حركة حياة كن أول من يقيّم
لا يستطيع المؤرخ أن ينقل الأحداث كما تفعل الكاميرا نقلا آليا، بمعنى أنه لا ينقل المشاهد كما هي، إنه ينقلها من الزاوية التي يرى بها الحدث متأثرا بثقافته وخلفيته الاجتماعية والثقافية والدينية، محاولا ربط الأحداث ببعضها وصولا إلى تحديد الأسباب ونتائجها.
الصورة تمتلك من التعبير الكثير، والأهم أنها تمتلك من المصداقية ما يؤهلها لأن تكون أداة من أدوات المؤرخ وليست بديلا عنه. ولكن تكمن خطورة الصورة في أنها تعطي انطباعا حتميا بمصداقيتها فتكون قابلة للتصديق الفوري في حين أنها قد تكون مضللة لأنها ترصد الزاوية التي يريد صاحبها إظهارها، كأن يكتفي بنصف الحقيقة، والنصف هنا مضلل غالبا.
وعلينا أن لا ننسى أن عملية تصوير الحدث حسب الأجندة التي يختارها من يقوم بالعمل هي في نهاية الأمر عملية تأريخ ومن هنا ينتفي السؤال الذي يضع المؤرخ والصورة في موقعين نقيضين.
التأريخ في نهاية الأمر هو رصد لحوادث الزمن، غير أنه ليس رصدا آليا فهو عملية معقدة من التفاعلات والتأثيرات، أي أنه حركة حياة. |