هي رحلة قصيرة في روائع ما كتب من شعر هي مجرد كلمات تعريفية بتراث شعري كبير لو اردنا الغوص فيه لما وسعت كتب كثيرة على ايفاءه حقه هي رحلة مع المعلقات اصحابها واسباب نظمها و مطالعها فقد تضفي هذه الرحلة شيئا الى رصيد القراء .
معلقة امرؤ القيس: تقع في نحو 80بيتا من البحر الطويل نظمت في يوم دارة جلجل اي يوم الغدير حيث التقى الشاعر ببعنيزة بنت عمه مع بعض النسوة فنحر لهن ناقة وبدأ ينظم القصيدة وتتالف معلقة امرؤ القيس من ثلاثة اقسام رئيسية وهي الوقوف على الاطلال ويوم لقاء دارة جلجل و اوصاف شتى لمشاهد مختلفة كالليل والوادي والفرس .....
ومطلع المعلقة هو :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل........
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل..........
ترى بعد الآرام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل......
وقد كان لهذه المعلقة شهرةو واسعة وكانت بالنسبة للناس كالمثل حيث كان يقال (اشهر من قفا نبك) في اشارة الى مطلع المعلقة الشهيرة....
معلقة الحارث بن حلزة: تقع في نحو 85بيتا من البحر الخفيف وهي همزية حيث تنتهي بالهمزة نظمت نعلقته لغرض دفاعي وطمع في استمالة الحكم وقدبدات بوصف اليار والناقة وبين اقوال التغلبيين وادعائاتهم واخذ في استمالة عمرو بن هند بعد ما مهد له طريق الحكم فاحيا في نفسه الذكريات ويشيد بالملك الى ان ينتهي به المطاف بالظفر والنصر ويعود اعدائه خائبين وكان الحارث خطيب بكر يوم الاحتكام لدى عمرو بن هند ..ومطلع قصيدته هو :
آذنتنا ببينها أسماء رب ثاو يمل منه الثواء........
بعد عهد لنا ببرقة شماء فادنى ديارها الخلصاء....
فالمحيا فالصفاج فاعناق فتاق فعاذب فالوفاء......
معلقة عمرو بن كلثوم: تقع في حوالي 100بيت من البحر الوافر وهي نونية وتقسم لقسمين الاول قاله يوم الاحتكام حيث وقف عمرو بن كلثوم مدافعا عن قومه تغلب فمقدمتها تقليدية فيها ذكر الخمرة والحبيبة والوصف وطواه بنوع خاص على المفاخرة دفاعاوتهديدا اما القسم الثاني فهو بعد ان ثار من عمرو بن هند وقتله ففيه الثورة العارمة على عمرو بن هند والكثير من الفخر والانفة ورفض العار ومطلع القصيدة :
ألاهبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا .....
مشعشعة كأن الحصى فيها إذا ما الماء خالطها سخينا.....
تجور بذي اللبانة عن هواه إذا ما ذاقها حتى يلينا......
وتجدر الاشارة الى ان هذه القصيدة من اشهر الشعر الجاهلي لما له من من معاني عامرة بالحماس والانفة والعزة ولانها ذات جرس موسيقي في الوزن والقافية سريع العلوق بالاذهان.
معلقة عنترة بن شداد: تقع في حوالي 79بيتا من البحر الكامل نضمت اثناء حرب السبقاق حيث عير رجلا من عبس عنترة بسواده وسواد امه واخوته واتهمه بان لا يقول الشعر سوى بيتا او بيتين فكانت المعلقة خير رد وتضمت المعلقة ذكريل وعبر في مقدمتها ثم وصفه لعبلة وناقته ثم اخذ بوصف نفسه كمزيج من الكرم والشجاعة والاقدام ومطلع المعلقة: هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم ....
يادار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي.....
فوقفت فيها ناقتي وكأنها فدن لأقضي حاجة المتلوم.....
معلقة زهير بن ابي سلمى: تقع في نحو 60بيتا من البحر الطويل وهي ميمية نظمها زهير بعد ان تم الصلح بين عبس وذبيان عقب حرب السباق وقد مدح فيها المتصالحين وحذر من اضمار الحقد ومطلعها يقول:
أمن ام اوفى من دمنة لم تكلم بحومنة الدراج فالمتلثم....
ودلر لها بالرقمتين كأنها مراجع وشم في نواشر معصم...
بها العين والأرآم يمشين خلفه وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم...
معلقة طرفة بن العبد: تقع في حوالي 104 ابيات من البحر الطويل وهي دالية ونظمت كعتاب لابن عمه مالك لتقصيره واساءته وايذاءه ...افتتحت بالوصف اطلال خولة ووصف الناقة ثم انتقل ليعطي رايه في الحياة والموت ثم عتابه لابن عمه مالك ووصيته لابنة اخيه ان تندبه بما هو اهل له ثم يختم المعلقة ببعض الحكم والاراء..ومطلع القصيدة هو: لخولة أطلال ببرقة تهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد.....
وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون : لا تلك اسى وتجلد !....
كأن حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دد.....
معلقة عبيد بن الابرص:معلقته تقع في حوالي 48بيتا من المخلوع البسيط ودخل وزنها الكثير من الزحا ف والقطع حتى قيل كادت لا تكون شعرا.وقد قيل فيها البكاء على الاطلال ثم حكم ومواعظ حول زوال النعم والاعتصام بالله ثم وصف للناقة والفرس: مطلع المعلقة هو: اقفر من اهله محلوب فالقطبيات فالذنوب....
وبدلت منهم وحوشا وغيرت حالهم الخطوب.....
أرض توارثها الجدود فكل من حلها محروم....
معلقة الاعشى الاكبر: تقع في حوالي 65بيتا من البحر البسيط وهي لامية تبدا بالغزل فيها وصف طويل لهريرة ثم كلام السفر وما شاهده من برق ومطر ثم تهديد لابن عمه يزيد بن مسهر الشيباني ثم الكثير من الفخر..ومطلعها يقول:
ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل....
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحي...
كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل...
وقد ادهشت هذه المعلقة الادباء على مر العصور...
معلقة النابغة الذبياني: هي دالية النابغة من البحر البسيط وهي اشهر اعتذاراته وقد تغلب بها على سخط النهمان وظفر برضاه وسخطه فيها الوقوف على الاطلال ووصف الناقة والثور الوحشي ومدح النعمان وتكذيب الوشاة وطلب العفو ومطلعه هو: يادار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الابد....
وقفت فيها اصيلا كي اسالها عيت جوابا وما بالربع من احد...
الا الاواري لايا ما ابينها والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد...
معلقة لبيد بن ربيعة: تقع في حوالي 88بيتا من البحر الكامل وهي ميمية فيها الوقوف على الاطلال والغزل ووصف الناقة والفخر ومطلعها: عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها ...
فمدافع الريان عري رسمها خلقا كما ضمن الوحي سلامها....
دمن تجرم بعد عهد انيسها حجج خلون حلالها وحرامها....
في النهاية هي مجرد كلمات في المعلقات العشر قد تكون ذات قيمة وفائدة
جميل لحام
|