قصيدة المريمي في مواساة إسحق العبادي عند إسلام ابن أخيه
أجمل ما وصلنا من شعر المريمي هذه القصيدة التي قالها في موضوع طريف، فهو يواسي بها أبا يعقوب إسحاق بن نصر العبادي (كاتب خمارويه) بسبب دخول الوليد ابن أخيه في الإسلام. ولا أعلم أحدا رواها غير ابن عبد البر في كتابه (بهجة المجالس) انظره على الوراق: والمختار من القصيدة هذه الأبيات:
أتانيَ غمٌ من سرورٍ iiسمعتُهُ
فلا أنا مأسورٌ ولا أنا مطلق
سررتُ بإسلام الوليد ديانةً
وأقلقني علمي بأنك iiمقلق
فقلبي به شطران جذلان iiواحدٌ
وآخر محزونٌ من أجلك محرق
أنار لكم فينا وأشرق كوكبٌ
لنا مثله فيكم ينير iiiiويشرق
فكم راعنا من مسلمٍ متنصرٍ
فـهذا بهذا والسعيد iiالموفق
أما المريمي فهو القاسم بن يحيى المريمي السلمي المدني: لم أقف له على ترجمة في كتب التراجم والأدب، وهو شاعر ظريف، من شعراء أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون (المقتول سنة 282هـ) عرف واشتهر بالمريمي، نسبة إلى جده: الصحابي أبي مريم السلمى، وورد ذكره فيما وصلنا من كتاب (معجم الشعراء) للمرزباني في ترجمة محمد بن سعيد السلمي الصوفي، لمهاجاة كانت بينهما. وهو ما نقله عنه القفطي في كتابه: (المحمدون) وعثرت على قصيدتين له في (ولاة مصر) للكندي، في وقائع خمارويه، تدلان على طول باعه في الشعر، واستشهد الثعالبي ببيتين له في وصف الكتاب في (المنتحل) وله بيت مفرد في (حماسة الخالديين) وأورد الحصري بيتين له في استهداء النبيذ في (زهر الآداب) هما أيضاً في (التذكرة الحمدونية) وساق الآبي طرفا من نوادره في (نوادر المدينيين) من كتابه (نثر الدر). وذكر ابن عبد البر القرطبي بيتين من شعره (غير القصيدة المذكورة) وهما في مدح بني خريم: بطن من شيبان بن حارثة.