المستجاد من فعلات الأجواد (المؤلف : القاضي التنوخي) من مشاهير الكتب المؤلفة في أخبار طبقة من الناس. كالبخلاء للجاحظ، والأذكياء لابن الجوزي، وعقلاء المجانين للنيسابوري.
وهو الكتاب الذي ألف ابن هيجون البلطي: صديق صلاح الدين ذيلاً عليه سماه: (المستزاد على المستجاد)
قال محمد كرد علي في مقدمة نشرته للمستجاد، تموز 1946م ما ملخصه: (دخل أصل هذا الكتاب دار الكتب بدمشق منذ شهرين. وهي نسخة سقيمة العبارة، كتبت سنة 996هـ بالمدينة المنورة. وكان قد طبع لأول مرة في ألمانيا على الزنك سنة 1939م بعناية (إليو بولو) مشيراً إلى وجود (16) نسخة منه في مكتبات العالم. وهذه الطبعة تنقص عشرين خبراً من (150) خبراً حوتها مخطوطتنا، وعشرون جواباً من الأجوبة المصيبة، وعددها في نسختنا (64) جواباً. وفيها (9) أخبار ليست في نسختنا، يرجح أنها من إقحام النساخ، إذ لا صلة لها بالأجواد، وقد أثبتناها في مواضعها بالهامش).
وقد جاء على بعض طبعات الكتاب أنه تأليف أبي القاسم علي بن عبد المحسن بن عبد المنعم التنوخي. وهي مسألة بحاجة إلى تحقيق. وفي هذه الطبعات يصرح التنوخي بأن عدد الأخبار (138) خبراً. قال: وقد ذيلت ذلك بنكت عجيبة من الجوابات المصيبة، فإنها تستجاد من الأقوال، كما استجيد ما قبلها من الأفعال.
لم يصرح التنوخي باسم الرجل الذي ألف له هذا الكتاب، والذي خاطبه بقوله: (أمرت أطال الله في النعمة عمرك...أن أجمع لك من أخبار الأجواد أجودَها، ومن فعلات الكرام أسناها وأبعدها، فسارعت على تقصيري إلى الامتثال، وتخيرت ما سنح لي في الحال..إلخ)
وتنحصر قيمة الكتاب في الحكايا التي لم ينقلها عن كتاب الأغاني.
ومن نوادره فيه: خبر أسيد بن عنقاء الفزاري، وقد تصحف اسمه في هذا الكتاب إلى أحمد، وهو الذي سماه المرزباني قيس بن بجرة. وقصة طريفة تتعلق ببيتي كعب بن سعد الغنوي: (اعص العواذل). وقصة الأمير خزيمة بن بشر، وحكاية أحمد بن أبي خالد الصيرفي، وحكاية الزنادقة العشرة، التي حكاها ابن عبد ربه في العقد الفريد، وحكاية بائع الغلمان، وحكاية الأشتر الهلالي. والحكاية التي نقلها عنه الإتليدي برمتها وسماها شجرة العروسين. والخبر الذي نقله الحصري في ثمرات الأوراق في غزارة أدب الواثق. وحكاية شيخ التجار مع أحد قواد المعتضد، التي نقلها النويري عن ابن الجوزي.
وقد نبه الشالجي في نشرته لنشوار المحاضرة ص31 إلى بطلان ما ورد في المستجاد من نسبة (الفرج بعد الشدة) إلى ابن المؤلف.
|