قصة الكتاب :
كتاب نفيس. عدادُه في ذخائر العرب. ألفه ابن الجوزي بعدما دخل في السن العالية. وذكر ابن رجب أنه (65) جزءاً، وقال الداودي في طبقاته: ثلاثة مجلدات. طبع الكتاب مرات، منها: في القاهرة سنة 1345هـ بعنوان (فيض الخاطر) كما هو على نسخة دار الكتب، وفي مكتبات العالم عدة نسخ منه بعنوان: (صيد الخاطر). وقد جمع ابن الجوزي فيه أعمق ملاحظاته عن النفس والحياة، من خلال مختلف نشاطاته الفكرية التي كان يمارسها. وضمّنه الكثير من ذكرياته، ومؤاخذاته لعلماء عصره. واتخذ من بعض هذه الخواطر مدخلاً لجمع ما يتصل بها من نوادر الأخبار، كالخاطرة التي أولها: (تأملت أحوال الصوفية والزهاد فوجدت..) والخاطرة (اعلم أن شرعنا مضبوط الأصول) و(الحق لا يشتبه بباطل) و(للفقيه أن يطالع من كل فن طرفاً). وجعل بعضها سجلاً لذكرياته، كالخاطرة: (تأملت أحوال الناس في حالة علو شأنهم) و(قلت يوماً في مجلسي) و(كنت في بداية الصبوة) و(بكرت يوماً إلى جامع الرصافة) و(لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة) و(عرض لي في طريق الحج خوف من العرب، فسرنا على طريق خيبر) و(قدم إلى بغداد جماعة من أهل البدع الأعاجم، فارتقوا منابر التذكير) و(حضرنا بعض أغذية أرباب الأموال) و(وقع بيني وبين أرباب الولايات نوع من المعادات لأجل المذهب) و(اشتد الغلاء ببغداد أول سنة 575هـ) و(سمعت علي بن الحسين الواعظ) و(تفكرت في نفسي) و(شكا لي بعض الأشياخ =رغبته في= الجوار الصغار) و(شكا لي رجل من بغضه لزوجته) و(مر بي حمالان تحت جذع ثقيل وهما يتجاوبان بإنشاد النغم) و(مما أفادتني تجارب الزمان). وإليك مداخل بعض هذه الخواطر، لمعرفة نزعة المؤلف ومنهجه: (خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب) و(إنما خلقنا لنحيا مع الخالق) و(رأيت كل من يعثر بشيء يلتفت فينظر إليه) و(تفكرت يوماً في التكليف فرأيته ينقسم إلى سهل وصعب...إلخ) و(تأملت الأرض ومن عليها) و(تفكرت في السر الذي أوجب حذف آية الرجم من القرآن) و(تأملت الدخل الذي دخل في ديننا) و(قول الإمام أحمد: صح من الحديث سبعمائة ألف) و(هل في مسند أحمد ما ليس بصحيح) و(نظرت في قول أبي الدرداء) و(تأملت سبب تخليط العقائد) و(رأيت عادات الناس قد غلبت على عملهم بالشرع) و(رايت جمهورهم منسلاً من ربقة العبودية) و(قد يدعي أهل كل مذهب الاجتهاد) و(لما أنهيت كتابة الفصل المتقدم هتف بي هاتف) و(رأيت نفراً ممن أفنى أوائل عمره في طلب العلم).