مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (المؤلف : ابن تيمية) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وقصة جمعه في العصر الحديث
ترجع قصة جمع هذه المعلمة الضخمة والتي تقع في (35) مجلدا (عدا الفهارس) إلى عام (1340هـ) حين عزم المرحوم الشيخ الجليل عبد الرحمن بن محمد بن القاسم العاصمي النجدي الحنبلي (ت 1392هـ) على جمع ما تفرق من فتاوى ابن تيمية في بطون الكتب وخزائن المكتبات في الآفاق. فكان أول ما عثر عليه (ثلاثة مجلدات) من فتاوى ابن تيمية، جمعها الشيخ محمد بن عبد اللطيف -من أكابر علماء نجد- ثم عثر في مكتبات الحرم المكي على مجموعة مسائل متناثرة في كتب المكتبة. فاستخرجها ورتبها وألحقها بالكتاب، ثم سمع سنة (1365هـ) بوجود قطعة منها في (دار الكتب بمصر) إلا أنه لم يتيسر له السفر. فلما قصد بيروت للعلاج سنة (1373هـ) قصد مكتبة بيروت العمومية برفقة ولده محمد، ففتش فيها وفي (مكتبة الجامعة الأمريكية) فلم يجد فيها شيئا، وأوفد ولده محمدا إلى المكتبة الظاهرية في دمشق لاستخراج ما تفرق من رسائل ابن تيمية في مخطوطة (الكواكب الدراري) التي تقع في أربعين مجلدة. قال ولده محمد في حكايته لهذا الخبر (مقدمة الجزء الأول صفحة (هـ) .) : (ثم تصفحت المجاميع، -أي مجاميع الفقه الموجودة في المكتبة الظاهرية- وهي تزيد على (150) مجموعة، وقد اشتملت على مسائل ونبذ لا توجد في غيرها، وهي بخطوط قديمة، وفيها من خط شيخ الإسلام ابن تيمية ما يزيد على (850) صفحة، ومنها مجموعة كاملة بخطّه، لا يوجد شيء منها في المكاتب ولا غيرها، عدد صفحاتها (664) وكثير من صفحاتها محشى عليها بخطه أيضا، من بعض الجوانب، أو الجوانب الأربع، يتألف منها لو طُبعت مفردة أربعة مجلدات أو خمسة، وفيها (بياضات) بعضها مخلّ بالمعنى، وبعضها غير مخل، وقد جنى عليها المجلِّد بقصه ما طال من الأوراق عن حجم صفحات الكتاب، فأسقط بذلك كثيرا من الحواشي.... وفي بعض المجاميع الأخر صفحات من خطه أيضا، بعضها متصل، وبعضها دشت - أي غير مرتب- وبعد إكمال المجاميع تصفحت كل كتاب لم يذكر مؤلفه، أو له حاشية، فوجدت في ذلك عددا غير قليل من المسائل، ثم فتشت (الدشوت) التي في المكتبة، فتحصلت على مسائل ونواقص في بعض المسائل. وكانت مدة التصفح والتفتيش ستة أشهر، لما يقارب (900) مجلد، من (12000) مجلد مخطوط. ومجموع ما استخرجت منها (580) صفحة من خط شيخ الإسلام بيده، وأكثر من (353) ما بين فتوى ونبذة ونقل - وكل هذا لم يطبع فيما قد طبع سابقا من فتاويه ومؤلفاته- وآلاف الصفحات التي يستعان بها في التصحيح..... ثم أورد جدولا بأرقام أجزاء (الكواكب الدراري) و(مجاميع الفقه المخطوطة) التي رجع إليها) قال: (ثم وجدت عند الشيخ حسن الشطي -بدمشق- كتابين في الوقف، وعند محمد حمدي السفرجلاني (مسائل في التراويح والإمامة وغيرهما) وهي قديمة الخط جدا، وعند أحمد عبيد وإخوانه (مسائل) فقمت بتصويرها. ثم قصد حماة، فلم يعثر في مكتباتها على شيء من آثار ابن تيمية، فقصد مكتبة الأوقاف بحلب، فعثر فيها على (مسائل) متفرقة، فجمعها وصورها. وخرج من حلب إلى بغداد، فحصل في مكتبة الأوقاف على (مجموعة مسائل) لابن تيمية في مجلد، وضمنها (الرسالة التدمرية) كاملة بخط نعمان الآلوسي، وعثر في مكتبات أسرة الآلوسي على مجموعة كتب ورسائل لابن تيمية، منها (المجلد الرابع من الدرر المضية: مختصر الفتاوى المصرية) ويقع في (401) صفحة، ويضم (473) مسألة. (من كتاب الحج إلى كتاب الإقرار) قال: (ولا يوجد هذا المخطوط في الأقطار التي فتشنا فيها) قال: (وكنت قد أزمعت السفر إلى البصرة ثم الكويت ثم تركيا، ولكن صحة الوالد كانت متأخرة جدا، وقد أقام ثمانية أشهر في بيروت، فاضطررت إلى الرجوع إليه، ثم رجعنا إلى الوطن) وطال مرض والده كما يقول، فقصد باريس للاستشفاء، وكان السفر عن طريق القاهرة. قال: وقمنا بزيارة (دار الكتب المصرية) وتصفحنا ما فيها من المجاميع، ومنها (الكواكب الدراري) فتحصل من الجميع (مجلد متوسط) لم يكن عندنا. ولما قصدنا باريس وأجريت العملية للوالد وتماثل للشفاء عمدنا كعادتنا إلى (مكتبة باريس الوطنية) ....فعثرنا على (13) مسألة، لم نعثر عليها في الأقطار العربية، فصورناها. وفي عودتنا من باريس إلى القاهرة فدمشق أكملنا مطالعة فهرس (دار الكتب المصرية) وشرع الناسخ في نسخ المسائل، وصورت ما في (الظاهرية) مما خطه شيخ الإسلام بيده، إلا أن بعض الصور غامضة، والكتاب قديم، لا يستطيع قراءته في زمان المؤلف إلا أخص تلاميذه، ولم يكن عندنا وقت للنسخ ولا للمقابلة إلا في بعض المسائل. قال: (وفي سنة (1380هـ) أمر جلالة الملك المعظم حفظه الله وأثابه بطبع هذه الفتاوى ....وكنت أقوم بالتصحيح على هذه الأصول، ويتولى الوالد الإشراف عليه. ...وكان المشرف العام على طبع هذا المجموع العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم (مفتي الديار السعودية).. قال: وقد ذكرت في فهرس كل مجلد عنوان الفتوى أو الكتاب أو المسألة أو النقل، ومن أين يبتدئ وينتهي بالأرقام ...وسيوضع فهرس عام بعد إكمال الطبع، تذكر فيه مسائل كل مجلد. ثم أورد أسماء كتب ابن تيمية وفتاواه المطبوعة سابقا والتي احتوى عليها هذا المجموع، وهي: (التوسل والوسيلة) (التدمرية) (الواسطية) (الحموية) (المدنية) (مجموعة الرسائل المنيرية) (مجموعة الرسائل والمسائل) (رأس الحسين) (السياسة الشرعية) (الجواب الباهر) (تفسير سورة سبح) (القواعد النورانية) (نظرية العقد) (مجموع ابن رميح) (نقض المنطق) (مختصر نصيحة الإخوان عن منطق اليونان) (الماردينيات) (كتاب الإيمان) (شرح حديث أبي ذر) (شرح حديث النزول) (بيان الهدى من الضلال في أمر الهلال) (الفتاوى المصرية) (مناسك الحج) (أربعون حديثا) (بعض شذرات البلاتين) (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) (مجموعة الرسائل والمسائل وفتاوى شيخ الإسلام) (تفسير سورة الإخلاص) (جواب أهل العلم والإيمان) (من فتاوى شيخ الإسلام) (التحفة العراقية) (مقدمة التفسير) (الصوفية والفقراء) (تفسير سورة النور) (تفضيل مذهب أهل المدينة) (القبرصية) (قصيدة القدر) (نقد مراتب الإجماع) (الأفعال الاختيارية). وهناك فتاوى ونبذ أخر مطبوعة، لم تشتهر بأسماء، ضمت إلى هذا المجموع....قال: وقدرت تكاليف طبع خمسة آلاف نسخة بما يزيد على (مليون ريال) فأمر جلالة الملك سعود المعظم بدفع ذلك، فنرجو الله جل شأنه أن يثيبه على هذه اليد البيضاء...وبوشر بطبعه سنة (1380هـ 1960م) وتم طبعه كاملا يوم الخميس 6/ 12/ 1389 هـ الموافق (12/ 2/ 1970) وهو غير (مجموع فتاوى ابن تيمية) المطبوع بمطبعة كردستان في القاهرة سنة (1326هـ 1908م) في خمسة مجلدات. من القطع الكبير، بعناية الشيخ فرج الله زكي الكردي، وتضم المجلدات الخمسة، تسعة أجزاء، في (2468) صفحة عدا الفهارس. وهذه الطبعة أدرجت برمتها في الطبعة السابقة. ونختم هذه البطاقة بذكر مواضيع (مجموع الفتاوى) وهي من المجلد (1 حتى 8) في العقيدة والتوحيد، والمجلد (9) في المنطق، والمجلد (10) في السلوك، والمجلد (11) في التصوف، والمجلدات من (12 حتى 17) في علوم القرآن والتفسير، والمجلد (18) في الحديث وفنونه، والمجلدات من (19 حتى 35) في أبواب الفقه.
|