قصة الكتاب :
من عيون كتب البلاغة العربية الأولى. وفيه أبان عما يعرف اليوم بنظرية النظم، ويعرف مكانة الكتاب كما يقول السيد رشيد رضا (من يعرف معنى البلاغة وسر تسمية هذا الفن بالمعاني، وما البلاغة إلا أن تبلغ بما تقول ما تريد من نفس المخاطب، من إدخال سرور أو حزن أو غير ذلك، والموازنة بين الكلامين: يتفقان في المعنى، ويختلفان في التأثير، كقول معبر الرؤيا لملك رأى في نومه أنه فقد جميع أسنانه: الملك سيفقد جميع أهله، وقول معبر آخر: الملك يكون أطول أهله عمراً، وهذا المذهب هو الذي ذهب إليه الإمام الجرجاني في كتابيه (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة) فخلف من بعده خلف جعلوا البلاغة صناعة لفظية محضة، فترى أعلمهم بكتب البلاغة، وأكثرهم اشتغالاً بها أعياهم وأعجزهم عن الإتيان بالكلام البليغ، بل والصحيح).
طبع الكتاب لأول مرة في مطبعة المنار سنة 1321هـ بعناية علامتي المعقول والمنقول: الشيخ محمد عبده، والشيخ التركزي الشنقيطي، وباعتماد نسخة محمد عبده الخاصة، ونسخة استحضرها من المدينة المنورة، وأخرى من بغداد. وذلك بعد الفراغ من طباعة كتاب (أسرار البلاغة) للجرجاني. (انظر الكلام عليه في هذا البرنامج)
قال السيد رشيد رضا: (وعهد إلي بأن أطبع الكتاب ليقرأه على طلبة الأزهر، فشرعت في الطبع وشرع هو في التدريس...فكان الأزهر أول معهد من معاهد التعليم الديني العربي قرئ فيه (دلائل الإعجاز) و (أسرا البلاغة)، ولأجله طبع الكتابان، ولكن أحجم علماؤه كلهم بعد الأستاذ الإمام عن قراءتهما، مع أنهما مقرران للتدريس فيه رسمياً، لكن تلك الروح كامنة فيه، فهو مخرنبق لينباع، ومجرمز سيمدّ الباع.....وقد قال الأستاذ الإمام : إني ألقيت في الأزهر بذرة يستحيل أن يبقى معها على ما كان عليه من الجمود والخمود، فإما أن يصلح وإما أن يسقط)
|