قرة العين في فرح الزين
(المؤلف : عبد الرحمن الملاح)
كتاب طريف، ويضم أراجيز ومنظومات شعرية، من نظم المؤلف، المشهور بالمَلّاح.
وصف فيها ما جرى من الأفراح في منازل زين العابدين البكري في مصر، سنة (1009هـ) بمناسبة ختان ولديه، وعقيقة ولد ثالث له. وكان احتفالاً طويلاً مديداً، أغدق فيه صاحبه الأموال والهدايا على المحتفلين وأصحاب الألعاب المختلفة الذين أحيوا الاحتفال. وكان احتفال كهذا ربما دام أربعين يوماً، كما يذكر ابن أبي السرور الصديقي، وهو ابن أخي زين العابدين. انظر (مقدمة المحقق ص23).
وكان الملاح قد انقطع إلى خدمة آل زين العابدين البكري، وعمل كاتباً لديهم.
وقد جعل المقطع الأول من العنوان، أي (قرة العين) تاريخاً لسنة الاحتفال، حسب تاريخ الجُمّل المشهور، لأن (قرة العين) تساوي مجوع قيم حروفها (1009).
وقصد بكلمة (الزين) في عنوان الكتاب، التورية باسم زين العابدين البكري، والزين: الشيء الحسن والجميل. ومن نوادره فيه: وصفه للبهلوان وهو فوق الحبل. والمصابيح التي أهديت في الحفل، وتسمية من أهداها، ووصف حراقة آل البكري، وهي ما يسمى اليوم: (اليخت). وما كانت تطلقه في البحر من الألعاب النارية. وأصناف الأشربة المقدمة في الحفل.
وقسم المنظومات على مقدمة و(16) باباً (في الكسوة والبهلوان والمصابيح والحراقات والسماع والحلاوة، والأشربة، والأسمطة والطعام والإصرافة، وزفة الليل، وزفة النهار). والإصرافة: من مراسم الختان، وترد في كتب التاريخ بصيغة أخرى: (الصرّافة).
طبع الكتاب لأول مرة سنة 2003م في المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي، بتحقيق د. رضوان الداية، معتمداً نسخته الفريدة في العالم، وتقع في (46 صفحة). وهي نسخة المؤلف، بخطه، كانت في حوزة المرحوم أحمد عبيد: صاحب المكتبة العربية بدمشق، ثم آلت إلى المكتبة الظاهرية.
وقد ترجم د. الداية في مقدمة نشرته للناظم ترجمةً موسعةً، ضمنها طائفة من شعره وأراجيزه التي قالها في مناسبات شتى. ونقل عن المحبي وفاته يوم الثلاثاء 18/ شعبان/ 1044هـ. ورجح أنه كان في الثلاثين من عمره وقت قيام الاحتفال. وأشار إلى سقوط أوراق من المخطوطة، تضم قسماً من زفة الطهور، وباب فضل الختان، وصدراً من باب في العقيقة.
|