الفرق بين الخبب ودق الناقوس هندسيا وإيقاعيا كن أول من يقيّم
الأخ العزيز خشان تحية طيبة قرأت بحثك عن بحر الخبب بتمعن ومحبة والذي أرسلته إلي عن طريق البريد الألكتروني وقد أثار لدي بعض الملاحظات والإختلاف وبالرغم من إعجابي به ولكن في الحقيقة لي آرائي المختلفة والتي سأطرحها هنا وأحب أن تطلع عليها وأن يطلع عليها القراء أيضا ليشاكوننا الحوارمع خاتص محبتي واحترامي. الفرق بين بحري الخبب ودق الناقوس العنوان أعلاه يمثل إقرارا مني بأن البحرين أعلاه مستقلان عن بقية البحور وكل منهما يمثل بحرا بذاته وحتى أقوم بتحليلهما علي أن أبين الرموز التي سأستخدمها هنا ،وهي لا أ كثر من ثلاثة رموز و كما يلي:- 1- الحرف المتحرك ورمزه سهم رأسه متجه إلى يمين الورقة (←) 2-الحرف الساكن وهو عبارة عن صفر(0) 3-السبب الخفيف ورمزه واحد (1) وهو عبارة عن حرف متحرك وحرف ساكن (←0) ونحن نعتقد أن هذه الرموز كافية ولا داعي لإرهاق القارئ بالأرقام والرموز الكثيرة، والآن سنحاول تحليل البحرين أعلاه وبدلالة الرموز المذكورة وكما يلي:- أ- دق الناقوس أو قطر الميزاب ليس في دق الناقوس تفعيلة ما بل هو يتكون من تكرار السبب الخفيف(1) ولثمان مرات ٍفقط وكما يلي:- فا فا فا فا فا فا فا فا / 1 1 1 1 1 1 1 1 كما في قول الإمام علي(رض):- حقا حقا حقا حقا صدقا صدقا صدقا صدقا إن الدنيا قد غرتنا واستهوتنا.... واستلهتنا والسبب الخفيف هو الوحدة الإيقاعية الأساس في العروض العربي ويكاد يكون الأهم لأن منه نستطيع الحصول على كافة الوحدات الإيقاعية الأخرى،وفي واقع الحال إن معلوماتنا ضعيفة عن هذه الوحدة وسلوكها الموسيقي والإيقاعي وهي تحتاج لدراسات وافية في علم الصوت لفحصها واختبارها ولحد الآن لم أجد ما يمكنني الإعتماد عليه، ومعلوماتنا عنها ترديد لا أكثر للكلام المكرر في كتب العروض ،إن دراسة سلوك هذه الوحدة سيساعدنا كثيرا في فهم النظام الهندسي والإيقاعي في الموازين العربية وفي الواقع هذ ا هو ما نحن عاكفين عليه الآن في بحثنا المكمل لكتابنا الأول وهو الإيقاع في الموازين العربية. وقد يجد القارئ هنا بعض الصفات التي سندسها لفهم هذين البحرين. ب-بحر الخبب وهذا البحر يتكون من الفاصلة الصغرى (فعِلن/← ←1) وقد تكررت أربع مرات،وكما يلي:- فعلن فعلن فعلن فعلن //← ← 1← ←1← ← 1 ← ←1 وهذه الوحدة تمثل إيقاعاً لوحدها يتميز بقوته، إلا أنها هندسيا تتكون من ثلاثة أسباب خفيفة وكما يلي:- 1- فا فا فا / 1 1 1 نعرضها لزحاف في السبب الأول سنحصل على:- 2- فعولن / ← 1 1 وعندما نعرضها لزحاف ثان نحصل على:- 3- فعلن / ← ←1 كما في هذا البيت:- أمم ٌ ذهبتْ وأتت أمم ٌ ومضى زمن وأتى زمن ٌ في العروض العربي حقيقة مهمة وهي أن كل حرف متحرك أصله سبب خفيف فقد ساكنه ولا أريد أن أقول حذف ساكنه لأني متحفظ على ذلك ،كما أن كل حرف ساكن في القصيدة له نظير متحرك قد يكون موجودا وقد يختفي، والمشكلة في العروض العربي إنه في أحيان كثير يختفي المتحرك ولا نشعر به وعلى العكس من ذلك يكون الساكن موجودا ولكننا لانشعر به، ومن هنا تتأتى الإشكالية الخطيرة والتي تقود إلى نتائج خاطئة،والحقيقة الثانية هي أن هنالك وحدات إيقاعية ثقيلة وأخرى خفيفة وما بينهما من ثقل وخفة وهذه الوحدات سنوضحها في كتاب الإيقاع إنشاء الله،وعند تحليل الشعر لا تؤخذ بالحسبان وهي مهمة إذ أن لولاها لما كان هنالك وزن في الشعر. ولو عدنا لبحري( الخبب) و( دق الناقوس)،سنجد حقيقة مهمة هي أن( فع لن/ 11) هندسيا لاتساوي( فعلن/← ←1) بل إن الأولى أقل من الثانية بمقدار سبب خفيف واحد كما فصلنا في أعلاه،والسؤال المطروح هنا كيف لهما أن يتبادلا المواضع في كثير من الموازين العربية كما في الكامل مثلا وليس فقط في الخبب دون أن نشعر بحدوث شيء غريب وكأنه تحصيل حاصل،إن الإجابة على هذا السؤال(المفتاح) سيحل ويفسر لنا الكثير من أسرار العروض العربي التي بقيت مستعصية على الفهم لحد الآن،وهنا سنحتاج إلى اتباع منهج جديد في التعامل مع البحور وألا نتسرع إلى ولوج الطريق الأسهل ونقول إن هذا يمكن أن يحل مكان هذا بدون إعطاء سبب لتفسير هذه الظاهرة لأن الحقيقة ستضيع ونظل ندور في حلقة مفرغة. وألان لنقرأ الأبيات التالية مع تقطيعها هندسيا وكما يلي:- 1- يــا لــيــلُ الصبّ ُمتى غده ُ أقــيـامُ الســاعــةِ موعــده ً ( 1 1) ( 1 1 )(← ←1)(← ←1) ( ← ←1) ( 11)(← ←1)( ←←1) ( 10 أسباب) (11سببا) 2-مــضــناك جـفـاه مــرقـــده وبــكــاه ُ ورحـــم عــوده ُ (1 1)( ← ←1)(11)( ← ←1) (← ←1)( ← ←1)( ← ←1)( ← ←1) (10 أسباب) (12 سببا) 3-حــيــران القــلــب مــعــذبــــه مــقــروح الــجــفــن مــسهــده (11)(11)( ← ←1)( ← ←1) (11)(11)( ← ←1)( ← ←1) (10 أسباب) (10 اسباب) نلاحظ من التقطيع أعلاه أن الأبيات الثلاثة أعلاه عروضيا موزونة بالرغم من اختلاف عدد أجزائها وهو في الواقع شيء يحتاج لتفسير شافي ومقنع حيث كيف(10=11=12) ولكي نفسر ذلك بطريقة منطقية سنفترض التقطيع التالي وهو ليس هندسيا كما في أعلاه وإنما تقطيع هندسي وإيقاعي معا(سنكتفي بالتقطيع دون إيراد الأبيات) :- 1-( ←011)( ←011)( ← ←001)( ← ←001) (فعولن) (فعولن) (فعلن) (فعلن ) (← ←001)( ←0011)( (← ←001)( ←←001) (فعلن) (فعولن) (فعلن) (فعلن) 2-(←011)( ← ←001)( ←011)( ← ←001) (فعولن)(فعلن)(فعولن)(فعلن) (← ←001)( ← ←001)( ← ←001)( ← ←001)(فعلن)(فعلن)(فعلن)(فعلن) 3-(←011)( ←011) (← ←001) (← ←001) (فعولن)(فعولن)(فعلن)(فعلن) (←011)( ←011) (← ←001) (← ←001) (فعولن)(فعولن)(فعلن)(فعلن) لا شك أن تحليلنا أعلاه قد يصدم القارئ حيث عوضت عن (فع لن/11) بالتفعيلة (فعولن/←11) وهي تفعيلة بحر المتقارب وهذا يعني أن( فع لن/11) هي فعولن//←11) وقد خرمت بلغة أهل العروض، وهنا سيكون الوضع صحيحا والصيغ أعلاه موزونة بسبب تساوي عدد السواكن في كل بيت وهو إثنا عشر ساكنا أي عند احتساب عدد السواكن "ورمز الحرف الساكن كما أسلفنا هو(0)" في كل بيت هو إثنا عشر ساكنا فإن الأبيات أعلاه ستكون موزونة وهذا يعني أن فعلن/(← ←001) إيقاعيا تعادل( فع ل/011) لذا يمكن أن تحل الواحدة مكان الأخرى وهذا لتساوي سواكن كل منهما والذي يقود بدوره لتعادلهما إيقاعيا ومن هنا نستنتج أن (مستفعلن /11 0←1) الموجودة في بحر الكامل هي ليست( مستفعلن/11 ←1) الموجودة في بحر الرجز(لماذا?). وإنشاء الله ستكون لنا عودة أخرى للموضوع ذياب شاهين |