قصة الكتاب :
من نوادر أدب المخاطبات عند المتصوفة. ألفه ابن غانم المقدسي، صاحب (تفليس إبليس) واختار لفصوله اسم الإشارات، لما تعنيه هذه الكلمة من أبعاد عرفانية. وسجل فيه كما يقول (ما خاطبته به الأزهار عن حالها والأطيار عن مقرها وترحالها) وختم كل قطعة بأبيات من شعره.
طبع الكتاب لأول مرة في باريس سنة 1821م مع ترجمة فرنسية قام بها (يوسف أليودوروس غرسين) ثم بمصر سنة 1275هـ بعناية يوسف ببر، ووصلتنا من الكتاب مخطوطات كثيرة في مكتبات العالم، منها نسخ محلاة برسوم ملونة، كنسخة دار الكتب المصرية، رقم (4491 أدب، طلعت)
وقد افتتح ابن غانم باب الأزهار بحديث النسيم، ليقابل السحاب الذي افتتح به حديث الأطيار، واختار من الأزهار: (الورد ثم المرسين =وهو الآس= ثم البان فالنرجس، فاللينوفر =وهو اللوتس= فالبنفسج فالمنثور فالياسمين فالريحان فالأقحوان =وهو البابونج= فالخزامى =وهو خيري البر= فالشقيق) ومن الطيور: (الهزار فالباز فالحمام فالخطاف فالبوم فالطاووس فالببغاء فالخفاش فالديك فالبط فالنحلة وما يتصل بها من الشمع والفراش والنار، ثم الغراب ثم الهدهد) وأتبعها إشارات طائفة من الحيوانات التي لها صلة بالإنسان وأولها: (الكلب ثم الجمل فالفرس فالفهد) ثم دودة القز فالعنكبوت فالنملة، ثم العنقاء وبها ينتهي الكتاب.
وننوه هنا إلى أن (إشارة المرسين) سقطت برمتها من طبعة دار المواسم 1995م وجاءت فيه إشارة النرجس عقب إشارة الورد، قارن ذلك بنشرة علاء عبد الوهاب (القاهرة دار الفضيلة 1995م). كما ننوه إلى غياب (الفل) عن أدبيات الزهور العربية، وأفاد المحبي في (نفحة الريحانة) أنه نوع من الياسمين بلغة أهل اليمن، وأن أهل اللغة لم يذكروه، وأن ابن البيطار سماه: النمارق. وأما تصوير الورود والأزهار في كتب المعاصرين ففيه من الأغاليط ما لا يتسع المجال هنا لذكره، وخاصة في شقائق النعمان والخزامى والأقحوان والنرجس، أما الخزامى فإن أصح ما قيل فيه كلام بطرس البستاني في دائرة المعارف (ج7 ص370) والموسوعة العربية العالمية (ط2 ج10 ص 56). وفيها صورة للخزامى.
|