البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : باب ليس    كن أول من يقيّم
 زهير 
15 - سبتمبر - 2005

(باب ليس) من أهم أبواب اللغة، وأطولها، وأجدرها بالمراجعة، كقولهم ليس في العرب سُلمى بضم السين غير زهير بن أبي سُلمى. وليس في العرب فَرافصة بفتح الفاء غير والد نائلة امرأة عثمان (ر)، وسواه بضم الفاء. وليس في العرب شُمس بضم الشين غير شُمس بن مالك، كما قال المعري. وفي خزانة الأدب: (كل ما جاء في أنساب اليمن فهو شُمس بضم السين، وكل ما جاء في قريش فهو شَمس، بالفتح).  وقد عقد السيوطي بابا مطولا في كتابه (المزهر) سماه "معرفة الأشباه والنظائر" وهو الفن الأربعون، من فنون الكتاب، وموضوعه (باب ليس) واستغرق الصفحات: من صفحة (194) حتى صفحة (236) من نشرة الوراق. أهمها الفصل الذي أوله: (ذكر نوادر من التأليف). وأنا ألخص هنا كلام السيوطي في هذا الفصل لاشتماله على ذكر نوادر ما ألف في (باب ليس) قال: (هذا نوعٌ مُهم، ينبغي الاعتناءُ به؛ فيه تُعْرَف نوادرُ اللغة وشواردُها، ولا يقوم به إلاّ مطّلع بالفن، واسع الإطلاع، كثير النظر والمراجعة، وقد ألَّف ابن خالويه كتاباً حافلاً، في ثلاثة مجلدات ضخمات سماه (كتاب ليس) موضوعه: ليس في اللغة كذا إلاّ كذا، وقد طالعته قديماً، وانتقيت منه فوائد؛ وليس هو بحاضرٍ عندي الآن. وتعقّب عليه الحافظ مُغْلَطاي مواضع منه في مجلد سمّاه: (الميس على ليس) ويقع لصاحب القاموس في بعض تصانيفه أن يقول عند ذكر فائدة: "وهذا يدخل في باب ليس". وأنا ذاكرٌ إن شاء اللّه تعالى في هذا النوع ما يقضي الناظر فيه العجب، وآتٍ فيه ببدائع وغرائب إذا وقف عليها الحافظ المطلع يقول هذا منتهى الأرب)... قال ابن فارس: في المجمل: لا تكاد الهمزة تجامع الحاء إلاّ قليلاً كالأُحاح: العطش، والأحاح: الغيظ، وأُحَيْحة: اسم رجل، وأحَّ في حكاية السعال، قال: ولا تجتمع همزة مع طاء، ولا مع عين، ولا غين، قال: وأما الهمزة والقاف فقليل؛ ولكنهم يقولون: الأقْه: الطاعة، وأُقْر: موضع، والأَقِط من اللبن، والمأقِط موضع الحرب، قال: والنون والراء لا يأتلفان إلاّ بدخيل، كالنَّيْرب وهي النميمة، قال: وأما الهاء والقاف فلم يأتِ فيه شيء؛ إلاّ أن ناساً حكوا عن الأصمعي: هقهق إذا أعطى عطاء قليلاً، وفيه نظر، وأما الهاء والكاف فلم يُرْوَ فيه شيء عن الخليل، وحدثنا القطان عن علي عن أبي عبيد: انهَكَّ صَلا المرأة انهِكاكاً؛ إذا انفرج في الولادة، وقال قوم: انهك البعير؛ إذا لزق بالأرض عند بروكه، ابن الأعرابي هكَّه بالسيف: ضربه، ورجل هكَوَّك: ما جن، والهكّ: المطر الشديد، والهك: تَهُوّر البئر.....و قال سيبويه: لا نعلم في الكلام أَفْعِلاَء إلاّ يوم الأَرْبِعاء... وقال سيبويه: وليس في كلام العرب مِفْعِل إلاّ مِنْخِر .. قال سيبويه: وليس في الكلام مَفْعُل، قال ابن خالويه في شرح الدريدية: وذكر الكسائي والمبرّد مَكْرُماً ومَعُوناً ومأْلُكاً، فقال من يحتج لسيبويه: إن هذه أسماء جُموع؛ وإنما قال سيبويه لا يكون اسم واحد على مَفْعُل، قال ابن خالويه: وقد وجدت أنا في القرآن حرفاً، "فنَظِرَةٌ إلى مَيْسُرَة" كذا قرأها عطاء..... وفي الإصلاح لابن السكيت وتهذيبه للتبريزي: ليس في الكلام مُفعول بضم الميم إلاّ مُغْرُود ومُغفور ويقال مُغْثُور بالثاء ومُنْخُور ومُعْلوق لواحد المعاليق.... قال سيبويه: لم يأت في الكلام على فَعُّول اسم ولا صفة، قال ابن قتيبة: وقال غيرُه: قد جاء سُبُّوح وقُدُّوس وذُرُّوح، لواحد الذَّراريح، وحكى سيبويه سَبُّوح وقَدُّوس بالفتح وكان يقول في واحد الذراريح: ذَرَحْرَح.

قال سيبويه: لم يأت فُعِّيل في الكلام إلاّ قليلاً، قالوا: مُرِّيق، وهو حَبّ العصفر وكَوْكَب دُرِّيّ، قال ابن قتيبة: وأما الفراء فزعم أن الدُّرِّيّ منسوب إلى الدُّرّ ولم يجعله على فُعِّيل فيكون وزنه فُعْليّاً. .... قال: وليس في الكلام فُعلى إلاّ بالألف واللام أو بالإضافة، وذلك نحو: الصُّغرَى والكُبْرى؛ لا تقول: هذه امرأة صُغْرى، كما لا تقول: هذا رجل أصْغر حتى تقول أصغر منك، وتقول هذه الصغرى، وهذا الأصغر...... وقال في الصحاح: طَرَسوس: بلد، ولا يخفف إلاّ في الشعر، لأن فَعْلُول ليس من أبنيتهم، ولَمْ يجئ منه غير صَعْفُوق، وأما الخَرْنوب فإن الفصحاء، يضمونه، أو يشددونه مع حذف النون، وإنما تفتحه العامة، وقال ابن دَرَسْتَويه في شرح الفصيح: العامة تقول: طرْسوس بسكون الراء وقربوس السَّرج بسكون الراء وهما خطأ، لإن فَعْلولا ليس من أبنية كلام العرب، ولا في المعرب كلمة إلاّ واحدة أعجمية معربة في قول العجاج: من آل صَعْفُوق وأتباع أخَر وهو اسم معرفة بمنزلة إبراهيم وإسماعيل ونحوهما من الأسماء الأعجمية التي ليست على أبنية العربية، وقال بعضهم: روى الكوفيون زَرْنوق وبَعْكُوك الحر لشدته، وصَنْدوق بالفتح، ولا يعرف هذا بصريّ إلاّ بالضم.... قال السيوطي: ليس في كلام العرب اسم يَفْعِيل سوى يَعْضِيد لنوع من الشجر، ويَقطِين لشجر القرع، ويبْرين: اسم بلد معروف، ويَعْقِيد: للعسل، وقيل للعسل المعقود بالنار، ذكره صاحب القاموس في كتاب العسل وفي الجمهرة نحوه. وليس في كلامهم فَعَاوِيل إلاّ سَرَاوِيل، قاله ابن خالويه.... ليس في كلامهم نون بعدها راء بغير حاجز؛ فأما نَرْجس فأعجمي معرب، قاله في الجمهرة. قال ابن خالويه: وكذلك نرم أي لين، ونرد، وثوب نَرْسِيّ؛ فأما نِرْسِيانة فعربي، قد تكلموا به؛ قيل لأعرابيّ: أتأكل السمك الجِرِّيث? فقال: تمرة نِرْسِيانة، غَرَّاء الطرف، صفراء السائر، عليها مثلها زبداً؛ أحبُّ إليَّ منها.... وقال ابن خالويه في كتاب ليس: لم يأت على فِعِّل إلاّ حِمِّص وجلِّق، موضع وهو دمشق ورجل حِلِّز وحِلِّزة: البخيل؛ وأهل الكوفة يقولون: حِمّص وجلَّق بالفتح وأهل البصرة بالكسر وزاد بعضهم قِنَّب.... ونقل ابن خالويه عن ابن دريد أنه قال: ليس في كلامهم فُعْلَل إلاّ سُؤدَد، وجؤذَر وجندَب وحُنْظَب، كلها مفتوحة ومضمومة.

وقال الزبيدي في كتاب الاستدراك على العين: ليس في الكلام على مثال فُعْلُل إلاّ أحرف لا يقول بها البصريون مثل طُحلُب وبرقُع وجؤذُر.

قال: لم يجئ من فَعَّل إلاّ خَضَّم، وهو لقب العنبر بن عمرو بن تميم، وعَثَّر وبذَّر وهما موضعان، وبَقَّم فارسيّ معرب؛ وقد تكلمت به العرب قال: كَمِرْجَلِ الصَّبَّاغِ جَاشَ بَقَّمُه ذكره في الجمهرة. وفي الصحاح قال أبو علي: ليس في كلامهم اسم على فَعَّل إلاّ خمسة، فذكر الأربعة وزاد شَلَّم: موضع بالشأم، وهو أعجمي.... وقال الفارابي في (ديوان الأدب): لم يأت على فُعْلال شيء من أسماء العرب من الرباعي السالم إلاّ مكرر الحشو، وذلك الفُسْطاط والقُرْطاط؛ فأما الفُسْطاط فحرف روميّ وقع إلى العرب فتكلمت به. ... ولم يجئ على فِعِل بكسرتين إلاّ إبل، وإطِل؛ وهو الخَصْر، وإبِد لغة في الأبد بمعنى الدهر، وقالوا في سجعهم: أتان إبد، في كل عام تلِد ولا يقال هذا إلا في الأتان خاصة، ذكره في الجمهرة (انظر تعقيب السيوطي على هذا الباب ص218)

قال بعض من ألَّف في المقصور والممدود من أهل الأندلس: جميع ما انتهى إلينا من أمثلة المقصور ثمانية وسبعون مثالاً سوى ما استعمل من كلام العجم المعرّب، مما لم نضمه إلى ثقاف وزن، ومن حروف الأدوات والأصوات، قال: وأمثلة الممدود اثنان وستون مثالاً سوى المعرَّب..... ولم تجتمع الراء واللام إلاّ في أحرف معدودة، منها: الوَرَل: دابة مثل الضب، وأرُل: اسم جبل، وجَرَل؛ وهي الحجارة المجتمعة، والغُرْلة: القلفة، ذكره الموفق البغدادي في ذيل الفصيح.... لم تجتمع الباء والميم في كلمة إلاّ في يَبَمْبَم وهو جبل، أو موضع، قاله ابن دريد... لا يجوز أن يكون فاء الفعل وعينه حرفاً واحداً في شيء من كلام العرب إلاّ أن يفصل بينهما فاصل مثل: كوكب وقيقب؛ فأما بَبّة فلقب؛ كأنها حكاية، وزعم الخليل أن دَداً حكاية لصوت اللعب واللَّهو، ذكر ذلك ابن دَرَسْتَويه في شرح الفصيح، وقال المرزوقي: لم يجئ من ذلك بلا فاصل إلاّ قولهم دَد، ودَدَن.... لم يؤنث من مِفعيل بالهاء سوى مِسكينة تشبيهاً بفقيرة، ذكره الفارابي في ديوان الأدب... وقال الفارابي في باب مَفعل بفتح الميم وكسر العين: لم نجد على هذا المثال شيئاً إلاّ بالهاء نحو أرض مَزِلَّة مَضِلَّة، والمَذِمَّة، والمَضِنة، والمَظِنَّة.... وقال النحاس في شرح المعلقات: ليس في كلام العرب مَفْعُل إلاّ بالهاء في حروف جاءت شاذّة نحو: مَقْبُرَة ومَيْسُرَة.... وقال: قال القاسم بن معين: لم تختلف لغة قريش والأنصار في شيء من القرآن إلاّ في التابوت، فلغة قريش بالتاء ولغة الأنصار بالهاء... قال الفراء في كتاب (الأيام والليالي): إذا اجتمعت الواو والياء في كلمة واحدة، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت وشدّدت؛ نحو: أيام، وكَيَّة، وغيَّة، ونيّة، وأمنيّة، وأُرْبيّة، وهذا قياس لا انكسار فيه إلاّ في ثلاثة أحرف نوادر؛ قالوا: ضَيْوَن وهو السِّنور البريّ وقالوا: رَجاء بن حَيْوَة، وقالوا: خَيْوَان لحيّ من العرب، فجاءت هذه الأحرف الثلاثة نوادر بلا إدغام... ليس في كلام العرب فُعال جمع على فواعل إلاّ حرفان: دُخان ودواخن، وعُثان وعواثن؛ والعُثان: الدخان والغبار، قلت: وكذا قال الزجاجيّ في أماليه: إنه لا يُعرف لهما نظير. وليس في كلام العرب فَعَل يَفْعَل فَعْلاً إلاّ سحَر يسحَر سَحْراً.... ليس في كلامهم فَعَل فَعَلاً إلاّ طلَب طلباً، رقَص رقَصاً، وطَرد طرَداً، وجلَب جلَباً، وسلَب سلَباً، ورفَض رفَضاً؛ ستة أحرف جاء الماضي والمصدر فيهن مفتوحين.... ليس في كلامهم المصدر المرة الواحدة إلاّ على فَعْلة: سجدت سجْدة، وقمت قوْمة، وضربت ضرْبة إلاّ في حرفين حججت حِجَّة واحدة بالكسر ورأيته رُؤية واحدة بالضم وسائر كلام العرب بالفتح..... ليس في كلامهم أَفْعَل فهو مُفْعَل إلاّ ثلاثة أحرف: أحْصَن فهو مُحصَن، وأَلْفَج فهو مُلْفَج؛ أي أَفْلَس، وأسْهَب في الكلام فهو مُسْهَب: بالغ، هذا قول ابن دريد، وقال ثعلب: أسهَب فهو مُسْهَب في الكلام، وأسهَب فهو مُسهب إذا حفر بئراً فبلغ الماء، ووجدت بعد سبعين سنة حرفاً رابعاً وهو أجْرَ أشَّت الإبل: سمنت فهي مُجَرْأَشَة بفتح الهمزة قلت وفي شرح الفصيح للمرزوقي: أَسْهَب فهو مُسْهَب إذا زال عقله من نهش الحية.... ليس في كلامهم اسم على فُعْلول وفِعْلال إلاّ طُنبور وطِنبار، وجُذمور وجِذمار: أصل الشيء، وعُسْلوج وعِسْلاج: الغصن، وبُرْغُوز وبِرغاز: للشابّ الطريّ وللغزال، وشُمروخ وشِمراخ، وعُثكول وعِثكال: للنخل، وعُنقود وعِنقاد، وحُذفور وحِذْفار: نواحي الشيء، قلت: زاد ابن السكيت في الإصلاح: مُزمور ومِزمار، وزُنبور وزِِنبار، وبُرزوغ وبِرْزاغ: حسن الشَّباب، وأُثكول وإثكال.... ليس في كلامهم فعل ثلاثي يستوعب الأبنية الثلاثة: فَعَل وفَعِل وفَعُل إلاّ كمَل وكمِِل وكمُل، وكدَر الماء وكدِر وكدُر، وخثَر العسل وخثِر وخثُر، وسخُو الرجل وسخَا وسخِي، وسرُو وسرَا وسِري.... لم يأت فَعُل فهو فاعل إلاّ حرفان فرُه فهو فارِه، وعقُرت المرأة فهي عاقر؛ فأما طهُر فهو طاهر، وحمُض فهو حامض؛ ومثُل فهو ماثل؛ فبخلاف؛ لأنه يقال حمَض أيضاً وطهَر ومثَل.... ليس في كلامهم أفعل فهو فاعل إلاّ أعْشَبت الأرض فهي عاشب، وأوْرس الرِّمْث؛ وهو ضرب من الشجر إذا تغير لونه عن البياض فهو وارس، وأيفع الغلام فهو يافع، وأبقلت الأرض فهي باقل، وأغضى الليل فهو غاض، وأمْحَل البلد فهو ماحل.... ولم يأت أَفْعَله فهو مفعول إلاّ أجنَّه فهو مجنون، وأزْكَمه فهو مزكوم، وأحزنه فهو محزون، وأحبَّه فهو محبوب... ليس في كلامهم مصدر على تَفْعُلَة إلا حرف واحد وهو تَهْلُكة.... فعيل جائز فيه ثلاث لغات فَعِيل وفُعَال وفُعَّال: رجل طويل، فإذا زاد طوله قلت طُوَال، فإذا زاد قلت طُوَّال، وفي القرآن: "إنَّ هذَا لَشَيْءٌ عُجَاب" وعُجَّاب، وفيه أيضاً "ومَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً" وكُبَاراً.... ليس في كلامهم اسم ممدود وجمعه ممدود إلاّ حرف واحد: داء وأدواء، وهذا سأل عنه ابن بسام بحضرة سيف الدولة.... لم تأت صفة على فِعْلاء إلاّ طور سيناء، والطور: الجبل والسِّيناء: الحسن. قلت: في المقصور والممدود للأندلسي: هلباجِ جلْدَاء وحِرْباء وزيزاء وصِلْدَاء وصِمْحَاء وقيقاء؛ كل ذلك: الأرض الصلبة؛ فيحتمل أن تكون صفات وأن تكون أسماء.... يأت فُعْل وفِعْلة إلاّ في عشرة أحرف: الذُّل والذِّلة، والقُل والقِلَّة، والعُذر والعِذرة، والنُّعم والنِّعمة، والبُخل والبِخلة، والخُبْر والخِبْرة، والحُكم والحِكمة، والبُغض والبِغضة، والقُرّ والقِرّة، والشُّح والشِّحة.... وقال ابن خالويه:.... قالوا: الضِّبْعان في ذكر الضباع، ولم يقل أحد: لِمَ ذلك، وقلت في ذلك قولاً بقي سيف الدولة وأصحابه يناظرونني عليه عشر سنين ولا يفهم عني ما اعتللت به.... فكان سيف الدولة يقول في كل وقت: هات كيف قلتَ الضِّبْعان .... لم يأت جيم قلبت ياء إلاّ في حرف واحد؛ إنما تقلب الياء جيماً، يقال في عليّ علجّ، وفي أيَل أجَل، والحرف الذي قلبت فيه الجيم ياء الشِّيرَة يريدون الشَّجرة، فلما قلبوها ياء كسروا أولها لئلا تنقلب الياء ألفاً فتصير شارة؛ وهذا غريب حسن، وقد قرئ في الشاذ: "وَلاَ تَقْرَبَا هذِهِ الشِّجَرَةَ".... ليس في كلامهم جَمع جُمع ست مرات إلاّ الجمل؛ فإنهم جمعوا جملاً: أجْملاً، ثم أجْمالاً، ثم جاملاً، ثم جِمالاً، ثم جِمالة، ثم جِمالات، قال تعالى: "جِمَالاَتٌ صُفْرٌ" فجمالات جمع جمع جمع جمع جمع الجمع.... وقال ابن خالويه في كتاب ليس: قلت لسيف الدولة ابن حمدان: قد استخرجت فضيلة لحمدان جد سيدنا لم أسبق إليها، وذلك أن النحويين زعموا أنه ليس في الكلام مثل رحيم وراحم ورحمان إلاّ نديم ونادم وندمان، وسليم وسالم وسلمان، فقلت: فكذلك حميد وحامد وحمدان.... قال ابن سيده في المحكم: قال كراع: القُلاب داء يصيب القلب، وليس في الكلام اسم داء اشتق من اسم العضو الذي أصابه إلاّ القُلاب من القلب، والكُباد من الكبِد، والنُّكاف والنَّكَفَتين وهما غُدَّتان يكتنفان الحُلْقوم من أصل اللَّحْى.... قال التاج ابن مكتوم في تذكرته، من خطه نقلت: قال الأستاذ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ميمون العبدري في كتاب نقع الغلل: لا يوجد اسم حذفت عينه، وأبقيت لامه إلاّ سَه، ومذ وثُبة في قول أبي إسحاق.

.... قال ابن مكتوم قال نصر بن محمد بن أبي الفنون النحوي في كتاب أوزان الثلاثي: ليس في العربية تركيب ب ق م، ولا ب م ق، ولا ق ب م، ولا ق م ب، ولا م ب ق، ولا م ق ب؛ فلذلك كان بَقْم معرباً.... قال ابن مكتوم قال أبو عبد اللّه محمد بن المعلى الأزدي في كتاب المشاكهة في اللغة: لم يأت في كلام العرب على إفْعِل إلاّ سبعة أحرف: إسْحِل وإشْكِل: ضربان من الشجر، وإثْمِد، وإجْرِد وهو نبت، والإنْقِض: وهو بيت الكمأة، وإحبِل وهو اللوبيا في لغة اليمن، وإصْمِت وهي الأرض القفر، فإن كان الإخْرِط وهو شجر له نبت فهي ثمانية.... قال سلامة الأنباري في شرح المقامات: كل ما ورد عن العرب من المصادر على تَفْعال فهو بفتح التاء، إلا لفظتين، وهما تِبْيان وتِلقاء.... وقال أبو جعفر النحاس في شرح المعلقات: ليس في كلام العرب اسم على تِفعال إلاّ أربعة أسماء، وخامس مختلَف فيه؛ يقال تِبيان، ويقال لقلادة المرأة تِقصار، وتِعْشار وتِبراك: موضعان، والخامس تِمساح، وتِمْسَح أكثر وأفصح.... وقال الإمام جمال الدين بن مالك في كتابه نظم الفرائد: جاء على تِفعال بكسر التاء وهو غير مصدر: رجل تِكلام، وتِلْقام، وتِلْعاب، وتِمْساح للكذاب، وتِضْراب للناقة القريبة العهد بضراب الفحل، وتِمْراد لبيت الحمام، وتِلْفاق لثوبين ملفوقين، وتِجْفاف لما تجلل به الفرس، وتِهْواء لجزء ماض من الليل؛ وتِنبال للقصير اللئيم، وتِعشار وتبرام؛ وزاد ابن جعوان: تِمْثال، وتيفاق لموافقة الهلال..... قال المرزوقي في شرح الفصيح: إذا وجدت في كلامهم النجم معرَّفاً بالألف واللام، فاجعله الثريا إلاّ أن يمنع مانع نحو: جئت والنجم قصد تصوّب، وفي القرآن: "والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدَانِ" فُسِّر النجم بما لم يكن له في طلوعه ساق..... قال أبو محمد البَطَليوسي في كتاب الفرق: لم يقع في كلام العرب إبدال الضاد ذالا إلاّ في قولهم: نبض العرق فهو نابض، ونبذ فهو نابذ؛ لا أعرف غيره.... كل ما جاء على فَعُّول فهو مفتوح الأول؛ كسَفُّود، وكَلُّوب، وخَرُّوب، وعَبُّود وهَبُّود؛ وهما جبلان، وقَيُّوم، ودَيُّوم، وفَلّوج ودَمُّون؛ وهما موضعان، ومَرُّوت: واد، وبَلُّوق: أرض لا تنبت، حَيُّوت: ذكرُ الحيات، ماء بَيّوت؛ إذا بات ليلة، وسهم صَيّوب، ومطر صيُّوب أيضاً، وقوم سَلُّوقَ: يتقدمون العسكر، وكَيّول: المتأخر عن العسكر، وسَنّوت، وكَمُّون وفَرُّوج، وفَرُّوخ، وشَبُّور: البوق، وقَفُّور: نبت، ودَبُّوس، وبَلُّوط: شجر، وشَبُّوط: ضرب من السمك، وتَنُّوم: شجر، وزقُّوم، إلاّ لفظين فقط فإنهما بالضم: سُبُّوح وقُدُّوس، قاله في الجمهرة..... قال المطرزي في شرح المقامات: قال أبو على الفارسي: الظِّرْبَى جمع ظَرِبان؛ والحِجْلى جمع الحَجَل؛ ولا أعلم لهذين الحرفين مثلاً.... قال المعري: كل ما في كلامهم إفعال بكسر الألف فهو مصدر إلا أربعة أسماء، قالوا: إعْصار وإسْكاف، وإمْخَاض؛ وهو السقاء الذي يمخض فيه اللبن، وإنشاط؛ يقال: بئر إنشاط وهي التي تخرج منها الدلو بجذبة واحدة انتهى، وزاد بعضهم: إنسان وإبهام.... قال في الصِّحاح: قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف، أوله مضموم وأوسطه ساكن فمن العرب من يثقله ومنهم من يخففه، مثل: عُسْر وعسُر، رُحْم ورُحُم، وحُلْم وحُلُم، ويُسْر ويُسُر، وعُصْر وعُصُر.... قال الأندلسيّ في المقصور والممدود: لم يأت في الصفات للواحدة على فُعَلاء سوى امرأة نُفَساء: سال دمها عند الولادة، وناقة عُشَراء: بلغ حمْلها عشرة أشهر.... وقال: القالي: لم يأت على فَعَوْلَى إلاّ حرف واحد، عَدَوْلَى: قرية بالبحرين، وقال لم يأت على فَعَنْلَلَى سوى شَفَنتَرى؛ وهو المتفرق، قال الأصمعي: سألت أعرابياً عن الشَّفَنْتَري فلم يدر ما أقول له؛ فقال: لعلك تريد أشفاتري.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كتاب ابن خالويه جامع    كن أول من يقيّم
 
لابن خالويه كتاب جامع في هذا الموضوع اسمه ( ليس في كلام العرب ) ، وقد حققه أحمد عبدالغفور عطار ، وللدكتور حاتم الضامن استدراكات مهمة عليه .
ص ح ع
10 - أكتوبر - 2005
الطبعة الأولى لكتاب ابن خالويه    كن أول من يقيّم
 
طبع كتاب (ليس في كلام العرب) لابن خالويه أبي عبد الله الحسين بن أحمد النحوي اللغوي (ت 370هـ) لأول مرة بمطبعة السعادة بمصر عام (1327هـ) على نفقة محمد شريف الخانجي، بتصحيح أحمد بن الأمين الشنقيطي نزيل القاهرة.
*زهير
22 - يناير - 2006