البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : شرح بيت مشكل في لامية كعب الغنوي    كن أول من يقيّم
 زهير 
24 - يوليو - 2005

لامية كعب الغنوي من نوادر الأصمعيات، وهي (27) بيتاً، وعدادها في مفاخر العرب، ومنها البيت السائر: (وما أنا للشيء الذي ليس نافعي * ويغضب منه صاحبي بقؤول) البيت من شواهد سيبويه، شرحه البغدادي في الخزانة، ورقمه فيه (672) قال: (والبيت من قصيدة لكعب بن سعدٍ الغنوي، أوردها أبو تمام في (مختار أشعار القبائل) وأورد بعضها القالي في أماليه، والشريف في حماسته) ونقل الراغب الأصبهاني في (محاضرة الأدباء) عن يموت بن مزروع قوله: سمعت أبي يقول قرأت خمسين ألف بيت وما وقع لي مثل قوله: (وما أنا للشيء الذي ليس نافعـي * ويغضب منه صاحبي بقؤول ). وأما كعب الغنوي فمن مشاهير الشعراء المخضرمين، قال الأصمعي: (ليس في الدنيا مثله) . وترجم له البغدادي في خزانة الأدب، وجعله إسلاميا، قال: (وكعب بن سعد الغنوي: شاعرٌ إسلامي، وهو أحد بني سالم بن عبيد ابن سعد بن عوف بن كعب بن جلان، بكسر الجيم وتشديد اللام، ابن غنم بسكون النون، ابن غني بن أعصر. كذا قال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي في موضعين منه، وقد راجعت كتب الصحابة وكتاب الشعراء لابن قتيبة، وكتاب الأغاني وغيرها، فلم أجد ترجمته في أحدها، إلا ما قاله أبو عبيدٍ المذكور. والظاهر أنه تابعي). والبيت المشكل في القصيدة قوله:

وشخصٍ دَرَأتُ الشمسَ عنهُ براحَتي لأنـظُـرَ قـبـلَ الليلِ أينَ iiنُزُولي

 ولم أقف على ذكر له في كتب الأدب، بل رأيت بعض كتب الأدب تسقطه من القطعة التي ورد فيها في القصيدة، وهي القطعة التي يفاخر فيها بإكرام الضيف، وموضعه بعد البيت:

وزادٍ رفَعْتُ الكفَّ عنهُ عَفافَةً لأُوثِرَ  في زادِي عليَّ iiأَكِيلي

ورأيت الشيباني في كتاب (الجيم) قد استشهد بالبيت على مادة (شخص) ولم ينسب البيت إلى قائل. وفيه (يزولُ) مكان (نزولي) وهو على الأرجح تصحيف من النساخ، قال: (وقال أبو برزة: الأشوة: المختال. وأنشد:

وشَخْصٍ دَفعْتُ الشَّمْسَ عنه بِراحَتِي لأَنْـظُـرَ  قَـبْـل اللَّيْلِ أَيْن iiيَزُولُ

 يقول: يضع كفه على حاجبيه فيستتر بها من الشمس ثم ينظر) (كتاب الجيم: طبعة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ج2/ ص156). والمراد بالشخص في اللغة: سواد الإنسان وغيرِه تراه من بعيد. (كذا في القاموس المحيط) وأراد كعب بهذا البيت أنه إذا رأى سوادا من بعيد، جعل كفه على حاجبيه فيستتر بها من الشمس، ليبحث قبل وصول الضيف عن المكان الذي سينام هو فيه، لأن خير ما يكرم به الضيف ألا يشارك في محل نومه. وهكذا نرى كعبا بعدما ذكر إيثاره الضيف بزاده في البيت السابق، فاخر في هذا البيت بإيثاره الضيف بخبائه الذي ينام فيه. ومن هذا القبيل قول حسان:

وَإِذا تَأَمَّلَ شَخصَ ضَيفٍ مُقبِل ٍ مُـتَـسَربِلٍ  أَثوابَ مَحلٍ مُقفِرِ

أَومى  إِلى الكَوماءِ هَذا iiطارِقٌ نَحَرَتنِيَ الأَعداءُ إِن لَم تُنحَري

 ومن طريف أخبار كعب ما حكاه المرزباني في (نور القبس)، قال: وكان أبو عبيدة يسمي بيتي كعب بن سعد الغنوي درَّة الغائص وهما :

اعص العواذل وارم الليل عن عرض بـذي سـبـيـب يـقاسي ليله iiخببا

حـتى  تمول مالاً أو يقال iiفتىً لاقى التي تشعب الفتيان فانشعبا

 قال: لأن الدرة إذا أصابها الغائص، لم يصب مثلها حتى ينفق في طلبها أضعاف ثمن التي أصيبت. وهذان البيتان قد قتلا خلقاً كثيرا، ينفض أحدهم رأسه ويتمثل بهما، ثمّ يخرج يزعم أن يتمول، فيُقتل ألفٌ قبل أن يَتموَّلَ واحدٌ. وانظر في كتب الأدب قصيدته البائية في رثاء أخيه أبي المغوار، وهي من مشهور الشعر، أولها:

تقول سليمى ما لجسمك شاحباً كـأنك يحميك الشراب طبيب

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة