موضوع النقاش : ملخص كتاب تنظيم صنعة الطب خلال عصور الحضارة العربية الإسلامية للدكتور جميل عبد المجيد عطية قيّم |
التقييم : ( من قبل 4 أعضاء )
رأي الوراق :
|
أبو فراس |
11 - يونيو - 2005 |
ملخص كتاب تنظيم صنعة الطب
خلال عصور الحضارة العربية الإسلامية
تأليف: د. جميل عبد المجيد عطية
الناشر: مكتبة العبيكان / الرياض ? المملكة العربية السعودية
يحاول هذا الكتاب إثبات أن التطور الهائل الذي وصل إليه الطب خلال عصور الحضارة العربية الإسلامية؛ كان وراءه تنظيم دقيق متقن نابع من المحيط الإسلامي متكيف مع بيئة هذه الحضارة . ولإظهار الأسس التنظيمية لصنعة الطب خلال هذه العصور المباركة كان لا بد من تناول التطور الذي وصل إليه الطب في نفس الفترة على أيدي علماء الحضارة العربية الإسلامية .
وحيث أن الطب علم كغيره من العلوم هو ناتج محصلة التراكم المعرفي للنشاط الإنساني في مجال من المجالات للعصور السابقة للفترة التي نرصدها ؛ تناول الكتاب أيضا التطور الطبي منذ عصور ما قبل التاريخ إلى ظهور الإسلام .
وقد تم تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أبواب :
يتناول الباب الأول تطور الطب على أيدي علماء الحضارة العربية الإسلامية مع إفراد فصل خاص عن تطوره لدى الأمم السابقة .
وبهذا ينقسم هذا الباب إلى أربعة فصول :
يتحدث الفصل الأول عن الطب وتطوره منذ فترة ما قبل التاريخ إلى ظهور الإسلام مرورا بالطب في بلاد ما بين النهرين وفي مصر القديمة وفي الهند وفي الصين وفي بلاد الإغريق والأمصار المتأثرة بالحضارة الهيلينية، وهناك عدة مناقشات في هذا الفصل تثبت أنه منذ العصور المبكرة كانت هناك محاولات لتنظيم الطب مثل قوانين حمورابي وبرديات مصر القديمة وأن الطب لدى هذه الشعوب أرتبط ارتباطا وثيقا بمعتقداتها وعند الحديث عن الطب لدى الإغريق يثبت أنه على الرغم من لا أحد يستطيع إنكار فضل الإغريق على تطور الطب في عصرهم إلا أن الكثير من المعرفة والابتكارات الطبية التي نسبت لهم؛ لم تكن ناتج إبداعهم بل أخذت من الحضارات السابقة .
وفي نهاية هذا الفصل يتحدث الكاتب عن وضع الطب بوجه عام قبيل ظهور الإسلام وأنه وصل إلى درجة كبيرة من الانحدار.
وفي الفصل الثاني الذي أطلق عليه " فجر الطب العربي " وهو يتناول الفترة بين ظهور الإسلام إلى نهايات الدولة الأموية .يبدأ هذا الفصل بنبذة عن الطب في جزيرة العرب قبل الإسلام ومدى ارتباطه بمعتقداتهم وأصولهم العرقية ولغتهم ، وأن هذا الطب بوجه عام لم يختلف كثيرا عن الطب الذي كان سائدا في العالم في ذلك الزمن ثم يتناول الكتاب تأثير ظهور الإسلام على طلب العلم والمعرفة لدى المسلمين الأوائل وكذلك التأثير الإيجابي لموقف الإسلام من حفظ الصحة والطب العلاجي على التطور الطبي في هذه المرحلة، بعد ذلك يصف لنا الكتاب بدايات تنظيم الطب في الحضارة العربية الإسلامية و أهم سمات الطب العربي في فجره وأسماء بعض أشهر أطباء هذه الفترة .
وفي الفصل الثالث من هذا الباب والذي أطلق عليه "ضحى الطب العربي " يتناول مرحلة الترجمة والنقل . يبدأ الفصل بإلقاء نظرة على اللقاء الذي تم بين المسلمين الأوائل والشعوب الأخرى ثم يعرج بنا إلى بدايات التدوين والتأليف الطبي ومدى تأثر أطباء الحضارة العربية الإسلامية بالقيم الإسلامية ثم يتحدث عن مرحلة نقل وترجمة العلوم الطبية إلى العربية وتقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين : الأولى مرحلة ما قبل تبني الدولة لحركة النقل والترجمة والأخرى مرحلة تبني ورعاية الدولة لهذه الحركة . وفي نهاية الفصل أسماء بعض أشهر النقلة مع موجز لأهم سمات الطب العربي في ضحاه وأسماء بعض أشهر أطباء المرحلة .
وفي الفصل الرابع الذي سمي بشمس الطب العربي يتناول مرحلة النضج والإبداع :
يبدأ هذا الفصل بالحديث عن تراكم المعارف الإنسانية ، وهذا الكم الهائل من المعرفة التي توفرت للعلماء العرب عن طريق الترجمة والنقل وكيفية تعاملهم معها وبحثهم عن منهجية لكيفية هذا التعامل ثم تطويرهم لهذه المنهجية مما أدى إلى بلورة المنهج العلمي في البحث الذي يقوم أساسا على إخضاع هذه المعارف للملاحظة والتجربة ثم إعادة صياغتها حسب النتائج التي توصلوا إليها وإضافة المعارف الجديدة المتوصل إليها بهذه المنهجية إلى التراكم المعرفي .
ويصل الكاتب إلى أن علماء الحضارة العربية الإسلامية هم معيدو صياغة الأسس النظرية لعلم الطب القديم ، وواضعو الأسس العلمية له ، وهم مستنبطو المنهجية العلمية التجريبية التي تشكل اللبنة الأساسية للعلم التجريبي الحديث . ثم يتم سرد وتحليل بعض الإصدارات الطبية الأصيلة لهذه المرحلة .
كما يحدثنا هذا الفصل عن أصالة إبداع علماء الحضارة العربية الإسلامية في الطب وتمردهم على أساتذتهم الإغريق .وفي نهايته يبين لنا أهم سمات وإنجازات الطب العربي في هذه المرحلة خاصة في الطب السريري وتشخيص الأمراض والكشف الطبي السريري وعلم الأمراض ثم عن بعض إنجازات الطب العلاجي في ذلك العصر .
خصص الباب الثاني من هذا الكتاب للحديث عن تنظيم العرب لمهنة الطب ، شاملا جميع ما قاموا به بغرض تنظيم هذه الصنعة بدءً من التعريفات التنظيمية للطب كصنعة ومهنة ، وكعلم وانتهاء إلى نظم ممارسة الصنعة مرورا بالمؤسسات التنظيمية لأجل الرقابة الإدارية والفنية على المهنة وممتهنيها .
ويشتمل هذا الباب على ثمانية فصول :
يتناول الفصل الأول تعريف الطب كعلم وكمهنة والتعرف على قواعده وقواعد العلاج ومن هو الطبيب على وجه العموم ومن هو على وجه التخصيص .
وفي الفصل الثاني يتم التعرف على وظائف الإشراف الرقابي (الإداري والمهني) ووظائف الإشراف المهني (الفني والإداري) . واختصاصات كل وظيفة والشروط الواجب توفرها لشاغلها .
أما الفصل الثالث فيتناول تنظيم التعليم الطبي ويتابع تطوره خلال عصور الحضارة العربية الإسلامية ليصل إلى قمته في عصر النضج والإبداء ليقترب من التعليم الأكاديمي الحديث من انقسامه إلى تعليم أساسي بغرض الحصول على تصريح بممارسة المهنة وتعليم متقدم بغرض التبحر والتفقه في العلم وأيضا انقسامه الى عام وخاص ثم متطلباتهم في التعليم الطبي المستمر بعد التخرج وأثناء العمل . كما يناقش هذا الفصل شروط وصفات معلم الطب وكذلك الشروط الواجب توفرها في طالب الطب ونظام ومنهج الدراسة وتقسيمه إلى نظري ويتم في مجالس العلم وعملي ويتم في البيمارستانات (المستشفيات) ثم يسرد لنا عددا من الكتب المقررة في بعض المناهج الدراسية .
وفي الفصل الرابع يتبين لنا ما يحدث لطالب علم الطب بعد إنهائه المتطلبات الدراسية بإشراف أستاذه الأعلى حيث عليه تقديم اختبار الطب أمام رئيس الأطباء قبل السماح له بممارسة المهنة . وخلال هذا الفصل يتعرف القارئ على نظام الامتحان وسماته ولمن يعقد وكيف يعقد ونماذج من الأسئلة التي تسأل وكيف أن هذه الامتحانات كانت تتكون من جزء عملي وجزء نظري .
ومن خلال الفصل الخامس يلقي القارئ نظرة على التخصصات الطبية المعروفة في تلك العصور وتطورها على يد أطباء الحضارة العربية الإسلامية مثل الجراحة والكحالة وجراحة العظام والتخدير والطب النفسي وطب الأطفال وغيرها ونظام التخصص الطبي وطرق التخصص وامتحانات التخصصات الطبية .
وفي الفصل السادس من الباب الثاني فيما يتعلق بتنظيم ممارسة مهنة الطب يحاول المؤلف أن يثبت بأن الكثير من المواد التنظيمية المذكورة في نظم ممارسة مهنة الطب الحديثة سواء العربي منها أو الأجنبي تعامل بها أطباء الحضارة العربية الإسلامية خلال تعاملهم اليومي مع مهنة الطب ، ولهذا الغرض حاول الكاتب جمع ما كتبه هؤلاء في مواضيع تنظم ممارسة المهنة وتحدد علاقة الطبيب بالمريض والمجتمع ومن ثم ترتيبها وصياغتها بأسلوب يحاكي نظم ممارسة مهنة الطب الحديث من حيث تقسيمها الى مواضيع رئيسية ومواد نظامية . وبهذا نتج لنا نظاما متكاملا يحتوي على سبعة وعشرين مادة مقسمة على المواضيع التالية : الترخيص بمزاولة المهنة ، واجبات الطبيب العامة ، واجبات الطبيب نحو المريض ، المسؤولية المهنية وضمان الطبيب ، واجبات الطبيب نحو نفسه .
في الفصل السابع يتناول الكتاب تنظيم صنعة الصيدلة للارتباط الوثيق بين مهنة الصيدلة ومهنة الطب ولأنه في العصور السابقة لم تكن المهنتين قد انفصلتا بعد ؛ بل كانتا مهنة واحدة متمثلة في الطبيب الصيدلي، ويبين الكتاب أن العرب هم أول من فصل مهنة الصيدلة عن مهنة الطب وبذلك اعتبروا أنهم هم مؤسسو مهنة الصيدلة . ويتعرف القارئ خلال هذا الفصل على تطور الصيدلة على أيدي العرب ومنهجهم وتنظيمهم لها كعلم وكمهنة وقواعد وصف العقاقير وتناولها والنظم الأساسية الإدارية والفنية المنظمة لصنعة الصيدلة وأماكن ممارستها .
الباب الثالث من الكتاب خصص للبحث في تنظيم أماكن مزاولة صنعة الطب ويتكون من أربعة فصول :
يتناول الفصل الأول العيادات الخاصة والفصل الثاني الفرق الطبية والبيمارستانات المتنقلة والفصل الثالث سرايا الطبابة العسكرية والبيمارستانات المحمولة .
أما الفصل الرابع فقد أفرده المؤلف للبحث المفصل في تنظيم البيمارستانات الثابتة (المستشفيات) فإنشاء هذه المستشفيات وإدارتها ووضع نظمها الإدارية والمالية والمهنية أحد أهم إنجازات الحضارة العربية الإسلامية في مجال الطب .
وإن لم تكن هذه المستشفيات اختراعا عربيا فإنها تحولت على يد أبناء الحضارة الإسلامية من مجرد أماكن لتجميع المرضى إلى مؤسسات علاجية ونقاهية متكاملة وأكاديميات تعليمية عالية المستوى تتفوق في بعض النواحي على مستشفيات عصرنا الحديث كما يظهر في هذا الكتاب .
ويبدأ هذا الفصل في البحث عن كيفية تخطيط وتنظيم إنشاء بيمارستان (مستشفى) جديد في ذلك العصر من جهة تمويل المشروع ثم العمارة وتأثيث البيمارستان وتموينه بالأدوات والمواد اللازمة وتعيين الأطباء وبقية العاملين فيه .
بعد ذلك يتناول هذا الفصل بالبحث النظام الإداري وإجراءات العمل في المستشفيات في تلك العصور من حيث التعريف والغاية والأهداف وأحقية العلاج والوظائف الإدارية من ناظر ومساعدين إداريين ومساعدين ماليين ومفتشين واختصاصات كل منهم ووظائف الرقابة الإدارية والمالية والوظائف المهنية المساندة .
ويبحث هذا الفصل أيضا في كيفية تنظيم الهيئة الطبية في تلك المستشفيات ومسؤولية وواجبات الأطباء فيها ، ثم عن تنظيم أقسام المستشفى واختصاصات رؤساء هذه الأقسام ثم في نهاية هذا الفصل يختم الكتاب بالحديث عن نظام المعالجة في هذه البيمارستانات ثم عن التعليم الطبي والتدريب فيها .
|