إفحام اليهود (المؤلف : السموأل) إفحام اليهود: للسموأل بن يحيى بن عباس المغربي
كتاب نفيس، لصاحبه شهرة عالية في كتب المتقدمين. طبع لأول مرة بتحقيق د. محمد عبد الله الشرقاوي، وأفاد أن ابن القيم نقل عنه فصولا بتمامها في كتابه (هداية الحيارى: ص108) بقوله: (قال بعض أكابرهم بعد إسلامه..إلخ) كما ضمّن كتابه (إغاثة اللهفان) كتابات بنصها في فصول مطولة. وكذا في كتابه (أحكام أهل الذمة) قال (ص31): وتجدر الإشارة إلى أن ابن القيم لم ينسب كلام السموأل إليه صراحة، بل سكت عن ذلك في كل المواضع. وربما كانت تلك طريقة التصنيف آنذاك. أما مؤلف الكتاب فيهودي المولد والنشأة، من أبناء رؤساء اليهود في عصره، واسمه: السموأل بن يحيى بن عباس المغربي. وقد أماط اللثام في مقدمة الكتاب عن نسبه من جهة أمه وأبيه فقال:(وكان يقال لأبي: الرآب: يهوذا بن آبون، من مدينة (فاس) وكان اسمه المدعو به بين أهل العربية أبا البقاء يحيى بن عباس المغربي، أما أُمّي: فمن سبط لاوي، أمها: نفيسة بنت أبي نصر الداوودي، وكان من رؤساء اليهود المشهورين، وذريته إلى الآن بمصر. وكان اسم أمه (حنّة) على اسم أم صموئيل. قال: وكنّاني أبي أبا النصر وهي كنية جدي). قال الصاحب جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء): (أظنه من الأندلس من كتبه (المثلث القائم الزاوية) صنفه لرجل من أهل حلب. وارتحل إلى آذربيجان، وخدم بيت البهلوان وأمراء دولتهم. وأقام بمراغة وأولد أولاداً هناك، سلكوا طريقته في الطب. ثم أسلم وحسن إسلامه، وصنف كتباً، في إظهار معايب اليهود. ومات بالمراغة قريباً من عام (570هـ) (القفطي: ص209). وقال عبد اللطيف البغدادي: (هذا السموأل شاب بغدادي، كان يهودياً فأسلم، ومات شاباً بالمراغة، وأقام مدة بديار بكر وآذربيجان). قال المحقق: وكان زميلاً لعبد اللطيف البغدادي في الطب. وانظر في مقدمة المحقق (ص27) حول صلة السموأل بابن ملكا البغدادي وعبد اللطيف البغدادي. ولعبد اللطيف رسالة في الرد على اليهود، أشاد فيها بذكر السموأل وامتدحه. وقد أثنى السموأل في كتابه على ابن حزم والجويني وكتابه (شفاء الغليل) إلا أنه أخذ عليهم أن مناظرتهم لم تكن باللغة التي يفهمونها، وأنها كانت تدور حول مسائل لا يلتزمون بها، ومن ثم فهي قليلة الجدوى.
وتجدر الإشارة هنا إلى (ابن ملكا) أستاذ السموأل، وسابقه إلى الإسلام واسمه هبة الله علي بن الحسين بن ملكا: علت شهرته بكتابه (المعتبر) في الحكمة، ونعته ابن القيم بفيلسوف الإسلام في وقته. كما تجد الإشارة إلى يهودي آخر اعتنق الإسلام وعاصر ابن القيم هوسعيد بن الحسن الاسكندراني: يهودي، أظهر الإسلام سنة 697هـ وألف كتاباً سماه (مسالك النظر في نبوة سيد البشر). وكانت وفاته سنة (720هـ) ومن مشاهيرهم في ذلك العصر بابلو كرستياني: متنصر. أعلن ارتداره عن اليهودية. واشتهرت له مناظرة مع الحاخام موسى بن نجمان في برشلونة سنة (661هـ) استطاع فيها كريستاني أن يقنع البابا (كلمنت) بأخطاء التعاليم التلمودية. فأصدر مرسوماً بتحريم قراءة التلمود وحيازته ومصادرة نسخه. وأعاد تنفيذ قانون لويس الحادي عشر الصادر عام (531هـ 1136م) بإلزام اليهود بوضع شارة على أكتافهم لتمييزهم. وتكشف لنا دائرة المعارف اليهودية عن طرف من هذه المناظرة، وتضيف أن إحدى هذه المناظرات قد أقيمت بأمر من البابا (بنديكت) واستمرت سنة وتسعة أشهر في طرسوسة. أما في العصر الحديث فأول من أعلن إسلامه منهم موسى أبو العافية: حاخام دمشق. أظهر إسلامه سنة 1256هـ وأجل من أعلن إسلامه من يهود العرب المرحوم د. أحمد نسيم سوسة صاحب (في طريقي إلى الإسلام: ط جزآن) ومن يهود أوربا المرحوم محمد أسد (ليوبولد فايس سابقاً) صاحب (الطريق إلى مكة: ط) أسلم وهو في السادسة والعشرين من عمره، وتوفي قريبا سنة 1992 في أسبانيا.
وانظر الندوة العلمية الخاصة بدراسة (يهود الأقطار العربية) مركز الدراسات الفلسطينية، جامعة بغداد. مجلة عالم الكتب: (مج9 ص443) وقد ألقيت في الندوة ثمانية بحوث حول يهود العراق، و(سوريا ولبنان) ومصر، واليمن، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا.
|