عبد الله الفاسي من كبار أولياء الله تعالى، يذكر أنه كان يسمع رد السلام عليه إذا سلم من صلاته. وذكر ابن بطوطة أسماء بعض علمائها فقال: فمنهم قاضيها عماد الدين الكندي، إمام من أئمة علم اللسان، وكان يعتم بعمامة خرقت المعتاد للعمائم، لم أر في مشارق الأرض ومغاربها عمامة أعظم منها، رأيته يوماً قاعداً في صدر محراب، وقد كادت عمامته أن تملأ المحراب. ومنهم فخر الدين بن الريغي وهو أيضاً من القضاة بالإسكندرية فاضل من أهل العلم. ومنهم وجيه الدين الصنهاجي من قضاتها مشتهر بالعلم والفضل. وقال ابن بطوطة: وكان أمير الإسكندرية في عهد وصولي إليها يسمى بصلاح الدين. وقال أيضاً: بعد خروجه من دمنهور وهو في طريق عودته إلى طنجة: ثم ( سافرت) إلى الإسكندرية. وقال التازي: وصف ابن بطوطة لمنار الإسكندرية كأنه مقتبس من الرحالة المغربي العبدري (688-689=1290-1291) فهل وقف ابن بطوطة على رحلة العبدري.؟ وقد شبه به المراكشي في كتابه (المعجب) منارة حسان بالرباط. وقال: كثر حديث الناس عن منار الإسكندرية ونفضل أن نلخص مذكرات الرحالة المغربي العبدري عن المنار لأنه زاره وتفحص معالمه، قال: وقد دخلته وتأملته وما وصلت أعلاه إلا بعد جهد...! أحاط به البحر شرقاً وغرباً.. وهو يرتفع عن الأرض نحو أربع قامات.. وفي داخل المنار عدة بيوت رأيتها مغلقة، وسعة المنار فيه ستة أشبار وفي غلظ الحائط عشرة أشبار ذرعية من أعلاه، وسعة المنار من ركن إلى ركن مائة وأربعين شبراً وفي أعلاه جامور كبير عليه آخر دونه.. وفوق الأعلى قبة مليحة يطلع إليها في درجة مشرعة إلى النواحي.
|
|
|
|
أعد هذه الصفحة الباحث زهير ظاظا
.zaza@alwarraq.com
|
مرآة التواصل الاجتماعي – تعليقات الزوار
|