ابن شرف القيرواني صاحب كتاب (مسائل الانتقاد) المنشور على الوراق، وقفت على أخطاء جمة في نشرة ديوانه التي اعتمدتها الموسوعة الشعرية في (إصدارها الثالث) ومجموع شعره فيها (513) بيتا في (108) قطعة، معظمها من شعر ابنه أبي الفضل كما سيأتي، وكان ديوان ابن شرف (الأب) من أضخم دواوين العرب، يقع في خمسة مجلدات كما ذكر ابن دحية في (المطرب) (تحقيق الأبياري ص 69) إلا أنه ضاع منذ وقت قديم، فقد نص الصفدي في ترجمته على أن قصيدته التي أولها (يا حاملي الأدب الغر البهاليلا) مائة بيت، ضمنها خمسين بيتا من شعر المتنبي، وخمسين بيتا من شعر غيره من شعراء العرب، وجعل قافيتها (اللام ألف) بينما القصيدة في ديوانه المجموع حديثا تقع في (26) بيتا فقط، وقد جمع ما تفرق من شعره في كتب الأدب د. حسن ذكري حسن (مكتبة الكليات الأزهرية القاهرة: 1983م) وما ورد في الموسوعة في زاوية التعريف بالشاعر، هي ترجمة ابنه منقولة عن الأعلام للزركلي برمتها، عدا تاريخ المولد والوفاة.
وقد ترجم الزركلي للأب والابن، انظر ذلك في (الأعلام) على الوراق (ص 224 و 936) وانظر ترجمته الأوسع في كتاب (خريدة القصر) للعماد الأصفهاني على الوراق. وفيها تلخيص لكتابه (أبكار الأفكار) ثم في كتاب (الوافي) للصفدي وفيه أنه كان أعور. ولا شك في أن الشهرة في كتب الأدب للوالد، والصحيح في اسمه أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بن أحمد بن شرف الجذامي القيرواني مولده (390هـ) ووفاته سنة (460هـ) وشرف التي ينسب إليها هي أم جده أحمد، في بعض الأقوال. وأما ابنه فهو: أبو الفضل جعفر بن محمد، مولده عام (444هـ) ووفاته في برجة عصر يوم الثلاثاء 15/ ذي القعدة/534هـ. كما ذكر صديقه ابن بشكوال في كتابه الصلة، انظره على الوراق. وترجم له الصفدي في (الوافي) ترجمة نقلها عن ابن بشكوال، إلا أنه لم يذكر شيئا من شعره. انظر ذلك على الوراق وأولها (نزيل الأندلس، شاعر ابن شاعر)، وترجم له الذهبي ترجمة أوسع وأكثر فائدة من ترجمة الصفدي، نقلها من كتاب ابن بشكوال، وكتاب اليسع ابن حزم وهو تلميذ أبي الفضل ابن شرف. انظر هذه الترجمة المميزة على الوراق وأولها: (نزيل الأندلس شاعر عصره) وحدد يوم وفاته وهو (15/ ذي القعدة/ 534) قال: (وله من الكتب كتاب "الحش والتجميش" في الطبيعيات والإلهيات، وكتاب "عقيل وعليم" حاكى به كليلة ودمنة؛ وله شعرٌ، كثير)..
وقد ضاع ديوان أبي الفضل في وقت قديم، كما ضاع ديوان أبيه من قبل، حتى نرى ابن بسام يتشكى من ذلك، قال: (ولم أظفر من شعره إلا بما لا يكاد يفي بقدره، وقد أثبته على نزره لئلا يخل بكتابي إهمال ذكره) (الذخيرة، ق3 م2 ص 868) وجمع ما تفرق من شعره، مؤخرا د. أشرف محمود نجا، ونشره بعنوان (مجموع شعر ابن شرف القيرواني: الابن) ونشر دراسة عنه كانت مشاركته في (مؤتمر التراث الأندلسي: الشخصية والأثر) المنعقد في جامعة الاسكندرية تحت رعاية الجمعية العلمية للمخطوطات والتراث عام (2004م) انظر وقائع هذا المؤتمر في كتاب (أبحاث مؤتمر التراث الأندلسي) (ص217) ومجموع شعره (355) بيتا، منها (11) قصيدة و(38) قطعة.
ومن القصائد التي أشرنا إلى أنها منسوبة في نشرة الموسوعة للأب ، وهي في حقيقتها من شعر الابن، قصيدة (مطل الليل بوعد الفلق) وهي في الموسوعة (3) أبيات فقط، بينما هي أطول قصائد أبي الفضل وأجملها، وتقع في (47) بيتا. ومن ذلك قصيدة الرائية في مدح ابن صمادح، وأولها: (قامت تجر ذيول العصب والحبر) وهي القصيدة التي ضمت أشهر أبيات أبي الفضل، وهو قوله:
لـم يـبق للجور في أيامكم iiأثر |
|
إلا الذي في عيون الغيد من حور | وقد وهبه عليه ابن صمادح قريته برمتها وفيها خمسون دارا.
(قال الحجاري في المسهب: سألت أبا الحسن علي بن حفص الجزيري أن ينشدني شيئاً من شعره، فقال يا أبا محمد، إذا لم ينظم الإنسان مثل قول ابن شرف:
لـم يـبق للجور في أيامكم iiأثر |
|
إلا الذي في عيون الغيد من جور | فالأولى له أن يترك نظم الشعر.
وقد تناثرت القصيدة حسب النشرة التي اعتمدتها الموسوعة في عدة قطع متفرقة.
وننبه أخيرا إلى أن أبا الفضل أنجب شاعرا أيضا، توفي في عنفوان شبابه، وهو ابنه (أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل ابن شرف القيرواني، ولا أعرف أحدا تصدى لجمع شعره. وقد ترجم له ابن سعيد في (المغرب) وذكر طائفة من شعره. منها قوله:
يقولون من أضناك شوقا ولوعة |
|
أولئك أحبابي يكونون من iiكانوا | ومن الفوائد التي عثرت عليها في اخبار الأب أن الصفدي لم يذكر من شعره في (أعيان العصر) غير أربعة أبيات، وهي غير موجودة في ديوانه. وانظر في (كشف الظنون) على الوراق التعريف بكتاب ابن شرف الأب: (سر البر) |