أطمح في هذه البطاقة أن أستفتي علماءنا أصحاب الفضيلة في رأيهم في أسماء الله الحسنى، التي شرع الله التعبد بها في قوله عزّ من قائل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (الأعراف: 180) إلا أنه لم يحدد هذه الأسماء في مجمل التنزيل، والرواية المحفوظة والشائعة لأسماء الله الحسنى هي رواية الترمذي (السنن: كتاب الدعوات: باب: 83 ) وأذكر هنا دهشتي وأنا في مقتبل الصبا، لما كانت أمي تصر على تحفيظي هذه الرواية، فكنت أقول لها: فأين (الستار) وأين (المعين) ? وكان هذان الاسمان من أكثر الأسماء شيوعا في حارتنا. والسؤال هنا: هل يجوز أن نعتبر اسمَيْ: (الستار) و(المعين) من أسماء الله الحسنى. وهل ورد في بعض الآثار المعتبرة ما يجيز ذلك، إذ المشهور أن أسماء الله الحسنى توقيفية، لا يجوز أن نزيد عليها، أو ننقص منها، أو نغير في مبنى ألفاظها. وذلك في معتقد أهل السنة، وأما المعتزلة فقد أجازوا تسمية الله تعالى بكل اسم يفيد كمالا، وفيهم من عد من أسماء الله الحسنى ما يزيد على الألف. وقد بحثت في موقع الوراق عن (عبد المعين) فكانت النتيجة (18) مرة في (8) كتب، وممن سمي عبد المعين: جماعة من شرفاء مكة. وممن سمي به: عبد المعين بن أحمد، الشهير بابن البكاء البلخي صاحب (الطراز الأسمى على كنز الأسما). وبحثت عن اسم (عبد الستار) فكانت النتيجة (40) مرة في (18) كتابا. ومنهم المؤرخ المعاصر عبد الستار بن عبد الوهاب البكري الصديقي الدهلوي شيخ الحرم المكي في عصره (ت1936م) ومنهم عبد الستار بن عبد الحميد المقدسي تقي الدين الحنبلي (ت 679 هـ) صاحب (كتاب الصفات) وقاضي مكة: عبد الستار بن عبد الله القريمي (ت 1304هـ). وفي تفسير القرطبي للآية (66 ) من سورة (ص) (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) قال: (معناه المنيع الذي لا مثل له. الستار لذنوب خلقه). وفيه في تفسير سورة الانفطار ما نصه: (قيل: للفضيل بن عياض: لو أقامك الله تعالى يوم القيامة بين يديه، فقال لك: "ما غرك بربك الكريم"? الإنفطار: 6 ماذا كنت تقول? قال: كنت أقول غرني ستورك المرخاة، لأن الكريم هو الستار. نظمه ابن السماك فقال: (يا كاتم الذنب أما تستحي * والله في الخلوة ثانيكـا) (غرك من ربك إمهالـه * وستره طول مسويكـا). وأما ورود اسم الستار على أنه من أسماء الله الحسنى في الشعر، فأول ما ورد في شعر أبي العتاهية،وهو قوله: (فاغفِر ذُنوبي يا رَحيمُ * فَأَنتَ سَتّارُ العُيوبِ) ومنه قول ابن الوردي الشاعر (يا ربُّ أشكو منْ بناتي كثرةً * وأبو البناتِ يخافُ ثوبَ العارِ) (واللهُ يرزقني بهنَّ وإنما * أرجو لهُنَّ السترَ مِنْ ستّارِ) وموشح أبي الحسن الششتري المتوفى عام (688هـ): (ربكم غفار.. للعيوب ستار) انظره في الموسوعة، وقول ابن علوان المتوفى سنة ( 655هـ) (لا تتّبع عورةً للمسلمين وصُنْ * واستر فربك ستارٌ لمن سترا) وغير ذلك كثير.