الشيخ يوسف الأسير واحد من أعلام العرب الخالدين، والحلقة الأولى من سلسلة الإصلاح في بلاد الشام في النصف الثاني من القرن (19) وهي الحلقة التي سبقت حلقة الشيخ طاهر الجزائري إلى الوجود، وكان من أبرز تلاميذه الشيخ عبد القادر القباني، صاحب مجلة (ثمرات الفنون) = لسان حال (جمعية الفنون الإسلامية) وصدر العدد الأول منها يوم (20/ 4/ 1875م) = والتي من ثمراتها الشيخ محمد رشيد رضا، صاحب المنار.. وتأتي أهمية الشيخ يوسف الأسير أنه المسلم الوحيد الذي ساهم في صياغة الكتاب المقدس، وكان له دور لا يستهان به، في اختيار الألفاظ القرآنية، التي تستوقف مراجع هذه الترجمة، وهي الترجمة البروتستانتية العربية للكتاب المقدس، والتي صدرت يوم (29/ 3/ 1865م) وساهم في إنجازها الشيخ يوسف الأسير، والمعلم بطرس البستاني، والقس عالي سميث والشاعر ناصيف اليازجي، والدكتور كرنيليوس فنديك والد صاحب (اكتفاء القنوع بما هو مطبوع). المنشور على الوراق، وفيه ترجمة للشيخ يوسف الأسير، ونصها (ص165): (هو يوسف بن السيد عبد القادر الحسيني الأسير. ولد سنة (1230هـ 1815م) بمدينة صيدا من ثغور سوريا على شطوط بر الشام. ولما بلغ الثامنة عشرة من العمر شخص إلى الديار المصرية وأقام في مدرسة الجامع الازهر سبع سنوات يأخذ العلم عن أعلامه، فنبغ في العلوم العقلية و النقلية و صار إماما كاملاً يرجع إليه و يعول عليه، ثم عاد الى سوريا فتقلب في خدمة الدولة العثمانية العلية ثم انتقل الى القسطنطينية حيث صار رئيساً للمصححين في دائرة نظارة المعارف مع وظيفة استاذ العربية في دار المعلمين الكبرى و لكن شدة برد الاستانة العلية لم توافق صحته فعاد الى بيروت وأخذ يبث علومه فيها. و كان من اصدقاء كرنيليوس فندك ومرشديه في اللغة العربية. و من تصانيفه: (رائض الفرائض) في تقسيم الميراث، طبع في بيروت مع شرح له أيضاً و(شرح أطواق الذهب في المواعظ و الخطب) للزمخشري طبع في بيروت سنة 1293هـ في 72صفحة و(ديوان شعر) طبع في بيروت سنة 1306هـ فيه بعض قصائده و رسائله و(هدية الإخوان في تفسير ما أبهم على العامة من ألفاظ القرآن) و هو تفسير للألفاظ اللغوية الواردة في القرآن مرتب على حسب ترتيب السور طبع في بيروت في 164صفحة، مرتين بدون ذكر السنة. وقيل بل هو لابنه مصطفى الاسير. ولما بلغ من العمر 77 سنة ناداه مولاه فلباه و فارق دنياه سنة 1307هـ 1889م . ومؤلفاته مطبوعة في بيروت. انظر ترجمته بالإسهاب في صفحة 761 من السنة الثالثة من مجلة الهلال لجرجي زيدان بمصر) ورجعت أنا زهير لهذا العدد وتاريخه يوم 15/ حزيران/ 1895م الموافق 22/ ذي الحجة/ 1312هـ وتقع الترجمة في صفحتين، وقد افتتح بها العدد وجعل غلافه صورة الشيخ يوسف الأسير، وفيه: (كان على جانب عظيم من الرقة والدعة ولين الجانب وحسن المعاشرة، يحب العلم والعلماء.... ودفن في مقبرة الباشورة ببيروت، وترك خمسة ذكور وبنتين) وأما المناصب التي تولاها، فهي على الترتيب، رئاسة كتابة محكمة بيروت الشرعية، ثم الفتوى في عكا، ثم مدعيا عموميا في جبل لبنان، ثم رئاسة التصحيح في دائرة المعارف في الأستانة وأستاذا للغة العربية في دار المعلمين الكبرى فيها. وكانت وفاته يوم الإثنين 9/ ربيع الثاني/ 1307هـ الموافق 2/ 12/ 1889م) وهو جد المجاهد المغوار الفريق عفيف البزري، لأمه. وهو المراد بقول ناصيف اليازجي: