المحاضرات في اللغة والأدب (المؤلف : اليوسي) أجل آثار اليوسي التي تنيف على أربعين أثراً أدبياً ما بين رسالة وكتاب. وهي في كثير من فصولها أشبه بالرحلة، سجل فيها اليوسي تنقلاته ومشاهداته في بلاد المصامدة عام 1095هـ الموافق 1684م قال الشيخ عبد الحي الكتاني: (وكتابه المحاضرات عجيب في بابه، غريب في ترتيبه وأسلوبه، وكأنه في ترجمة نفسه، ألفه بسبب ما كان وقع بينه وبين عبد الرحمن بن عبد القادر الفارسي رحمهم الله لما افتتح التفسير بالقرويين) (فهرس الفهارس 2 / 469)
وقال اليوسي في سبب تأليفه للكتاب: (وإني قد اتفقت لي سفرة بان بها عني الأهل شغلاً وتأنيساً، وزايلني العلم تصنيفاً وتدريساً، فأخذت أرسم في هذا المجموع بعض ما حضر في الوطاب، مما أحال فيه أو حان له إرطاب، وسميته المحاضرات، ليوافق اسمه مسماه، ويتضح عند ذكره معناه، وفي المثل: (خير العلم ما حوضر به) وإنما أذكر فيه فوائد وطرفاً، مما ينتقى ويستملح، ولا أذكر نادرة فيها معنى شريف إلا شرحته، وذلك هو لباب الكتاب، وفائدة الخطاب، والله الملهم للصواب)
وقد افتتح كتابه بعد المقدمة بباب غريب، هو: (فوائد تسمية المؤلف) وأتبعه بمباحث أصولية وفقهية وصوفية، ونصوص شعرية ونثرية، تضمنت الكثير من الملح والمضحكات، والأجوبة المسكتة، والملاحن والألغاز، والأوائل، والمواعظ والوصايا. وختم محاضراته بمسرد سمى فيه من لقيهم من الشيوخ والعلماء، من غير أن ينقل عنهم شيئاً، وهم نيف وخمسون شيخاً.
طبع الكتاب لأول مرة على الحجر بفاس سنة 1317هـ
ونشير هنا إلى أن الأفراني اعتبر اليوسي مجدد القرن الحادي عشر (صفوة من انتشر ص 208) ووفاته يوم الإثنين 15 / ذي الحجة / 1102هـ
المرجع: نشرة محمد الحجي وأحمد الشرقاوي إقبال (بيروت 1982م)
|