التشبيهات من أشعار أهل الأندلس (المؤلف : ابن الكتاني) أوفى مجموعة شعرية وصلتنا، تمثل عصر بني أمية والعاميين في الأندلس، حتى أواخر الفتنة البربرية. وكل ما نملكه عن هذه الفترة قطع مبثوثة في كتب التاريخ والتراجم.
ويضم مقطعات ل(91) شاعراً.
وقد قسم الكتاب على ستة وستين باباً، تناول كل باب تشبيهات الشعراء فيه. منه الباب السادس، في القيان والمغنين، تليه أبواب في الغناء وأدواته، وجمال القيان، وصفاتهن، حتى نهاية الباب (36) وتليها أبواب في الحرب، وما يتعلق بها، فأبواب في الكتابة وأدواة الحضارة.
وقد نسج فيه على منوال (تشبيهات ابن أبي عون) وإن لم يصرح بذلك، واقتبس منه تسمية عناوين خمسين باباً، عدا الأبواب المدموجة.
لم تصلنا من هذا الكتاب سوى نسخة فريدة، هي التي تحتفظ بها مكتبة إسماعيل صائب بأنقرة. وهي نسخة خزائنية، تقع في (201) صفحة.
طبع الكتاب لأول مرة سنة 1966م بتحقيق د. إحسان عباس. وطبع سنة 1969م في ألمانيا في مشروع لنيل الدكتواه من جامعة (كيل) تقدم به عبد الستار حسنين،. بإشراف المستشرق (هوينر باخ) الذي اعتمد على عمل تلميذه فأصدر ترجمة ألمانية للكتاب. وكان حسنين قد تعرض في رسالته لنقد طبعة د. إحسان، ما اضطر هذا إلى إصدار طبعة ثانية للكتاب سنة 1981م.
وقد رجح د. إحسان أن الفترة التي يغطيها الكتاب، لا تتجاوز سنة (420هـ). أما ما ورد فيه من أبيات لأبي إسحق الخفاجي في وصف الشمعة، فهو شاعر مجهول، ولا شك أنه غير ابن خفاجة (ت 533هـ) لأنه لا ينبغي لمن يذكر ابن خفاجة أن يهمل أعلام شعراء الطوائف، مثل ابن عبدون وابن زيدون وابن عمار.
أما مؤلف الكتاب: فهو أستاذ ابن حزم في المنطق. وأكبر الظن أنه نفسه الذي ترجم له ابن بسام في الذخيرة، ووصفه بأنه كان نخاساً، غالى الناس في شراء جواريه، لتثقيفه إياهن، وانه كان ينشئ الرسائل، وينحلها قيانه، ليبيعهن بأغلى الأثمان. ونقل من وصفه لهن قوله: (وتدل عليهن الدواوين الكبار التي ظهرت بخطوطهن، في معاني القرآن وغريبه، وغير ذلك من فنونه، وعلوم العرب، من الأنواء والأعاريض والأنحاء، وكتب المنطق، والهندسة وسائر أنواع الفلسفة...إاخ)
|