أخي الكريم ،،، المذهب العقلاني هو أحد مذاهب الفلسفة بجانب المذهب المادي و المذهب التجريبي.
و المذهب العقلاني هو الأساس الذي يدعيه أهل الإلحاد كحجة لهم و لكنه بحقيقة الأمر حجة عليهم ،،، لأن كل الفلاسفة العقلانيين الذين أسسوا هذا المذهب كـــانوا مؤمنين بوجود الخالق عز و جل.
و عندما نتحدث في الوسط الفلسفي عن العقلانية فإننا نستحضر ديكارت كـمؤسس العقلانية الحديثة ،،، ومعلوم أن ديكارت فيلسوف مؤمن ، بل إن تأسيس الإيمان عنده كان مبنيا على العقلانية ، أي الاحتكام إلى العقل.  وفي التوجه الإيماني ذاته نجد مالبرانش ولايبنز وسبينوزا وباركلي وفولتير وكانط في كتابه نقد العقل العملي وشلنج وباركلي.
هؤلاء عند دارسي الفكر الفلسفي هم الدعائم الكبرى للتوجه العقلاني.
أما الملحدين أمثال: كابانيس وأوجست كونت ودوركايم وماركس ونيتشه و دفيد هيوم  ...  فهم  فلاسفة  المذاهب المادي والتجريبي  و  ليسوا من الاتجاه العقلاني.

و  بالنهاية فالعقلانية و المنطق ليست كل ما يتوافق مع عقل الفرد ،،، فعقولنا مختلفة و منطقي قد لا يتوافق مع  منطقك  و بالتالي فإن المنطق و العقلانية التي لا تحتكم  إلى أسس ومعطيات و براهين إستدلالية فإنها لا ترقى عن  فضفضات ساذجة وأوهام لا فكرية.

إحترامي

ليس للغقل مفهوم قار وثابت,بل هو مفهوم عرف نشأت وتطورا في ارتباطه بالمعطيات العلمية والتاريخية.ويمكننا حصر هدا التاريخ في مرحلتين كبيرتين=المرحلة الآولى=العقلانية الكلاسيكيةوتمتد من مرحلة التأسيس عند اليونان عبر الفلسفة الآوربية الحديثة ما بين القرن17الى منتصف القرن19وتتلخص في مستويين=المستوى الآول=تأسيس مفهوم اللوغوس (العقل) في سياق عوامل حضارية يونانية عامة كان من أهمها الآنتقال منت ثقافة الخطاب الشفوي القائم على الحكي والسرد الآسطوري الى ثقافة الخطاب المكتوب الدي يقتضي تنظيم الكلام بالحجج وتدقيق التحليل وبناء مفاهيم مجردة (أفلاطون وأرسطو).المستوى الثاني=في اطار الثورة العلمية والنهضة الحضارية العامة التي عرفتها أوربا (ق17?18?19) ستتخد العقلانية مفهوما جديدا فمن الناحية المعرفية سينظر الى العقل في علاقته بالتجربة على أنه أداة لمعرفة الطبيعة باكتشاف قوانينها من أجل سيطرة الآنسان عليها.وعلى مستوى المجتمع تبلورت نزعة عقلانية تعيد الآعتبارللآنسان(ككائن عاقل) وترى في العقل وسيلة تنظيم الآقتصاد والحياة الآجتماعية والسياسية.وعرفت هده الفترة نشوء ثلاث نزعات=موقف النزعة العقلانية (ديكارت,لابينيز).موقف النزعة التجريبية(جون لوك,دهيوم).موقف النزعة النقدية(كانط).المرحلة الثانية=العقلانية المعاصرة وتمتد من منتصف القرن19 الى الآن.حيث اعتبر أن العقل محايث للواقع بمعنى أن العقل هو جوهر الواقع بل هو القوة الكونية المحركة للتطور الطبيعي والتاريخي.هدا التصور التصور الشمولي والحركي للعقل عرف ثورة تجلت في الآنتقال من مفهوم العقل السكوني المنغلق الى مفهوم العقل الجدلي المنفتح (هيجل).ejjiar@hotmail.com