نخبة الدهر في عجائب البر والبحر (المؤلف : شيخ الربوة) من أشهر الكتب المؤلفة في موضوعه.
أودع فيه شيخ الربوة نخبة المعارف الجغرافية والطرائف البلدانية، وما وقف عليه بنفسه في رحلاته وتطوافه. وبناه على تسعة أبواب، وتوج أبوابه بخارطة تمثل بخطوطها وألوانها الثمانية كل ما ذكره من فصول الجغرافية في الكتاب، وقدم لها بما يفسر ما فيها من مصطلحات. إلا أن يداً أثيمة امتدت إلى الكتاب، وانتزعت منه هذا العمل الفذ، ليصبح في عداد الآثار المستلبة. انظر وصف المؤلف لهذه الخارطة عند قوله: (وختمته بصورة جغرافية دهاناً بالأصباغ وتخطيطاً محرراً على مثل مواقع الأطوال والعروض..إلخ).
وهو أحد الكتب التي اختارها محمد كرد علي في كتابه (كنوز الأجداد) ورقمه فيه (46) قال: (وقد أجاد وصف جغرافية الشام، فصور حالتها في القرن السابع والثامن، والأرجح أنه طافها كلها. ولم يقصر في جغرافية مصر عن هذه الغاية...ووصف بلاد السودان والزنج والبربر وغيرهم في أواسط أفريقية، مما لم يطلع عليه علماء الجغرافيا إلا في العهد الأخير)
طبع الكتاب لأول مرة في كوبنهاكن عام (1864م) بتحقيق: (فراين) و(ميهرن) معتمدين أربع نسخ له، هي: نسخة كوبنهاكن، ونسخة باريس، ونسخة ليدن، ونسخة بطرسبورغ.
وذهبا في مقدمة نشرتهما إلى أن الكتاب ما هو إلا تلخيص لكتاب الوطواط (مباهج الفكر).
ومن نوادره: الفصل الخاص عن الصابئة، وقد ضمه المستر (شولسون) إلى كتابه الذي ألفه عن الصابئة.
وهو كثيراً ما يزود حديثه بالرسوم لتمثيل صورة حيوان، أو تصميم آلة أو بناء، أو تصوير جغرافي.
ومن نوادر ما ذكره من نباتات البلدان ومعادنها مثل: (قيقب لبنان) و(بطيخ نابلس) و(مشمش حماة) و(قصب طرابلس) و(رخام اللاذقية) ومعادن اللازورد في بجاية. ووصفه كيفية استخراج الكاذي (نوع من العطور) وتعدين الفضة، وصناعة ماء الورد، وبناء الأرحية.
قال صاحب (اكتفاء القنوع بما هو مطبوع، ص53): (نخبة الدهر: كتاب في القوزموغرافيا اعتنى بطبعه العلامة مهرن والعلامة فراين في بطرسبرج سنة 1866م في (285) صفحة.
|