حادي الأظعان النجدية إلى الديار المصرية (المؤلف : محب الدين الحموي) من نوادر الرحلات الشامية.
طبع لأول مرة في الأردن (جامعة مؤتة 1993م) بتحقيق محمد عدنان البخيت. معتمدا عدة نسخ، أهمها: نسخة جامعة كمبريدج، وتضم رحلته الثانية أيضاً واسمها (بوادي الدموع العندمية).
ويلخص المحقق سير الرحلة بأن الحموي خرج من دمشق يوم الإثنين 18/ شعبان/ 978 بصحبة قاضي قضاة الشام جوي زاده، ومفتيها فوري أفندي، وحاشيتيهما. وكان الهدف الأول من الرحلة التعريج على بيت المقدس لمحاكمة جماعة من النصارى قاموا بهدم مسجد في جوار كنيسة القيامة. ثم التوجه إلى الديار المصرية ليتسلم القاضي منصبه الجديد (قضاء الديار المصرية) وهو منصب شغله أبوه سابقاً.
وبعد أسبوع وصلوا إلى (لوبية) يوم 25/ شعبان/ حيث التقوا فيها بمعلول زاده أفندي الذي أوصاهم بالعناية بأربعة من طلاب العلم بمصر. وفي 1/ رمضان نزلوا (اللد) فأمضوا فيها يومين، وفي (3/ رمضان) وصلوا بيت المقدس، وأمر المفتي بإعادة بناء المسجد كما كان، وأن يعزر من شارك بهدمه، وفي 13/ رمضان/ تفرق الركب، فعاد المفتي إلى دمشق، ومضى المؤلف وقاضي القضاة إلى مصر، فنزلا بلدة الخليل يوم 14/ رمضان، ثم غزة يوم 18/ رمضان، وفي 20/ رمضان وصلا (قطية) من أعمال بلبيس، ومنها إلى (محمية الخانقاه) يوم 25/ رمضان، ووصلا القاهرة يوم 26/ رمضان فخرج القضاة والعلماء وأرباب الدولة لاستقبالهما، ونزلا فيها ضيفين على السيد البكري شيخ الديار المصرية.
وعقد الحموي فصلاً في رحلته ترجم فيه لعشرة من أعيان مصر. وأعقب ترجمتهم بقوله: (وأما بقية الأفاضل بمصر فإنهم لرثاثة حالهم ليسوا بمشتهرين، وإن مشى أحدهم بين الناس لا يكاد يبين، مطروحون في زوايا الخمول، ولا يترفل في المناصب إلا الجهول).
وكان أول ما افتتح به القاضي عمله كسر دنان الخمر في حانات القاهرة وبولاق، وإصلاح مساجد مصر، وإصدار مرسوم يقضي بمنع بيع المسلمات لغير المسلمين.
واتصل المؤلف بحاكم القاهرة (اسكندر باشا) فولاه قضاء (تزمنت) ثم صرفه عنها، فلما قدم سنان باشا خلفاً لإسكندر باشا ولاه قضاء (فوة) فلبث في عمله(80) يوماً. وعاد فولي الإشراف على بناء قلعة القصير، وصرف صاحبه القاضي أثناء ذلك إلى قضاء (بروسة) فكان لذلك أكبر الأثر عليه، وسأل العودة إلى الشام، فأجيب إلى ذلك وأعطي قضاء القدموس، ووصل طرابلس يوم 20/ محرم/ 981 ومال لزيارة أهله في حماة، وغادرها إلى دمشق
وانتهت رحلته بعزله عن قضاء القدموس.
|