قصة الكتاب :
من ذخائر الأدب العربي، وأول كتاب ألف في هذا الموضوع في الإسلام. جمع فيه ابن الكلبي ما بقي من أشعار الجاهلية في الأصنام وما قيل فيها، بعدما انحسمت مادة الخوف من الرجوع إلى الشرك. وتبعته طائفة من الأدباء، فنسجوا على منواله كتباً، لا نعرف غير أسمائها وكلام ابن النديم عنها في الفهرست، منها (كتاب الأصنام) للجاحظ، الذي رجع إليه الدميري في مادة (القرش)، و(كتاب الأصنام) لابن فضيل علي بن الحسين الفارسي.
طبع كتاب ابن الكلبي لأول مرة في مصر عام 1914م بعناية أحمد زكي باشا، وكان في عداد الكتب المفقودة في القرون الأخيرة، حتى عثر عليه الشيخ طاهر الجزائري في يد أحد سماسرة المخطوطات، وحمله معه إلى مصر، فابتاعه منه أحمد زكي باشا، ليضمه إلى (المكتبة الزكية) التي وقفها على طلبة العلم بقبة الغوري في القاهرة. ولا يعرف للكتاب غير هذه النسخة في مكتبات العالم.وهي بخط عبد القادر البغدادي (ت1093هـ) صاحب خزانة الأدب.
وقد كانت نسخ الكتاب نادرة الوجود حتى في عصر ياقوت الحموي، حيث يصف باهتمام نسخة منه وقعت إليه بخط الإمام الجواليقي، فأفرغ مادتها في معجم البلدان مفرقة في أماكن شتى، ومما يحكم بندرة الكتاب، أن نسخة البغدادي منقولة من هذه النسخة كما صرح في آخرها. وفي سند الكتاب إلى ابن الكلبي أسماء طائفة من كبار الأدباء، كالمرزباني وابن الفرات، والجواليقي، وابن عليل، وعليها تعليقات بخط الوزير المغربي المتوفى سنة 418هـ.
قال أحمد زكي باشا: ( ولقد اغتنمت فرصة وجودي بمؤتمر المستشرقين الدولي المنعقد في أبريل سنة 1912م بمدينة أثينة، رئيساً للوفد المصري، فكاشفت العلماء بهذه الذخيرة، وقلت ما معناه: لا أود إظهار هذا الكتاب إلى الوجود، لأن الأستاذ نولدكه قال: بأنه لا يريد أن يموت حتى يرى كتاب الأصنام، وأنا أخشى أن يفي بوعده، ويحرمنا من ثمرات كده وجده)
ثم طبع مؤخراً سنة (1993م) بتحقيق الأستاذين محمد عبد القادر أحمد وصديقنا أحمد محمد عبيد، الذي خص ابن الكلبي بفصل مسهب في كتابه: (في المصادر العربية) (ص49 - 78) عرف فيه ب(68) كتاباً من آثار ابن الكلبي، وأتبعها (ص147) بمستدرك صنعه على كتاب (الأصنام) يضم التعريف ب(14) صنماً. وأفاد أن كتاب الأصنام قرئ على ابن الكلبي سنة (202هـ) قبل وفاته بسنتين، وأن هناك أخباراً رويت عن ابن الكلبي في الأصنام، لم ترد في كتابه هذا.
|