الساق على الساق في ما هو الفارياق (المؤلف : الشدياق) أشهر وأجمل آثار الشدياق على كثرتها وجلالتها. وأول الكتب العربية الحديثة في بابه.
تحرر فيه من كثير من الاعتبارات الاجتماعية، والأعراف الأخلاقية، ولم يتستر فيه على نزوة، وضمنه كثيراً من اعترافاته، وأودع فيه سيرته الذاتية، وجعل بطل هذه السيرة اسماً منحوتاً من اسمه: (فارس) ولقبه: (الشدياق) فكان ذلك: (الفارياق). وخبأ فيه من وراء فكاهاته أفكاراً عميقة، قد لا يصل إليها القارئ إلا بتتبع دقائق أحاسيسه وانفعالاته.
وكان السبب الجوهري لتأليف الكتاب مأساة أخيه أسعد، الذي لقي من السلطة الدينية في عصره أشد أنواع التعذيب والتنكيل، بسبب تأليفه كتاباً في نصرة مذهب البروتستانت. قال بطرس البستاني في كتابه (قصة أسعد الشدياق) ما ملخصه: (وحكم عليه بالضرب بالعصي حتى الإغماء يوماً كل ثمانية أيام..وجعلوه في سجن الدير، وربطوا عنقه بحبل، وجعلوا طرف الحبل مدلى من النافذة، فكلما مر به شخص جذبه بيده...وبقي كذلك حتى مات سنة 1830م ومولده يوم 31 / مايو / 1798م.
وقد جعل الشدياق ظاهر كتابه مجمعاً لغرائب اللغة، وديواناً لطرائف النساء. وقال في وصفه له: (وبعد فإن جميع ما أودعته في هذا الكتاب مبني على أمرين: أحدهما إبراز غرائب اللغة ونوادرها...والثاني: ذكر محامد النساء ومذامهن...وحركاتهن الشائقة، وضروب محاسنهن المتنوعة، التي لم يتصور منها شيء إلا وذكرته في هذا الكتاب، لا بل قد أودعته أيضاً معظم خواطرهن وأفكارهن وكل ما يختص بهن). وقدم للكتاب بقصيدة في مائة بيت، وصف فيها الكتاب وغايته من تأليفه.
طبع الكتاب لأول مرة في باريس 1855م. على نفقة روفائيل كحلا،
وأهداه للخواجا الحلبي بطرس يوسف حوا، المقيم بلندرة، وختم الكتاب بقوله: تم الجزء الأول من كتاب الساق على الساق في ما هو الفارياق، ويتلوه الجزء الثاني بعد رجم المؤلف أو صلبه، بمن الله وكرمه. آمين. !
المرجع: 1- (دراسة في أدب أحمد فارس الشدياق) أحمد عرفات الضاوي 2- (اعترافات الشدياق في كتاب الساق على الساق) د. عماد الصلح.وانظر كتاب (صقر لبنان) وهو في سيرة الشدياق، من تاليف المرحوم مارون عبود
|