مرحبا
هل من الممكن الحصول على ترجمة ل:الكوميديااللإهية The Divina Comedia لـ :دانتي ألغيري Dante Alighieri. أعرف أن هناك ترجمة قديمةعلى شكل نثر و لكنني لم أجدها الى حد الآن.
أرجو المساعدة.
نحيطكم علما أن الكوميديا الإلهيّة ذائعة الصيت للإطالي دانتي إنّما هي تحويرٌ سقيم لرسالة الغفران للفيلسوف الشاعر أبو العلاء المعري ((هذا ما أخبرنا به رجالات العلم والفكر وهذا ما وصلنا إليه استنتاجاً عند قراءة كلا الكتابين))... والسلام...
لقد قرأت ترجمة رائعة منذ خمسة وثلاثين سنة طبعت في دار المعارف بمصر وأظن أني قرأت جزءا بعنوان الجحيم ، وآخر بعنوان المطهر ولا أدري ألهما ثالث أم لا . وهما بترجمة الدكتور حسن عثمان . وهناك ترجمة ممسوخة ظهرت في لبنان منذ فترة طويلة ولم أقرأها ولكني قرأت نقدا لها .
الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالى الأعظم دانتى أليجييرى "الفلورنسى مولدا لا خلقا "0كن أول من يقيّم
كنت ومن صغرى معجبابالشاعر الأعظم دانتى ، هذا الإيطالى ذائع الصيت ، الفلورنسى مولدا لا خلقا ، وكثيرا ما سمعت والدى يرحمه الله ، وهو يذكر أن الكوميديا الإلهية مأخوذة من رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى ، وثبت فى يقينى آنذاك ، أن دانتى ليس بعبقرى وإنما العبقرى هو أبو العلاء المعرى 0وسعيت أن أحصل على الكوميديا ، وقرأت بعض الملخصات عنها ولكنها لم تشف غليلى ، ومرت سنوات طويلة ، وفى سنة 1988وفى إحدى زياراتى المتعددة لمكتبة دار المعارف بطنطا ، عثرت على الجزئين الأول (الجحيم )والثانى (المطهر ) ترجمة الدكتور / حسن عثمان ، والذى عكف على ترجمة الجزء الأول بدءا فى 21/10/1951ونشرته دار المعارف فى سنة 1959، ولم يئل جهدا ، فاستمر فى ترجمة الجزء الثانى المطهر وتم نشره فى سنة 1964عن ذات الدار 0وبكل الشوق الجارف الذى نما بداخلى طوال سنوات صباى وشبابى ، تفرغت لقراءة الكوميديا متحديا نفسى ، أن أعرف وأتعرف على هذه الآية من آيات الفن الجميل وكيف أخذها من أبى العلاء ، وكانت المقدمة للجزء الأول قدبلغت 77صفحةمن حجم الكتاب 494صفحة ووهو النشيد الأول والبالغ أربعةوثلاثون أنشودة ، وتبدأ الأنشودة الأولى ((((فى منتصف طريق حياتنا ،وجدت نفسى فى غابة مظلمة ،إذ ضللت سواء السبيل 00آه ،ما أصعب وصف هذه الغابة الموحشة الكثيفة القاسية ،التى تجدد ذكراها لى الخوف !))))ثم الجزء الثانى المطهر وبلغت مقدمته 52صفحة من حجم الكتاب 506صفحة وهو النشيد الثانى والبالغ ثلاثة وثلاثون أنشودة وتبدأ الأنشودة الأولى فيه (((الآن يرفع زورق فكرى أشرعته ،لكى يجرى على مياه أهدأ،تاركا وراءه بحرا خضما 0وسأتغنى بتلك المملكة الثانية 0حيث تتطهر الروح الإنسانية،وتصبح جديرة بالصعود إلى السماء0)))))وتبدل يقينى الذى زرعه فى والدى ، وتأكد لى أن هناك فرق كبيرجدا بين الكوميديا ورسالة الغفران ، وأن الكوميديا هى آية من آيات الفن الملحمى الراقى وأنه عوالم متعددة من الشعر والموسيقى والشخصيات الكثيرة والمحاكمات التى تجرى لهم ، وكان رائده ودليله ومرشده شاعر اللاتين الأعظم "فرجيليوس " صاحب الإنيادة وأناشيد الريف 0ولم أتمكن آنذاك من قراءة الجزء الثالث (الفردوس))ومرت الأيام والسنون ، وأثناء إنعقاد معرض القاهرة الدولى فى يناير سنة 2005وجدت الجزء الثالث الفردوس وكأنى عثرث على جزء من نفسى كان تائها وضالا فأمسكت به وأنا سعيد كل السعادة 00000000هكذا إكتملت الكوميديا بأجزائها الثلاثة 0والجزء الثالث بلغت مقدمته 77صفحة من حجم الكتاب 700صفة وتذييل من ص604حتى ص638، وهى النشيد الثالث والبالغ ثلاثة وثلاثون أنشودة ، ويبدأ الأنشودة الأولى منه (((((إن مجد من يحرك الكائنات يتغلغل فى أرجاء العالم ، ويزداد بهاؤه فى جانب ويقل فى سائر الجوانب 00)))0لقد قدم الأستاذ الدكتور / حسن عثمان ، للغة العربية ، عملا شامخا وأدبا رفيعا وفنا راقيا ، بلغة سلسة ،وبيان ناصع ، جزاه الله أحسن الجزاء وأعظم الثواب 0
وأنت كذلك يا أستاذ عبد الرؤوف (النويهي) كتبت للوراق أدبا رفيعا وفنا راقيا ، بلغة سلسة ،وبيان ناصع ، جزاك الله أحسن الجزاء، وأعظمَ ثوابك، وإضافة إلى ذلك أنت رجل مبارك، ودليلي على ذلك ملفك الذي افتتحته في مجلس الفلسفة، فكان أجمل ملفاتها، وأتمنى أن تجعل هذا الملف (الكوميديا الإلهية) ملفا لك خاصا، تكتب لنا فيه روائع دانتي في خالدته هذه، ولا أريد أن أثقل عليك في المطالب، ولكن لا تنس أن لي في عنقك دينا لم توفه، ولم تجبني إلى ما سألتك فيه من كتابة ترجمة موسعة لعمك (العلم المظلوم) والذي لابد أن ينصف يوم يستعيد الإنصاف حياته... ولا شك في أن لكل منا أخطاءه وعثراته.
الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالى الأعظم دانتى أليجييرى "الفلورنسى مولدا لا خلقا " (2) ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
((ربما لم يترجم كتاب إلى اللغات الأجنبية _غير الكتاب المقدس _كما ترجمت الكوميديا الإلهية 0وبلغت فى لغات بعينها عشرات المرات ، فقد ترجمت إلى الإنجليزية حوالى 47مرة ،وكانت الدوافع للترجمة ماتحويه الكوميديا من أدب وفن ،وبما تتضمنه من سياسة قومية ،ومن سيا سة دولية عا لمية ،وبما تحتوى عليه من أساطير ،وتواريخ ،وعلوم ، لاهوت ،ولغويات ، قد اجتذبت كثرين إلى رحابها ،فوجدوا فيها وسيلةلإرضاء ذوقهم ،وزيادة معارفهم ،وتدريب ملكاتهم فى مجالات الأدب واللغة والعلم 0ويواصل مترجم الكوميديا ،الدكتور / حسن عثمان ، الحديث عن دانتى ،ويتشابه ثلاثة من عظماء العالم فى قوة الروح ، ولطف الحس ، وسعة الأفق ، والثورة على القديم ، وفى التطلع إلى بناء مجتمع إنسانى مثالى ، وإن اختلفت أداة التعبير عند كل منهم فالأول دانتىأليجييرى، الذى أراد فى الكوميديا أن يقيم عا لما جديدا ، أسا سه العدالة والحرية والنظام والوحدة ، والطهر والصفاء والأمل والحب 0والثانى ميكلأنجلو بوناروتى ، الذى عبر فى تماثيله الشاهقة وصوره الإلهية عن بناء عصر جديد ، تسوده القوةوالحرية والصدق والذوق الرفيع 0والثالث لودفيج فان بيتهوفن ، الذى هدف الحانه الرائعة إلى إقا مة عا لم مثالى ، قوامه الحق والفن والحرية والسلام ، وبلغ به الأمر أن تطلع إلى خلق إله جديد! !وفى كل من هؤلاء قوة وضعف وساذجة وحكمة ، وبراءة وإدراك عميق ، وأسى ونيران ودموع ، وسخط ويأس ومرارة ، وفلسفة وصوفية ،وحب وصفاء وأمل وإيمان 0خرج ثلاثتهم من الأسى والشجن بالصبر عليهما ، وظفروا بالإبداع ، وحَلقوا فى أجواز الفن الرفيع ،بما لم يصل إليه غيرهم 0صوروا الطبيعة ،ورسموا الإنسان ،وصفوا الأرض ، با لقلم والريشة والأزميل واللحن ، وأخرجوا للإنسانية روائعهم الخالدة )0وسأحاول وبإيجاز أن أتكلم قليلا ، عن الشاعر الأعظم دانتى ، ولد دانتى فى فلورنسا فى أواخر مايو 1265وعمد باسم دورانتى أليجييرى ، ومن المعانى التى تقال فى تفسير اسمه حامل الجناح الباقى على الزمن وهو ينتمى إلى أسرة يقال أنها تنحدر عن أصلرومانى نبيل ، وتدعى أسرة إليزيى التىترجع إلى عهد يوليوس قيصر ، ووقت مولده كانت أسرته متواضعة الحال وماتت أمه وهو فى سن مبكرة ثم مات أبوه ولما يكتمل دانتى دور الشباب 0ومس الحب شغاف قلبه وهو فى التا سعة فأحب بياتريتشى ابنة فولكو بورتينارى من أثرياء فلورنسا ، ويقال أنه رآها بعد ئذ فى سن الثامنة عشرة ،وتزوحت بياتريتشى بآخر ثم ماتت فى شرخ الصبا ، فامتلك الحزن فؤاد دانتى ولم ينسها طوال حياته بل كانت مصدر إلهامه لرائعته الكوميديا ، وفى الأنشودة الثلاثين من النشيد الثانى المطهر (هكذا بدت لى _بين سحابة من الأزهار التى تصاعدت من أيدى الملائكة ،وهوت إلى باطن العربة وإلى خارجها _هكذابدت لى سيدة _ تكللت بغصن الزيتون فوق نقابها الأبيض ،وارتدت ثوبا فى لون الشعلة المستعرة ،تحت عباءة خضراء 0وروحى التى لم يك قد نالها منذ أمد بعيدما ألفته من العجب والرعدة ، حين كانت تمثل فى حضرتها ،أحسست _دون أن أتبين بعينى منها مزيدا _السلطان العارم القديم ،بالسحر الخفى الذى انبعث منها 0وما إن أصابت ناظرى قوتها الساحقة 0التى جرحتنى بسهامها ،من أن أتجاوز عهد الطفولة _حتى اتجهت إلى يسارى بالثقة التى يجرى بها الطفل الصغير نحو أمه ، عندما يخاف أويتألم _)0وانصرف دانتى إلى الدراسة ، وتلقى التعليم السائد فى عصره ، درس القانون والطب والموسيقى والنحت والفلسفة والطبيعة والكيمياء والفلك والسياسة والتصوير والتاريخ واللاهوت ،ودرس تراث اللاتين ، وألم بتراث اليونان والشرق ، وعرف ثقافة العصور الوسطى ، وتعلم الفرنسية ولغة اليروفنس ، ودرس أدب التروبادور ، ولم يقتصر دانتى على حياة الدرس والشعر ، بل اشترك فى الحياة العسكرية وكان فارسا شجاعا 0
الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالى الأعظم دانتى أليجييرى "الفلورنسى مولدا لا خلقا " (3)كن أول من يقيّم
وشارك فى معركة كامبالدينو سنة 1289والتى اشتعلت بين الجبلينبزعامة أريتزو وبتشجيع من الملك الفرنسى شارل الثانى ، وبين الجلف بزعامة فلورنسا ، وكان دانتى فى طليعة فرسان فلورنسا ، وقاتل قتالا عنيفا وكذلك اشترك فى القتال ضد بيزا ، واسهم فى حصار قلعة كابرونا ، والذى انتهى بسقوطها فى أيدى القوات الفلورنسية ، كان دانتى جنديا شجاعا لايتأخر فى الدفاع عن بلده ويبذل فى سبيلها كل مرتخص وغال ، ولم يكن بالذى ينأى عن مجتمعه ويعيش فى برج عاجى وإنما منغمسا فيه 0وتزوج وأنجب ثلاثة أبناء ، بيترو وجاكوبووبياتريتشى (لم ينس دانتى حبيبته وملهمته بياتريتش0أطلق أسمها على إبنته )وهكذا كان دانتى العظيم صادقا مع نفسه ومشاعره 0وفى سنة 1295سجل اسمه فىنقابة الأطباء والصيادلة ، وصار من حقه الدخول فى الوظائف العامة والحياة السياسية0أصبح عضوا فى مجلس قبطان الشعب ، ثم عضوا فى مجلس المائة ورسولا من قبل حكومته إلى بعض البلدان الإيطالية لتسوية المشاكل المثارة بينها وبين فلورنسا ، وأحرز تقدما بفضل شاعريته وثقافته ، الأمر الذى اختير به عضوا فى مجلس السنيوريا وهو يمثل سلطة الحكومة العليا فى فلورنسا ، واعتبرمن أكفأ رجال السياسةواثر صراع بين بابا روما وفلورنسا وقيام دانتىبرفض مطالب البابا ، وكالعادة تم تلفيق الإتهامات وصدرت ضده أحكام عديدة ونفى عن وطنه فلورنسا وتشرد فى المدن الإيطالية وهو عزيز النفس ، جم الكبرياء ، شامخ الرأس ، مرهوب الجانب 0مضى دانتى العظيم فى حياة التشرد والنفى ، وامتطى دابة وعبر التلال والأنهار ، وسار فى كثير من الأحايين على قدميه اللتين تورمتا وأصابهما السقم والجروح ، مضى حاملا متاعه القليل وأوراقه وبعض كتبه ، متعرضا لأهوال الطريق وقطاع الطرق الأشرار 0كم من المرات تعرضت للأهوال أيها المتشرد العظيم ????كم من المراتخرج عليك الأشرار وأوسعوك ضربا وتمزيقا وإهانة ?????????????كم من المرات ، عشت أيها الشاعر العظيم لا تجد قوتا ، لا تجد ماءا ، لا تجد مكانا مريحا تريح فيه هذا الجسد العليل ?????????ما أشقى نفسك أيها العظيموأنت تتسول الطعام لتسد جوع الجسد المضنى ????? أكاد أراك وأنت مشرد فى الفيافى والبيد والجبال ، ممزق الثياب ، سيىء الهندام ، تسأل المأوى أنى يكون ، تستريح تحت ظل شجرة من الهجير ، تغفو لحيظات ثم تواصل المسيرفى ظلماتليل لايرحم وظلمات أناس فقدوا المشاعروالأحاسيس000 أراك تعدو خائفا مرتعبا فى ليل الخناجر والظنون 00000000وفى سنة 1316عاد دانتى إلى فيرونا وقضى بعض الوقت فى ضيافة أميرها كان جراندى دلا سكالا ، المعجب بالعبقريات ورجال العلم والأدب والشعراء 0ووجد دانتى هدوءا وراحة وسكينة فأهدى له النشيد الثالث من الرائعة الكوميديا الإلهية (الفردوس )لكن دائما وأبدا تأتى الرياح بمالاتشتهى السفن وكأن حياة التشرد والنفى لافكاك منها ، حمل دانتى العظيم اوراقه ويالها من أوراقهى الخلود السرمدى الأبدى 0000وتنقل بين المدن مانتوا وجوبيو وأودينى 0واجتاز حدود رومانيا فى سنة 1317وكان عمره آنذاك 52عاما، وكأن القدر يريد أن يمن عليه ببعض الهدوء والراحة ، فلم يكد يعبر الحدود حتى سارع أميرها جويدو نوفلو إلى دعوته فى رافنا ، وجنبه مؤنة السؤال وطلب المعونة ، واعطاه مكانة ومكانا ، وعهد إليه بالعمل أستاذا وسفيرا ,وفرض له راتبا مجزيا حتى لايعيش عالة على أحد 000هاهى الدنيا ياأيها الشاعر الأعظم التى اثقلت روحك بالعذاب والشقاء والفقر والتشرد والنفى والغربة 0000قد أتت إليك بجمالها وحلاوتها وسعدها وفرحتها كى تعيد إليك البسمة والضحكة ، واصبح له الكثير من الأصدقاء من علية القوم واستقرت حياته بعد عناء ومشقة وبؤس وإملاق ، وأتت إليه أسرته، أولاده،بيترو الذى كان محاميا ، وجاكوبو و اسرة الإبنين، وقدمت إبنته بياتريتشى التىصارت راهبة فى دير سان استيفانو دل أوليفيا فى رافنا ، واعتاد دانتى أن يتريض فى غابة رافنا وعلى شاطىء الأدرياتيك ، يفكر ويتأمل ويصغى للطيور ويستمتع بالزهور والورود والأشجار 0وحدث عراك فى البحر بين تاجرمن رافناوسفينةبندقية انتهى إلى قتل القبطانوبعض رجاله ، وقطعت البندقية العلاقات السياسية مع رافنا واشتعلت الحرب الكلامية بينها وتعقدت الأمور إلى الحد أن تقوم الحرب المدمرة بينهما، فلم يجد أمير رافنا بدا أن يقوم دانتى بالسفارة بين البلدين وحل المشاكل التى نجمت عن هذا العراك الذى سيأخذ البلدين لحرب شعواء ، واستطاع العظيم دانتى بما أؤتى من حصافة وعبقرية من إنهاء المشكلة والتهدئة بين البلدين ، وأثناء عودته من البندقية برا ، عبروا منطقة مستنقعات ، فأصيب دانتى بالملارياووصل إلى رافنا مريضا ولم يتحمل الحمى،وأسلم الروح ليلة13/14سبتمبر مات دانتى العظيم واضعا يده فوق صدره وكانت عيناه مغلقتين ووجهه متصلبا 000إيه ايها الشاعر الأعظم ، إنك لم تمت ولم تنته حياتك ، بل صرت خالدا أبد الدهر 000عشت 56عاما ولكن الخلود مثواك والرفعة مكانتك الشامخة التى لاتطاولها قامة 00وهانحن بعد 741سنة من مولدك مايو سنة 1265ومماتك ليلة13/14 سبتمبر 1321 نقف وبكل تقدير وتبجيل ونقول ماأجمل الحياة وأروعها بصحبة الكوميديا الإلهية 000000
الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالى الأعظم دانتى أليجييرى "الفلورنسى مولدا لا خلقا "0(1)كن أول من يقيّم
كنت ومن صغرى معجبابالشاعر الأعظم دانتى ، هذا الإيطالى ذائع الصيت ، الفلورنسى مولدا لا خلقا ،وكثيرا ماسمعت والدى يرحمه الله ، وهو يذكر أن الكوميديا الإلهية مأخوذة من رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى ، وثبت فى يقينى آنذاك ، أن دانتى ليس بعبقرى وإنما العبقرى هو أبو العلاء المعرى 0وسعيت أن أحصل على الكوميديا ، وقرأت بعض الملخصات عنها ولكنها لم تشف غليلى ، ومرت سنوات طويلة ، وفى سنة 1988وفى إحدى زياراتى المتعددة لمكتبة دار المعارف بطنطا ، عثرت على الجزئين الأول (الجحيم )والثانى (المطهر ) ترجمة الدكتور / حسن عثمان ، والذى عكف على ترجمة الجزء الأول بدءا فى 21/10/1951ونشرته دار المعارف فى سنة 1959، ولم يئل جهدا ، فاستمر فى ترجمة الجزء الثانى المطهر وتم نشره فى سنة 1964عن ذات الدار 0وبكل الشوق الجارف الذى نما بداخلى طوال سنوات صباى وشبابى ، تفرغت لقراءة الكوميديا متحديا نفسى ، أن أعرف وأتعرف على هذه الآية من آيات الفن الجميل وكيف أخذها من أبى العلاء ، وكانت المقدمة للجزء الأول قدبلغت 77صفحةمن حجم الكتاب 494صفحة ووهو النشيد الأول والبالغ أربعةوثلاثون أنشودة ، وتبدأ الأنشودة الأولى ((((فىمنتصف طريق حياتنا ،وجدت نفسى فى غابة مظلمة ،إذ ضللت سواء السبيل 00آه ،ما أصعب وصف هذهالغابة الموحشة الكثيفة القاسية ،التى تجدد ذكراها لىالخوف !))))ثم الجزء الثانى المطهر وبلغت مقدمته 52صفحة من حجم الكتاب 506صفحة وهو النشيد الثانى والبالغ ثلاثة وثلاثون أنشودة وتبدأ الأنشودة الأولى فيه (((الآن يرفع زورق فكرى أشرعته ،لكى يجرى على مياه أهدأ،تاركا وراءه خضما 0وسأتغنىبتلك المملكة الثانية 0حيث تتطهر الروح الإنسانية،وتصبح جديرة بالصعود إلى السماء0بحرا)))))وتبدل يقينى الذى زرعه فى والدى ، وتأكد لى أن هناك فرق كبيرجدا بين الكوميديا ورسالة الغفران ، وأن الكوميديا هى آية من آيات الفن الملحمى الراقى وأنها عوالم متعددة من الشعر والموسيقى والشخصيات الكثيرة والمحاكمات التى تجرى لهم ، وكان رائده ودليله ومرشده شاعر اللاتين الأعظم "فرجيليوس " صاحب الإنيادة وأناشيد الريف 0ولم أتمكن آنذاك من قراءة الجزء الثالث (الفردوس))ومرت الأيام والسنون ، وأثناء إنعقاد معرض القاهرة الدولىللكتابفى يناير سنة 2005وجدت الجزء الثالث الفردوسوالصادر عن دار المعارف ،الطبعة الثانية سنة 2002،وكأنى عثرث على جزء من نفسى كان تائها وضالا فأمسكت به وأنا سعيد كل السعادة 00000000هكذا إكتملت الكوميديا بأجزائها الثلاثة 0والجزء الثالث بلغت مقدمته 77صفحة من حجم الكتاب 700صفة وتذييل من ص604حتى 638وهى النشيد الثالث والبا لغ ثلاثة وثلاثون أنشودة ،وتبدأالأنشودة الأولى منه (((((إن مجد من يحرك الكائنات يتغلغل فى أرجاء العالم ، ويزداد بهاؤه فى جانب ويقل فىسائر الجوانب 00)))0لقد قدم الأستاذ الدكتور / حسن عثمان ، للغة العربية ، عملا شامخا وأدبا رفيعا وفنا راقيا ، بلغة سلسة ،وبيان ناصع ، جزاه الله أحسن الجزاء وأعظم الثواب 0
الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالى الأعظم دانتى أليجييرى "الفلورنسى مولدا لا خلقا " (4)كن أول من يقيّم
وهكذا استراح أخيرا دانتى العظيم 0وفى ليلة وفاته ، لم ينم ولداه وإبنته ، ولم ينم أمير رافنا ، ولم ينم مريدوه ومحبوه وأصدقاؤه 0كانت ليلة حزينة أشد ما يكون الحزن ، وأعلن أمير رافنا ، الحداد العامفى بلدان الإمارة 00وألقى رثاءا مؤثرا أطرى فيه مزايا الشاعر العظيم وأشاد به وبأفعاله كل الإشادة ووعد بإقامة قبر يليق بالشاعر العظيم ، لكن أمور السيا سة لاتستقيم ولم يتم تنفيذ الوعد، مما حدا بأصدقائه بدفن الجثمان فى كنيسة براتشافورتى للفرنتشسكان 0000ومرت السنون وبعد نصف قرن ويزيد من وفاة دانتى ، شعرت فلورنسا أنها أخطأت خطأا فادحا وظلمته ظلما غير مبرر ، فهو إبنها البار الذى أحبها وحملها بين أضلاعه وديعة غالية وثمينة ، فترات تشرده ونفيه وتنقله بين البلاد ، لم ينسها ولم يطعن فيها وإنما حريص عليها كل الحرص ، وتشهد ابيات الكوميديا بذلك ، فأذاعت الكوميديا ودرستها لأبنائها وصارت الملحمة الأثيرة ، وذاع صيتها فى الإمارات المجاورة ، واكتشف الناس فيها أحلامهم وأمانيهم ومشاعرهم المكبوتة ، وجدوا فيها أنفسهم وتغنوا بها ورددوا أبياتها وعشقوا صاحبها وتاقوا إليه هذا المتشرد العظيم الغائب عنهم بجسده الحاضرعندهم بأدبه وفنه الخالد (الكوميديا الإلهية )وإزاء الضغط الشعبى ، أرادت فلورنسا الجاحدة لإبنها البار والعاقة له ، أن تصلح خطئها الجسيم والأشدجسامة ، فطلبت من رافنا ، ان تسمح لها بنقل رفات دانتى ، ليستقر فى فلورنسا ، ورفضت رافنا وعارضت أشد المعارضة 00000000000ومرت عدة قرون وفلورنسا تشعر بالندم على ماصنعته بإبنها ذائع الصيت الشاعر الأعظم دانتى ، وفى بداية القرن السادس عشر الميلادى وإثر تولى البابا ليو العاشر رئا سة الفاتيكان وبإلحاح من رجالات فلورنسا ، تدخل البابا وطلب من رافنا السماح لفلورنسا بنقل رفات دانتى إليها ،وهل يمكن بأى حال من الأحوال رفض طلب البا با????????وتم فتح المقبرة وجد التابوتفارغا إلامن بعض عظام،ولم يكتمل ماسعت إليه فلورنسا0000000وفى سنة 1865وفى فترة الإحتفال بمرور 600سنة على ميلاد الشاعر الأعظم دانتى ، فى رافنا وأثناء إجراء بعض الترميمات بكنيسة براتشافورتى ، ظهر تابوت خشبى داخل أحد الجدران ، مكتوبا عليه أن الأب أنطونيو سانتى قد أخفاه سنة1677وجد به هيكل عظمى ،وافق قناع الموت لدانتى 00ووضعت بقايا دانتى العظيم فى تابوت من البللور ثلاثة أيام ، ثم نقل فى حفل مهيب إلى كنيسة براتشافورتى وحضره مندبو فلورنسا ،ونقش على التابوت (ليست فلورنسابلأهواء الحزبية هى التى حكمت عليه بالنفىالأبدى )0وتعظيما وتقديرا من رافنا الودودة ،أقامت برجا تذكاريا به ناقوس من البرونزوالفضة ، ساهمت فيه بلديات إيطاليا بالأموال ،ولكن فلورنسامفجوعة فى شاعرها الأعظم وندمها الذى لا يغتفر على مدى الحياة ،لما أحاق به من ظلم وعذاب وتشرد وإهانة ونفى أبدى 000وفى سنة 1829قامت فلورنسا بتشييد قبر رمزىللشاعر الأعظم دانتى فى كنيسة سانتا كروتشى ويتكون القبر من تابوت فارغ ،يعلوه تمثال جالس للشاعر وقد توج بإكليل الغار،وإلى يمين التابوت سيدة واقفة ،ترمز لإيطاليا وتشير بيدها إلى الكلماتالمحفورة أسفل تمثال دانتى ،والتى تقول(مجدوا الشاعر الأعظم )، والتى أنطقها دانتى على لسان خالد الذكر هوميروستمجيدا فى شا عر اللاتين فرجيليوس (سمعت وقتئذ صوتا يقول :"مجدوا الشاعرالأعظم "إنشبحهيعود وكان قد ارتحل ) الأنشودة الرابعة ،الجحيم، البيت79ولم تجد إيطالياسوى هذا البيت من الكوميديا معبرا عن تقديرها لشاعرها الأعظم دانتى، وإلى يسار التابوت تمثال سيدة أ خرى ، ترمز لفلورنسا ، وهى منحية أسفل التابوت ، وبيدها إكليل الغار الذى حلمت يوما أن تضعه على رأسه حيا ، وهى والهة تبكى ندما وحزنا على ما فعلته واقترفته فى حق الشاعر الأعظم ، وستظل تبكى أبد الدهر ، ويبقى دانتى علما شامخا ، وشاعرا متميزا ، وإنسانا رائعا000تهفو إليه النفوس ، وتسعى نحوه القلوب ، وتناجيه الأفئدة000000000
الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالى الأعظم دانتى اليجييرى " الفلورنسى مولدا لا خلقا "(5)كن أول من يقيّم
سأحاول الحديثعن الرحلة إلى العالم الآ خر ، هذا المجهول الذى أتعب العقل البشرى واشقاه ولايزال 0فمنذ وجد الإنسان على الأرض وهو يبحث وينقب عن معنى الحياة وعن معنى الموت ، صار بحثه الدؤوب ومحصلة حياته ، ولم تهدأ روحه القلقة بعد إلىالركون إلى حل لتلك المعضلة الأبدية 0وتؤكد الملاحم بدءا من الأوديساوالإلياذة ، على سعى الإنسان إلى إختراق ستر الغيبوالنفاذ إلى المجهول ، بل أزعم لنفسىأن حضارة الإنسان هى قهر الموتوالصمود فى وجهالفناءالمتربصبه فى كل لحظة، إنه النضال السرمدى 00وإذا ما تأملنا الحضارة المصرية القديمة لحسبناها حضارة مقاومة الموت والسعى للخلود 0وكافة الحضا رات تسير فى ذلك السبيل وبلا إنقطاع ، عساها تصللحل يشفى الثورة المتأججة بالإنسان 000إلى أين تذهبأرواح الموتى ???وماذا بعد الموت ?????? إن وثبات العقل البشرى لم تهد أ ولن تهدأ ، الحيرة واستشراف المجهول والبحث عن حلول ، الهاجس المدوىو السؤال الذى يظل بلا إجابة ?????0000ولنبدأبالمحاولة000000000000000000000خالد الذكرهوميروسوملحمته(الأوديسا) وهى أقدم نص أدبى جاء فيه ذكر العالم الآخر ووصف الجحيم والجنة وما بينهما من مطهر ، والأوديسا كما أثبتت الدراساتقد نظمت بين عام 1000و800قبلالميلاد ، وفى هذه الملحمة يبدأ هوميروسبالبطل {أوديسيوس}ومغامراته المتعددة وزيارته للجنة والجحيم 0بعد نجاته ورجاله من بلاد العمالقة اللستروجون ثمجزيرة ايايا حيث كانت تحكم الملكة الساحرة سيرسا اوكيركا ذات الضفائر الشقراء بنت هليوس رب الشمس من برسا بنت اوقيانوس رب البحر ، وكانت الجماعة فد هدها الجوع والعطش ومشرفة على الهلاك ، وسعوا إلى الوصول لقصر الملكة ، فوجدوا حول القصر السباع والذئاب تتجول فى الأجمة وقد سحرتها هذه الساحرة بالعقاقير ولكنها تتمسح بهم وكأنها الكلاب المستأنسة ، ودخلوا القصر وقد استقبلتهم وهى تغنى وأدخلتهم إلى أجنحة القصر الباذخة والأطعمة الشهية ، وسرعان ما تحولوا إلى قطيع من الخنازير ومع إحتفاظهم بعقولهم البشرية ، وعندما عرف أوديسيوس بما حدث لرجاله ، ذهب فى كامل سلاحه إلى القصر لإنقاذإخوانه ، وفيما هو يخترق الأدغال والوديان المقدسة ويقترب من باب القصراستوقفه الرب هرميز ذو القضيب الذهبى محذرا إياه قائلا:ممن أحد يذهب إلى قصر هذه الساحرة ويعود أبدا ،وسلحه بعشب الفضيلةالذى يبطل مفعول سحر الساحرة ، ويدخل أوديسيوسالقصر ويقابل الساحرة وتصنع معه ما صنعته مع إخوانه ولكن يسلم من سحرها بفضل العشب ، وتؤكد له على البر بالقسم الذى أخذته على نفسها أن تعيده ورجاله للعودة لو طنهم وتقول له ::""أى أوديسيوس ، يابن لايرتيس وسبط زيوس ياصاحب الحيل الكثيرة ، لابقاء لك الآن فى دارى بعد اليوم على غيررغبة منك 0ولكن لابد لك أولا من رحلةأخرى تقطعها حتى تبلغ الدارالأخرى دار هاديس وبرسيفون الرهيبة ، حيث تسكن أرواح الموتى ، لتبحث فبها عن روح تيرسياس بن طيبة ، العراف الأعمى الذى لايزال يحتفظ بعقله ، فقد وهبته برسيفون الحكمة حتى فى الموت ليكون وحده بين الموتى رب الفهم الثاقب ، أما بقية الأرواح فهى تموج كالظلال ""فلما سمع أوديسيوس هذا الكلام بكىبكاءامرا واستبد به الشقاء حتى تمنى الموت ، وسأل الساحرة :ومنذ الذى يكون دليلى إلى الآخرة ????وتجيب الساحرة لن تجد دليلا 00000"ويبدأ أوديسيوس رحلته فى الجحيمإلى هاديس مملكة الموتى عا لم الظلمات والعالم السفلى ويرى الأرواح المحتشدة الصارخة والضارعةويقابل أمه والتى تتعرف عليه ، ورأى أجاممنون سيد الأغريق الأعظم المظفر فى حرب طروادة ، ورأى سيزيف وهو يتعذب عذابا أليما وهو يمسك بحجر هائل يدفعه إلى أعلى فيتدحرج به الحجر إلى السفح فيعيد الكرة إلى مالا نهاية وهو يلهث وينضح عرقا ، وقدتعفر وجهه00ويقابل هرقل الجبار والكثير من رجالات عصره 000 هكذا كانت البداية الهوميرية لمحاولة الإجابة عن السؤال المتجدد ، عن عا لم أرواح الموتى ، وماذا بعد الموت 0000وتأتى بعد ذلك مسرحيات أوسخليوس وتتواصل الكتابات عن عا لمالموتى، ملحمة جلجاميش 0000000ونستعرض الملحمة الخالدة لشاعر اللاتين فرجليوس وهو المرشد لشاعرالكوميديادانتى 0 ألا وهى الإنيا دة00