| يظل الشعر العربي إنجيلاً للعرب تدفع به صدورهم على صور الحكم وأمثالها، وتظل روح العرب متعلقة بالشعر أو صداه كما جبلت الإبل على الحنين إلى أوطانها، لكن لا تنكر مولوداً جديداً جادت به القرائح على غصات الزمان من حولها، بيد أنها تعبر عن سير الحياة من حولنا، أوقول ذلك احتفاء بأصداء النفس التي جاد بها قلم أ.فخر زيدان، وقد أزجى بعض قلوص شعره، وجعل عنوان مجموعته: قارات الكائن الثالث، ولا أدري مذهبه في الكائن الأول ولا مذهبه في الكائن الثاني ولا المقصود بالثالث، ولو اجتهدت في التأويل على أن الله أول الوجود والكينونة، والطبيعة من أمره جاءت ثانية وجاء الإنسان في الوجود ثالثاً، ولكن هل يثبت هذا القول في مقصد القصائد، فمن أي جهة كانت الكينونة جهة الرتبة أو جهة الوجود على محض افتراضه، إنه ديون يفرض عليك الأسئلة والتساؤلات ضمناً من غير أن ينقطع بك عن وقع الحياة وأنغامها، من مثل قوله:
واستجمعت الأذن
دفء الأغاني
من مزامير داؤود
إلى ترتيل فيروز
انظر إليه كيف أعطى أغاني فيروز رتبة المزامير، وقداسة القرآن ( التراتيل ) إنه ديوان مقطوع بالجدل، غني بالصور، جادت به دار الينابيع بدمشق، سنة 2004م، فهل يجد له قارئاً? وهل يجد له ناقداً، في زمن الحاسب والمعلومات المتدفقة كالنهر.
د.عبد الكريم محمد حسين
|
