البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : أنا أكبر من العروض    كن أول من يقيّم
 صبري أبوحسين 
13 - ديسمبر - 2007
رُوي أن  أبا العتاهية عندما خرج عن قواعد العروض، ونظم على أوزان لا توافق ما استنبطه الخليل، في قصيدته التي يقول فيها:
للمنون دائرا             تٌ يدرن صرفها
فتراها تنتقينا            واحداً فواحدا
قيل له : هذا ليس من أوزان العروض ? قال : أنا أكبر من العروض.
والتحليل العروضي لهذين البيتين يقرر أنهما من الرمل المجزوء، دخل الكف في تفاعيل الحشو(فاعلاتُ)، وجاءت عروض البيت الأول محذوفة(فاعلا) وعروض البيت الثاني صحيحة(فاعلاتن)، وجاء الضرب محذوفًا في البيتين(فاعلا). أما قافية البيتين فجاءت مختلفة فقافية الأول مكونة من الفاء رويًّا والهاء وصلاً والألف خروجًا. وقافية البيت الثاني مكونة من الدال رويًّا والألف وصلاً، فواضح مدى الاضطراب والقلق في البيتين، ولصدر البيت الثاني رواية تجعله مكسورًا عروضيًّا، وهي(هنَّ ينتقيننا) أو(ثم ينتقيننا).
 ورغم تلك الخلخلة الإيقاعية والإبداعية البارزة في النص إلا أن هذه المقولة التراثية شاعت وذاعت في ديوان النقد الأدبي، كرر قولها الشاعر العباسي مسلم بن الوليد حين قال أبياته التي منها:
يا  أيها المعمود   قد شفك الصدود
 فقيل له: هذا ليس بين أوزاننا!!!
 وهي مقولة تحمل إيحاءات عدة، يُفهم منها -مثلاً-سخرية من العروض والعروضيين كسخريةالفرزدق من النحو والنحويين حيث وقف له أحد علماء النحو الموالي (عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي) وهو في مربد البصرة معترضاً على رفعة كلمة (مجلف)ـ للضرورة الشعرية ـ التي حقها النصب في قوله :
 ( وعض الزمان يآبن مروان لم يدع          من المال إلا مستحتاً أو مجلف)
 فيرد الفرزدق عليه قائلاً : رفعتها على ما يسوؤك وينوؤك، ثم إنه هجاه ومولاه أسلم بقوله :
فلو كان عبد الله مولى هجوته    ولكن عبد الله مولى مواليا
 
فقال عبد الله: لقد أخطأت ثانية بنصبك كلمة (مواليا) ومكانها الرفع ، فرد الشاعر علية :علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا .
 كما يفهم منها أيضًا أن شهادة ميلاد أكبر من العروض بمئات السنين!!!
كما يفهم منها أيضًا أن الحوار حول ايقاع الشعر العربي  قديم جدًّا‏.‏
كما يفهم أيضًا أن الشعر لا يحيا بلا قيود.
فهل يفهم منها شيء آخر؟!!!
د/صبري أبوحسين
 
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
إلى أمير العروض    كن أول من يقيّم
 
أستاذي عمر:
 أحمد الله أن رُزقت بمعرفة شخصك العالم، وأشكرك على هذه الإيضاحات العميقة الرائعة، وأسألك:
* هل بيتا أبي العتاهية نص واحد أم بيتان يتيمان متفرقان؟
 وأرجو تعريفنا على مزيد من الأبيات الشائكة، المُلْبسة عروضيًّا مثل هذين البيتين مع حل الإلباس.
 كما أرجو أن تذكر رأيك بجلاء في إحصائيات إبراهيم أنيس رحمه الله تعالى بكتابه موسيقى الشعر. د/صبري أبوحسين
*صبري أبوحسين
17 - ديسمبر - 2007
إلى نحلة العلم    كن أول من يقيّم
 
أخي د.صبري:
وأنا أشكرك جزيل الشكر على إطرائك.
 
وكما قلتُ آنفاً، فإن نص أبي العتاهية هذا لم يرقَ إلى مستوى النتفة من الشعر حتى يمكننا الحكم عليه.
ولكن يبدو لي أن أبا العتاهية أتى به عرَضاً، أو محاججاً عن قولته: أنا أكبر من العروض.
فإذا نظرنا إلى النص من جهة القافية قلنا: إنه بيتٌ واحد
وأما إذا نظرنا إليه من جهة الوزن، قلنا: إنه بيتان لا قافية لهما.
والنتيجة في رأيي واحدة، لأننا لسنا أمام نص متكامل، يمكّننا من تشريحه والحكم عليه. ولكن يبدو لنا أن الشعراء قد استساغوه وزناً مقصّراً، فكتبوا عليه، ولم يكتبوا عليه مطوّلاً.
 
وأما عن سؤاليك الآخرين، فالجواب على أي منهما يحتاج إلى نافذة خاصة به، أرجو أن يُتاح لي أو لأخي سليمان أن يُتحفنا بما عنده، وما عنده كثير.
 
عمر خلوف
*عمر خلوف
18 - ديسمبر - 2007
رأي آخر للدكتور شوقي ضيف     كن أول من يقيّم
 
يرى الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله تعالى - في كتابه"فصول في الشعر ونقده"ص42، أن بيت أبي العتاهية يروى هكذا:
للمنون دائرات يدرن صرفها      هن ينتقيننا واحدًا فواحدا
ومن ثَم فهو على نسق مقلوب البسيط" فاعلن مستفعلن..." وتقطيعه:
للمنو/ن دائرا/ تن يدرْ/ نَ صرفها       هنْنَ ين/تقيننا/واحدن/ فواحدا
د/صبري أبوحسين
*صبري أبوحسين
23 - ديسمبر - 2007
د.ضيف لم يكن عروضياً    كن أول من يقيّم
 
((يرى الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله تعالى - في كتابه"فصول في الشعر ونقده"ص42، أن بيت أبي العتاهية يروى هكذا:
للمنون دائرات يدرن صرفها      هن ينتقيننا واحدًا فواحدا
ومن ثَم فهو على نسق مقلوب البسيط" فاعلن مستفعلن..." وتقطيعه:
للمنو/ن دائرا/ تن يدرْ/ نَ صرفها       هنْنَ ين/تقيننا/واحدن/ فواحدا))
 
الأخ الحبيب د.صبري
 
مسّاك الله بالخير والمسرات
 
فأولاً:
ليس في علم العروض ما يُسمّى بمقلوب البسيط: (فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن)، لأنّ هذا المقلوب ليس سوى البحر المديد الدوائري: (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن). وهو بحر خليلي، أنتجته الدائرة العروضية على الرغم من عدم استخدامه إلاّ مجزوءاً: (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن) كما نص على ذلك العروض الخليلي.
وقد توهم بعض العروضيين أن قول أخت تأبط شراً هو من تام المديد(!):
ليتَ شعري ضَلّةً، أيّ شيءٍ قتَلَكْ أمـريضٌ  لم تُعَدْ، أم عدوٌّ iiخَتَلَكْ
وقول غيرها:
بؤسَ للحربِ التي غادرتْ قومي سُدى يـا  لَبكْرٍ شمّروا، شمّرتْ حربُ iiلظى
وهو تخريج واهٍ لمثل هذا الشعر، لأن انفصال الشطر الواحد إلى شطرين انفصالٌ واضح جليّ لكل صاحب أذن موسيقية. ولا يمكن اعتبار مثل هذا الشعر إلا من مقصرات الرمل: (فاعلاتن فاعلن)، ولا علاقة له بمديد ولا بسيط.
 
وثانياً:
إذا أمعنّا النظر في تقطيع د.شوقي أعلاه، رأينا التزام الشاعر مجيء (مستفعلن) على (متفعلن) في مواقعها الأربعة. مما يعني لي شخصياً أن الشاعر أراد وزناَ آخر مختلفاً: (فاعلاتُ فاعلن)، وهو ما رجّحناه في مداخلة سابقة، أعني اشتقاقه من المقتضب، بدليل إمكانية مجيء (فاعلاتُ) على (مفعولاتُ).
 
وثالثاً:
بارك الله في علمك وعملك
وكل عام وأنتم بألف خير
*عمر خلوف
23 - ديسمبر - 2007
مبادرة    كن أول من يقيّم
 
لله درّ من استفاد وأفاد
طماح
23 - أغسطس - 2008
 1  2