تجربتي في تعريب الطب كن أول من يقيّم
اللغة العربية غنية باشتقاقها مما يجعلها صالحة للتعبير علمياً وطبياً . وقد قمت بتأليف ثمانية كتب طبية منها خمسة كتب موجهة للأطباء التخصصيين في مجال الغدد الصم والهرمونات وأخرى موجهة لغير الأطباء . وقد وجدت أن الأطباء العرب الذين صادفتهم في المؤتمرات الدولية ممن قرؤوا كتبي يستوعبون المعلومة الطبية عندما يقرؤونها بالعربية أسرع بكثير ممن يقرؤون بالإنكليزية رغم أن العديد منهم درس الطب بهذه اللغة. فمثلاً قليل من الأطباء عرف معنى Apoptosis الإنكليزية . لكن ترجمتها إلى العربية " تهدل الخلية " هو شرح للمعنى بحد ذاته وأسرع للفهم من المصطلح الإنكليزي المنحوت أصلاً من اليونانية القديمة Apo بمنى خارجاً و Ptosis بمعنى ارتخاء أو إطراق الجفن .......... وقس على ذلك .
أليس حـريـاً بنا أن نقرأ العلم وندرسه بلغتنا دون نسيان الاطلاع على اللغة العلمية والحفاظ على المصطلحات العالمية الموحدة كأسماء الأدوية وتصنيف الجراثيم والحيوان والنبات ومصطلحات الكيمياء وعلم الوراثة.
وعن تجربتي الشخصية فقد وجدت الكثير من الأطباء العرب المشاركين في المؤتمرات الدولية للطب يجبرون أنفسهم على إلقاء أبحاثهم الطبية باللغة الإنكليزية وهم لا يتقنونها أصلاً بلغة ركيكة لو سمعها أصحاب اللغة لملئوا هولاً وعجباً لتشويه لغتهم بهذا الشكل، علماً أنه من السهل على هؤلاء الأطباء العرب التعبير والنقاش عن نتائج أبحاثهم بلغة الضاد التي يجيدونها أكثر بكثير من لغة العم سام التي هي أصلاً خليط عجيب من اللغة السلتية النكلية والساكسونية الجرمانية والفرنسية الرومانية.أما إخوتنا في الدين من الأتراك فهم يكتبون مراجعهم الطبية بالتركية التي هي خليط من المغولية والعربية والفارسية.ونحن الذين علمناهم الدين واللغة والعلم ثم نسينا ذلك ???
فما بالنا نحن أصحاب لغة الإسلام وسادة العلم في العصور القديمة نرفض التأليف بلغتنا التي اعتبرتها هيئة الأمم المتحدة خامس لغة عالمية بعد الإنكليزية والفرنسية واٌسبانية والروسية.
فما رأيكم يا قراء الوراق الغيورين على لغتكم???
د علاء الدين الصغير - حلب |