رسالة الطيف (المؤلف : بهاء الدين الإربلي) من نوادر أبواب الأدب. وتضم (413) بيتاً فيما قيل في الطيف.
جمع فيها الإربلي ما عثر عليه من قصائد وقطع وصف بها أصحابها لقاءاتهم بمحبوبيهم في مناماتهم وأحلامهم. وضمنها الكثير من أخباره وأشعاره، فمن ذلك خبره مع معشوقته التي ناجته بقولها: (ألست الذي سارت في الآفاق أخباره، وظهرت على صفحات الأيام آثاره ..إلخ)
قال الشريف المرتضى يصف الطيف في كتابه (طيف الخيال): (وهو لقاء واجتماع لا يشعر الرقباء بهما، ولا يخشى منع منهما، ولا اطلاع عليهما، والتهمة بهما زائلة، والريبة عنهما عادلة، وإنه تمتع وتلذذ لا يعلق بهما تحريم، ولا يدنو إليهما تأثيم، ولا عيب فيهما ولا عار، وقد قاما مقاماً فيه ذلك أجمع)
ومنه قول المتنبي:
إن المعيد لنا المنام خياله كانت إعادته خيال خياله
بتنا يناولنا المدام بكفه من ليس يخطر أن نراه بباله
طبع الكتاب لأول مرة ببغداد سنة 1968م بتحقيق عبد الله الجبوري، معتمداً أربع نسخ من مخطوطات الكتاب، أهمها: نسخة مكتبة أحمد الثالث باستنبول، وهي بخط ياقوت المستعصمي (ت698هـ) كتبها ببغداد سنة 674هـ وتقع في خمسين ورقة.
وكان الشريف المرتضى (ت436هـ) أول من بحث عن هذا الباب من الشعر، وعقد له باباً في كتابه (الأمالي) وأفرده المعاصرون من كتاب الأمالي، ونشروه بعنوان: (طيف الخيال)
ثم كان كتاب الإربلي هذا، وجاء بعد الإربلي الحكيم ابن دانيال (ت760هـ) فألف كتاباً سماه (طيف الخيال) طبع عدة مرات.
|