شرح ديوان المتنبي (المؤلف : الواحدي) أجل شروح المتنبي نفعاً وأكثرها فائدة. كما قال حاجي خليفة.
وذلك قبل القرن العشرين، أما في العصر الحديث فقد اختص بدراسات جليلة. انظر (مصادر الدراسة الأدبية: يوسف داغر ص101) و(د. الإمراني: المتنبي في دراسات المستشرقين الفرنسيين) و(نشرة د. عبد المجيد دياب لمعجز أحمد).
وأول إشارة وردت عن المتنبي في كتب المستشرقين ما ذكره (ديربلو) في كتابه (المكتبة الشرقية) المنشور سنة 1697م.
وقد رتب الواحدي شرحه حسب التاريخ، وهو منهج المعري في: (معجز أحمد).
أما العكبري وابن جني فقد رتبا شرحيهما على حروف المعجم. وهو منهج المعري في (اللامع العزيزي).
واختار حاجي خليفة من مقدمة الواحدي (53) سطراً، أودعها في مادة (ديوان المتنبي) وفيها: وتقدر الفراغ من هذا التفسير والشرح يوم 16 / ربيع الآخر / 462هـ
طبع شرح الواحدي طبعات كثيرة جداً، أولها: في بومباي 1855م ثم في برلين سنة 1861م 1276هـ بعناية الألماني فريدريك ديتريسي.
وهو ثاني ما طبع من شروح المتنبي العربية، وأولها: شرح المحبي الدمشقي صاحب (خلاصة الأثر) وطبع شرحه في كلكتة سنة 1814م.
وجاء في آخر طبعة بمباي لشرح الواحدي: (هذا آخر ما اشتمل عليه ديوان أبي الطيب الذي رتبه بنفسه، وهو خمسة آلاف وأربعمائة وأربع وتسعون قافية).
والمعروف أن ديوان المتنبي ينقسم إلى قسمين:
قسم بلا تاريخ، قد رتِّب حسب تقلبه في البلاد، وهو القسم الأول، ويضم العراقيات والشاميات، وهي ما نظمه في (15) سنة. وتشتمل على (44) قصيدة، مدح بها (32) رجلاً.
وقسم مؤرخ بالسنين والأيام، وهو القسم الثاني، ويبدأ بمدحه لسيف الدولة في أنطاكية في جمادى الأولى سنة 337هـ وينتهي بالكافية في وداع عضد الدولة.
كما قال المرحوم عبد الوهاب عزام في نشرته للديوان باعتماد شروحه الأربعة: ابن جني والمعري والواحدي والعكبري.
ووصف عزام ما اعتمد عليه من نسخ ديوان المتنبي، وأهمها: نسخة أياصوفيا، وهي من وقف السلطان سليم بن مصطفى، كتبت سنة 483هـ وتمتاز بزيادات في زهاء (120) بيتاً، مثبتة قبل مدائح ابن العميد، وعليها تفسيرات من إملاء المتنبي. وتليها: نسخة دار الكتب بمصر، كتبت سنة 601هـ اشتملت على زيادات ليست في معظم النسخ.
وننبه هنا إلى أن المطبوع من شرح ابن جني قسم منه. وأن شرح العكبري من تأليف تلميذه ابن عدلان، كما في (النظام) لابن المستوفي 1 /125 -135. وانظر التعريف بكتاب (معجز أحمد).
|