مثالب الوزيرين (أو) أخلاق الصاحب وابن العميد (المؤلف : أبو حيان التوحيدي) من ذخائر التراث العربي.
طبع لأول مرة في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1965م بتحقيق محمد بن تاويت الطنجي، في (550) صفحة، باعتماد نسخته الفريدة في العالم، وهي التي تحتفظ بها مكتبة أسعد أفندي باستنبول. وعنوانه على المخطوطة (أخلاق الصاحب وابن العميد) وبهذا الاسم ذكره أبو حيان في كتابه (الإمتاع والمؤانسة) 1 / 54 وياقوت الحموي في أربعة مواضع من (معجم الأدباء) وباسم كتاب (الوزيرين) في ثمانية مواضع، وباسم (مثالب) في موضع واحد، وباسم (ذم الوزيرين) في موضع واحد أيضاً.
لم يقصر أبو حيان الحديث فيه عن مثالب الوزيرين، بل أضاف إلى هذه أحاديث (عما شاع من فضائل لم يثلثهما فيها أحد في زمانهما، ولا كثير ممن تقدمهما) ومع ذلك فقد أخفاه عن الأعين، كما يقول، واعتذر للوزير ابن سعدان، حين طلبه منه بأنه (لا جسارة له على تحريره، وبأن جانب الصاحب مهيب، ومكره له دبيب)
وكان أبو حيان، قد قصد الصاحب بالريّ، آملاً أن ينال ببابه ما يطمئن إليه، فخيب أمله، وأساء معاملته، فتجرد للانتقام منه. قال: (وحرمني فازدريته، وحقرني فأخزيته، وخصني بالخيبة التي نالت مني، فخصصته بالغيبة التي أحرقته، والبادي أظلم)
أما أبو الفضل ابن العميد، فإن أبا حيان لم يحضر مجلسه إلا مرتين، كان شاهد عيان في المرة الأولى على طرد رجل غريب حضر مائدته في رمضان، وفي المرة الثانية على تخييب أمل شاعر، ألح في مطالبته فلم يجزه بشيء.
وتطرق في بعض فصوله لذكر أبي الفتح ابن العميد، وكان قد اتصل به ونادمه. ووصف كتابه هذا في كتابه (الإمتاع والمؤانسة) بما أوهم الدارسين أن المراد بالوزير الثاني أبو الفتح، وليس أباه أبا الفضل. وهو ظن، يكشف عن خطئه كتاب المثالب نفسه. وفي بعض فصول الكتاب حديث عن (العميد) والد أبي الفضل، ساق فيها نص الدعوى التي رفعها العميد على ابنه إلى قاضي أصبهان.
وانظر فيه: وصفه لمجلس أبي الفتح ابن العميد في جمادى الآخرة (364هـ)
وانظر في هذا البرنامج كتاب (المحيط في اللغة)
|