| تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |
| الحلقة الأولى : كن أول من يقيّم
{ الحلقة الأولى } و شعارها : { أين مجدي إن لم أسلمك أحلى * ما تسلمت من أكف جدودي } [ للشاعر : زهير أحمد ظاظا ]...
من نعم الله علي ـ له الحمد وله الشكر ـ ، أن هداني إلى حب النحلة ، و يسر لي التعرف على بعض أسرارها و الإستفادة من خدماتها ، التي الهمها الله بوحي منه و لتسخيره لها لما فيه منفعة عباده . و سأحاول ضمن هذا المجلس المبارك ، أن أقدم خلاصة تجربتي في الإعتناء بهذه الحشرة و الإستفادة من خدماتها لمدة زمنية جاوزت الثلاثين عاما ، و لله الحمد و الشكر ، و له الأمر من قبل و من بعد .
إلا أن أول ما يهمني ذكره و بسطه ، تقنية جديدة في تربية النحل ، د فعتني إليها الضرورة و لم أُسْبَق إليها حسب علمي ، و للضرورة أحكام ، و الحاجة أم الإختراع كما يقال . و لوضع ظهور هذه التقنية في سياقها التاريخي ، إليكم ـ في هذه الحلقة الأولى ـ أهم محطات دواعي التفكير فيها .
بعد انتهاء تدريبي في تربية النحل عند نحال بلجيكي مقيم بالمغرب ، و حصولي منه على شهادة نحال آخر سنة 1973. عُيِّنْتُ في بداية 1974 ، من طرف مصلحة الإنتاج الفلاحي بإدارتي ، مديرًا لمركز فلاحي بالساحل الأطلسي ، و كلفت أيضا بإدارة أول منحل نمودجي ، تابع للمركز الفلاحي ، تَمَّ استحداثه في ضيعة غابوية من الأراضي المسترجعة ، بالقرب من مدينة الواليدية . و استمر عملي ـ من 1973 إلى 1976 ـ في إدارة المركز الفلاحي ، و المنحل النمودجي التابع له ، و الذي عَيَّنَتْ له الإدارة لاحقاً نحالا خاصا به ، و كَـلّفتْه كذلك بتسيير أول تعاونية تربية النحل تم تأسيسها ، و من مؤسسيها بعض الفلاحين الذين سبق و ان سهرتُ شخصيا على تكوينهم ، عند النحال البلجيكي السابق الذكر. و دفعا لكل التباس أو شبهات و طبقا للقانون ، و خلال هذه الفترة كلها ، لم أفكر قط في تأسيس منحل خاص بي . و كان كل اهتمامي منصبا على إنجاح سير المنحل النمودجي و التعاونية كتجربتين رائدتين في هذا الميدان ، ثم دراسة هذه الحشرة المباركة ، و النباتات الرحيقية في المنطقة .
و في سنة 1976 ، قرر المكتب الجهوي الذي أعمل فيه عقلنة تسييرالمصالح الخارخية بالمنطقة لمصلحة العتاد الفلاحي التابعة له ، فاستحدث ثلاث مقاطعات جديدة ، عينت رئيسا لإحداها ، و بتعييني في هذه المصلحة ، لم يبق لي أي اتصال إداري بتربية النحل . عندها انتقلت تربية النحل من الوظيفة إلى هواية شخصية و اصبح في إمكاني استحداث منحل شخصي. و في الشهور الأولى من التحاقي بمسكني الجديد في مركز فلاحي بمنطقة سقوية ، و كان لكل منزل كما هو الشأن في جميع مراكز المنطقة ، بقعة أرضية تحيط به لإستغلالها كحديقة . و يفصل بين المنازل عدة أمتار فقط . عندها بدأت أفكر في استحداث منحل خاص بي ، و بما أنني لا أملك بقعة نائية و بعيدة عن الساكنة لإحداث منحل عادي ، كنت مضطرا لإنشاء أول منحل لي ، مكون من عشرة خلايا ، في حديقة المنزل . و مما شجعني نفسيا أنني منذ أن وعيت وجودي ، و النحل موجود بمحيطي العائلي . كان موجودا ببستان و حديقة بيت والدي بنواحي مدينة مراكش مسقط رأسي . و كان موجودا ببيت أجدادي [1] من أمي بنفس البادية. وأما أجدادي من جهة والدي فموطنهم بنواحي مدينة تارودانت المغربية . كما أن النحل موجود أيضا و إلى يومنا هذا ببيوت أخوالي و خالاتي و عمتي ، و لهم طريقة خاصة في إسكانه و جني أقراص العسل من خلاياه ، سأتكلم عنها في حلقة خاصة إن شاء الله . أما هنا ـ بدكالة ـ و خاصة منها المنطقة التي أعمل فيها كموظف ، فقليل هم من يهتمون بتربية النحل بين الفلاحين ، بل لاحظت أنهم يتخوفون منه أكثر مما يميلون إلى تربيته . و هذا عكس ما رأيت بعد أعوام في مناطق أخرى من دكالة نفسها ، إذ وجدت المناحل في وسط مساكن الفلاحين بدون أي حاجز يفصلها عن الحيوانات الأليفة التي تتقاسم نفس البقعة ، من أغنام و أبقار و دجاج و أرانب و كلاب و قطط ، إلى جانب سكان البيت من البشر ، و بشكل استغربت له فعلا و لم أكن أتوقع وجوده ..... ومع ما يمثله النحل من خطر حقيقي عند إثارته و هجومه على الإنسان و الحيوان ، كان هاجس الخوف ملازما لي . فكنت دائم البحث عن انجع طريقة لإستغلال النحل داخل مجمع سكني ، دون إيذاء الغير من الجيران و المارة و العمال الفلاحين المتواجدين بالبقع الفلاحية المحيطة بالمركز الفلاحي حيث توجد المنازل الإدارية للموظفين . و من باب الإحتياط ، كنت لا افتح الخلايا إلا في المساء قبل الغروب بقليل ، لأن النحل يكون مضطرا بعد الغروب إلى الدخول إلى بيوته حتى و لو كان ثائرا غاضبا هاجما إثر حركة قوية من طرف النحال ، او أي عامل خارجي يمكن أن يتسبب في إثارته . أما إذا تمت الإثارة في الصباح ، أو في وسط النهار ، فإن النحل سيبقى عندها هاجما ثائرا و لاسعا لكل حي يتحرك بقربه من إنسان و حيوان . و تنتقل عدوى الغضب إلى النحل المجاور و من خلية إلى أخرى فيتعقد الأمر و تكثر الأخطار و تطول الساعات الفاصلة عن غروب الشمس و نهاية الهجوم . لذا كنت أقوم بالأعمال الكبيرة ، و أهمها جني أقراص العسل ، في ظلمة الليل ، مستعينا بمساعد من جيراني يتكلف بتشغيل المدخن خاصة و توجيه الدخان إلى النحل حسب تعليماتي ، ومعتمدا أساسا على مصباح كهربائي عادي ، متصل بواسطة خيط طويل إلى شبكة البيت ، فكنت أتحكم في إشعال و إطفاء المصباح بالكيفية التي أستطيع معها أن أرى ما ذا أفعل دون إثارة كبيرة للنحل . و الإحتفظ بمصباح الجيب كاحتياط خوفا من انقطاع الثيار الكهربائي . و رغم هذا كله ، فإن انتشار الدخان بالمنحل يثير فضول النحل الحارس بباب الخلايا المجاورة للخلية المفتوحة ، فيخرج لتفقد الأحوال ، فيرى الضوء و يطير نحوه غاضبا ، فيحدث صوتا خاصا و ينشر رائحة متميزة يتسببا بدورهما في المزيد من الإثارة لباقي النحل . و عند إطفاء المصباح و الإكثار من الدخان ، لا يستطيع النحل الهاجم العودة إلى خلاياه ، و يختلط بنحل الخلية المفتوحة الذي يعتبره بدوره عدوا مهاجما ، فيقع بينهما عراك و تشابك و اقتتال حتى في جنح الظلام ، و يكثر تبعا لذلك لسع النحال و مساعده من طرف نحل هذه الخلية و تلك ، لانه بمنزلة العدو لهما . فيكثر الموت و الضياع في النحل ، و يصعب إجراء العمليات كما يجب. و من آثار هذه الفوضى أن يدوس النحال و مساعده على العشرات من النحل ، و أن يسقط العشرات منه نتيجة تقاتله مع بعضه البعض ، و عند طلوع الشمس و خروج النحل للرعي ، يجد رائحة سم النحل الميت و جثت النحل الآخر ، فيظنه عدوا ، فيثور البعض منه ، ويهاجم كل من و ما يتحرك بقربه صحيح أنني كنت أضع بعض الحواجز لمنع وصول أشعة الضوء على أبواب الخلايا المجاورة للخلية المفتوحة ، إلا أن الأعمال لساعات طوال داخل المنحل تسبب لا محالة في إثارة النحل و هجومه . لذا صار أكبر همي هو دراسة سلوك هذه النحلة أكثر حتى أتجنب مستقبلا حدوث مثل هذة الأحداث ليلا أو نهارا . وبعد دراسة و بحث ، هداني الله إلى تقنية تربية النحل ليلا ، بشكل يقضي بشكل شبه تام على إثارة النحل و غضبه عند فتح الخلايا ليلا للقيام بعمليات تربية النحل و أكثرها إثارة للنحل ، مثل عملية جني أقراص العسل . و هذا ما سأعرض لتفاصيله في الحلقة المقبلة إن شاء الله . و ما دام الشيء بالشيء يذكر ، فإن إنشاء منحلي الأول هذا بهذا الشكل أثار فضول بعض الباحثات الصاعدات ، فنُشِرَ عنه تحقيقٌ نجح في الفوز بجائزة في مباراة " صحافة الغد بأقلام الغد " ، على صفحات مجلة " سيدتي " ، تحت عنوان :" في بيت واحد : رجل و مائة ألف نحلة " ، و مع التحقيق صور لي و للمنحل و خلاياه بجانب البيت الذي أقيم فيه مع عائلتي . [ مجلة سيدتي عدد 277 ـ سنة 1988 ـ صص 54 ـ 55 .] ..../هــ........الهامش :[1] و هذا بعض ما يفسر اختيار الشعار المقدم لهذه الحلقات ، و الذي اخترته بعد اطلاعي بإعجاب و تقدير ، و قراءتي بمتعة و نشوة و فخر ، بعض ما جادت به قريحة شاعرنا الفذ الأستاذ زهير أحمد ظاظا ، ثم أريحيته علينا بمناسبة مرور عام على التحاقه بموقع الوراق في العاشر من مايو . فالمزيد المزيد يا زهير لا فـضّ فـوك . هذا و مما وجدت في نفس المعنى ، قول الشاعرالعربي قديما : { و ما فِـيَّ من خـير و شـر فإنها * سجيـة آبائي و فعل جدودي } { هم القوم فرعـي منهم ُ متفرع * و عودهمُ عند الـحوادث عـودي } ......... و إلى الحلقة الثانية .
| *لحسن بنلفقيه | 12 - مايو - 2005 |
| [ الحلقة الثانية ] في تربية النحل ليلا كن أول من يقيّم شعارالحلقة : { أين مجدي إن لم أسلمك أحلى * ما تسلمت من أكف جدودي } [ للشاعر : زهير أحمد ظاظا ]
...استمر اعتمادي في تربية النحل ، و لسنوات عديدة ، على ظلمة الليل و الضوء الأبيض لمصباح عادي . و كنت طيلة هذه المدة ، دائم البحث على تقنية تمكن من تحسين إجراء عمليات التدخل هذه ، مع أقل ما يمكن من الأضرار التي تصيب النحل و النحال خلال العمل في المنحل ليلا . و في إحدى زياراتي لمكتبة من المكتبات ، وجدت كتابا كنت أسمع و أقرأ عن صاحبه ، و أتمنى العثور عليه لقراءته . ذلكم الكتاب هو ما يمكن ترجمة عنونه إلى :" حياة النحل و طبائعه " ، أو " حيات النحل و سلوكه " أو حياة النحل و عاداته " ـ Vie et m?urs des abeilles ـ والكتاب كما هو ظاهر من عنوانه عن حياة النحل ، و هو مترجم من الألمانية إلى الفرنسية ، و مؤلفه هو النمساوي " كارل فون فريتش Karl von Frisch " ،( 1886 ? 1982 ) ، الحائز على جائزة نوبل في الطب [ الفيزيولوجيا ] سنة 1973 ، كتتويج عن أعماله الرائدة في البحث و الدراسة لأجهزة الإحساس و الإستشعار عند الأسماك و الحشرات ، و التي قادته إلى فهم " لغة النحل الخاصة و المعتمدة على رقصات تقوم بها النحلات الراجعة من جولاتها الإستطلاعية و مهماتها الإستكشافية عن مصادر الرحيق و حبوب اللقاح و الماء ، لإطلاع شغالات الخلية على جهة ، و بُـعْـدِ ، و كمية مصدر الغذاء المكتشف ، حتى يتسنى لجموع الشغالات التوجه بثقة و ضبط ، و دون ضياع للجهد و الوقت ، و مباشرة إلى عين المكان الموصوف في حركات النحلة الراقصة " . و كان الكلام عن و في هذه الرقصات و لا يزال " موضة " مشهورة عند مثقفينا العرب و غيرهم ، تـُذْكر في النوادي ، و المقاهي ، و على مقاعد الحافلات و القطارات و ربما الطائرات ، كعنوان على سعة الإطلاع و متابعة التقدم العلمي و مسايرته ، و عادة ما تذكر هذه اللغة الراقصة إلى جانب نظرية النسبية عند آينشتاين ، و غزو الفضاء و أخيرا الإستنساخ و ما أشبه من مواضيع ، و على اختلاف اطلاع المتحذثين و مستواه ، لقتل الوقت كما يقال في مثل تلكم اللقاءات..... فرحت بعثوري على هذا الكنز الثمين . و استمتعت كثيرا بتتبع ما يعرضه صاحبه من تجارب و نتائج و استنتاجات و تحليلات و معلومات جديدة عن حياة النحل و سلوكه . و مما استوقفني فيه ، حقيقة عجيبة عن كيفية رؤية النحل للألوان . ذلك أن هذا العالم الفذ اكتشف أن النحل يرى كل الألوان إلا لونا واحدا هو اللون الأحـمـر . فسبحان الله الذي له في خلقه شؤون ... و خلال نفس الشهر الذي كنت أقرأ فيه كتاب " فون فريتش " هذا ، و في إحدى الليالي التي اشتد علي لسع النحل و أنا داخل المنحل ، و جلست في ظلمة تامة على كرسي صغير استجمع أنفاسي و أستريح بعد أن قطعت الثيار الكهربائي عن المصباح ، تذكرت حالة النحل إزاء اللون الأحمر ، فقلت في نفسي : ما أشبهني بنحلة وسط ضوء أحمر، لا ترى ما يحيط بها . عندها جاء الفتح ، و استنتجت من فكرتي هذه ان النحل لن يراني لو استعملت مصباحا يعطي ضوءا أحمر عوض الضوء الأبيض العادي . أما أنا فلست بنحلة ، فيكون في استطاعتي أن أرى النحل من حيث لا يراني . و كانت البداية . و خلال نفس الأسبوع أعددت مصباحا كهربائيا للجيب ، يعطي ضوءا أحمر و جربته فوجدت التقنية ناجحة . و جربت مصابيح أخرى مرتبطة بالشبكة الكهربائية للمنزل ، من أحجام متنوعة و بقوة مختلفة و من مسافات متباينة . و اعتمدت التقنية لإنجاز جميع التقنيات الخاصة بتربية النحل و بدون استثناء، و خلال شهور و شهور و في مختلف الفصول ، فحمدت النتائج ، و كررت التجارب و كانت كلها ناجحة . عندها قمت بعرض التقنية الجديدة في اجتماع لجمعية مربي النحل بالمغرب بالعاصمة الرباط ، و الذي كنت وقتها عضوا من أعضاء مكتبه ، و طلبت من النحالين تجربتها في مختلف الأعمال الخاصة بتربية النحل . و بعد شهور توصلت من رئيس النحالين بالمغرب و باسم جمعيتهم ، بشهادة أعتز بها ، يعترف فيها و يشهد بنجاح التقنية بعد تجربتها و تطبيقها و أنها نافعة و ستساعد على تقدم تربية النحل ببلادنا . و عرضت التقنية أيضا على العديد من النحالين الجدد بمنطقة إقامتي ، و يشهدون كلهم أنهم يحمدون تطبيقها ، و لولاها ما استطاعوا مزاولة تربية النحل بسلام داخل حدائقهم بالمراكز الفلاحية و على سطوح البيوتات في القرى و المدن . و لنجاح التقنية و الحصول على النتائج المرغوبة ، و بعد الإكتتاب في تأمين خاص بالمسؤولية المدنية في تربية النحل َAssurance ، لابد من مراعاة النقط التالية : [1] يجب وضع الخلايا على ارتفاع لا يقل عن عشرة سنتيمترات عن سطح الأرض ، و تنقية أسفل الخلية و محيطها من كل الحشائش اليابسة و الخضراء حتى لا يجد النحل المتواجد في جنبات الخلية أثناء فتحها أي وسيلة يتخذها مطية للنزول إلى تحت الخلية فينتشر على الأرض و تدوسه الأقدام في جنح الظلام . و أن يغلق النحالُ البابَ السفليَ العاديَ للخلية بورق الجرائد مثلا ، حتى لا يخرج منه النحل فيكون قريبا إلى الأرض .[2] إن لا ينسى مساعد النحال أبدا ، و من حين لآخر ، توجيهَ الدخان إلى أسفل الخلية ليرغم النحل على الصعود إلى أعلى و عدم نزوله أسفل الخلية نحو الأرض . [3] الملاحظ رغم هذا كله أن النحل ينجذب قليلا نحو الضوء الأحمر هذا ، نظرا لضعف لون زجاجه و قلة سمك طلائه ، و يعين هذا الجذب من جهة ، و هروب النحل من الدخان من جهة أخرى ، إلى توجيه النحل و التحكم في صده بعيدا عن الأماكن التي تنجز بها العمليات داخل الخلية بعقلنة استخدام الضوء و الدخان ، كما تمكن من جمع النحل في جهة معينة أو داخل صندوق آخر فارغ به مصباح آخر ، ضوؤه أقوى من المصباح المستعمل و معلق داخل الصندوق الفارغ بشكل يسمح بتجمع النحل حول المصباح داخل الصندوق ، و كل هذا للحيلولة دون تفرق النحل ، و مضايقته للنحال و تعرضهما للإصابات . [4] النظرمن وقت لآخر في البقعة المحيطة بالخلية و التأكد من عدم وجود النحل السارح بها حتى لا يضيع تحت الأقدام .[5] أن يعمل النحال كل ما في وسعه من انتباه و حذر لمنع سقوط أي قطعة شهد أو سيلان كميات أو حتى نقط من عسل على جنبات الخلايا المفتوحة أو فوق الأرض المحيطة بها . حتى لا يجده نحل الخلية و نحل الخلايا الأخرى في اليوم الموالي و منذ خروج النحل من خلاياه صباحا ، فتتسبب هذه البقايا في تجمع نحل من خلايا مختلفة ، فيبدأ الإقتتال و تنتشر العدوى إلى الخلايا الأخرى . [6] و كوسيلة وقائية أخيرة ، وجدت لها الأثر الكبير في تهدئة النحل و إزالة آثار المعاملة القاسية التي يسببها عادة فتح كل خلية من طرف النحال في" نفسية النحلة "* ، و بعد قطع الثيار الكهربائي و إبعاد كل أسلاكه ، أن يقوم النحال برش الخلية التي كانت مفتوحة ، و التي أجريت فيها العمليات ، بعد غلقها النهائي ، و إتمام العمل بالمنحل و الإستعداد لمغادرته ، و كذا رش الخلايا المجاورة لها ، ورش أرضية المنحل **، برذاذ من الماء على شكل مطر اصطناعي ، مباشرة على الخلايا و ما يوجد عليها من نحل ، حتى يتم بلل النحل دون إحداث إى ضرر به . و من نتيجة هذا الرش ، أن يغسل آثار بعض ما سقط من قطع الشهد و نقط عسل على الأرض ، و أن يضعف من رائحة السم الصادر عن جثت النحل المداس تحت الأقدام ، و أخيرا من آثار هذا الرش أن يعتبر النحل كل تدخلات النحال المزعجة و كأنها حالة طبيعية من الحالات المنقوشة في سجله الوراثي منذ وجود هذ الحشرة فوق اليابسة ، حيث كانت تتعرض لغضب الطبيعة المتمثل في الحرائق إثر الصواعق أو الغرق إثر الأمطار الغزيرة و الفياضانات ، فلا تملك إزاءها غير الخنوع و الخضوع حفاظا على حياتها و استمرار بقائها .... و خلاصة القول أن هذه المقالة ما هي إلا عرض مركز للفكرة الرئيسية و الخطوط العريضة ، و تبقى الممارسة وحدها المحك الكفيل بنجاح التقنية و تقييم تطبيقها ./هـ........الهامش = *: قال تعالى :{ و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمـم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون } ـ سورة الأنعام ـ ، و صدق الله العظيم . ** : يمكن استعمال الماء المضغوط داخل أنبوب بلاستيكي ، و هي طريقتي في الرش ، أو تجهيز المنحل برشاشات خاصة و دائمة بداخله ./هــ... انتهت الحلقة الثانية .
| *لحسن بنلفقيه | 14 - مايو - 2005 |
| ملحق بالحلقة الثانية من تربية النحل ليلا : كن أول من يقيّم و شعاره { أين مجدي إن لم أسلمك أحلى * ما تسلمت من أكف جدودي } [ للشاعر : زهير أحمد ظاظا ] .
تناول الحديث في الحلقة الثانية من تقنية تربية النحل ليلا ، باستعمال الضوء الأحمر الغير المرئي من طرف النحل ، أهم النقط التي يجب أخذها بالإعتبار لإنجاح أي زيارة و فتح لخلايا النحل في جنح الظلام . و كان ملخص هذه النقط هو : [1] و ضع الخلايا على ارتفاع من سطح الأرض ، و إغلاق باب الخلية بورق الجرائد .[2] توجيه الدخان من حين لآخر إلى أسفل الخلية لأرغام نحل الخلية المفتوحة من أعلى على عدم النزول إلى أسفل .[3] الإعتماد على الضوء الأحمر و الدخان للتحكم في جمع النحل على جنبات الخلية أو في صندوق ، و عدم تفرقه .[4] الإهتمام بخلو الأرض المحيط بالخلية من النحل السارح حتى لا تداس تحت الأقدام .[5] عدم إسقاط قطع من الشهد أو كميات من العسل على الأرض .[6] رش الخلايا برذاذ من الماء لتهدئة نحلها بعد إعادة غطاءها و إغلاقها بإحكام . هذا و تبقى النقطة الأخيرة قبل مغادرة المنحل ،و رقمها [7] هي فتح الباب السفلي العادي للخلية والذي سبق أن أغلقناه بورق الجرائد في الرقم [1] لمنع خروج النحل منه أثناء فتح الخلية من أعلى ، لقرب بابها السفلي من الأرض . و مغادرة المنحل دون فتح باب الخلية مثال حي لبعض الهفوات التي تقع فعلا في المناحل . و مثل هذه الهفوة قد تكلف النحال كثيرا ، خاصة إذا كانت العملية التي أجرِيت سابقا عملية كبرى و تسببت في خروج نحل كثير ، و بقي النحل لاصقا بجنبات الخلية حتى الصباح لعدم تمكنه من الدخول إلى مسكنه . لذا و من باب الإحتياط و الحيطة ، يـُنصح النحال بعد كل عملية صعبة أن يستيقظ باكرا و يشعل مدخنه ، و يقي رأسه و وجهه ، ليتفقد حالة المنحل قبل خروج النحل و بداية خروجه ، حتى يصلح أي خلل قد يسبب في إزعاج النحل . و أول ما يجب أن يثير انتباهه سكون النحل وخروجه عاديا من خلاياه إلى مرعاه ، و عدم وجود بقايا من قطع الشهد أو بقع من العسل تسبب في تجمع النحل عليها ، و متى وجدت قام بجمعها و إفراغ الماء مكانها لإزالة آثارها . كما أنه من المفيد أن يتفقد النحال حال الخلايا المفتوحة ليلا ليتأكد من كونها محكمة الإغلاق من فوق ، او ما بين العاسلات ، لأن كل فتحة موجودة ستكون منفذا للنحل السارق الذي يأتي من الخلايا المجاورة و يهاجم الخلية ذات المنافذ المفتوحة ليسرق عسلها ، فيقع في شجار مع النحل الآخر و يتسبب في فوضى بالمنحل . و أخيرا و ليس آخرا يحتفظ النحال في مخزن منحله بأكياس بلاستيكية سوداء ذات علو و عرض أكبر من علو و عرض أعلى خلية بمنحله كالخلايا ذات الطابقين أو أكثر، و على جنباتها ثقوب صغيرة ليتنفس منها النحل دون أن تسمح بخروجه . و في حالة ما لاحظ النحال خروج نحل خلية عن سيطرته أثناء عمله بالمنحل ليلا ، و خشي من هجوم محتمل من طرف نحل الخلية ، فيبقى الحل الأخيرأن يدخل الخلية كلها في الكيس من أعلى إلى الأرض ، و يضع الأحجار أو التراب على جنات الكيس حتى لا يستطيع النحل الجروج من تحته ، و تترك الخلية و نحلها مسجونة طيلة النهار ، ولا يرفع الكيس عنها إلا بعد غروب الشمس وحلول الظلام لليوم الموالي ، و هذه المدة كافية لأن يستعيد النحل هدوءه و يعود إلى حياته العادية ..
| *لحسن بنلفقيه | 14 - مايو - 2005 |
| الحلقة الثالثة من تربية النحل ليلا : إعداد المصباح ذي الضوء الأحمر . كن أول من يقيّم أهم النقط المزمع التركيز عليها في هذه الحلقة هي : [ أولا ] الإشارة إلى أن الفرق الأساسي بين تربية النحل الكلاسيكية العادية و المتبعة من طرف جميع النحالين ، و التي يعرضها جميع المؤلفين في كتبهم ، وتلقنها المعاهد الزراعية ، و تعرضها وسائل الإعلام المكتوبة و المسموعة و المرئية ، و بين تربية النحل ليلا كما أعرضها ، هو أن النحالة الكلاسيكية تطبق داخلا المناحل نهارا ، و أن النحالة الليلية ، كما هو ظاهر من إسمها ، تجرى في المناحل ليلا ، معتمدة على الضوء الكهربائي عوض ضوء الشمس . و السبب الأساسي في اعتمادها هو تواجد المناحل قرب تجمعات سكنية ، لا يمكن ممارسة النحالة نهارا بقربها لما يمثله النحل من خطر اللسع لسكان هذه التجمعات إذا ما وقع ما يثيره ويتسبب في هيجانه . أما بالنسبة للتقنيات ، و باستثناء النقط السبع المذكورة في الحلقة الثانية و ملحقها ، فتبقى هي نفسها التقنيات الخاصة بالنحالة الكلاسيكية ، و يتم تطبيقها و إنجازها ليلا في ضوء مصباح كهربائي .[ ثانيا ] يُـعَـدّ استعمال الضوء الأحمر الغير المرئي من طرف النحل بناء على اكتشاف العالم الألماني Karl von Fritsch ، خطوة هامة في تقدم النحالة ليلا و انتشارها بين النحالين ، لما تسمح به من تحكم أكثر في إنجاز جميع العمليات مع أقل الخسائر في النحل ، و بجهد و تعب أقل من طرف النحال مما كان عليه الأمر باستعمال الضوء الأبيض العادي . [ ثالثا ] تنقسم المصابيح المستعملة إلى نوعين : مصابيح الجيب ، و هي مصنوعة أساسا لتعطي الضوء الأبيض العادي . و لجعل ضوئها أحمر ، يكفي استبدال الزجاجة الشفافة الموضوعة امام مصدر الضوء بزجاجة حمراء ليصبح الضوء أحمر، و يمكن هنا الإستعانة بخبرة صانع النضارات او النضاراتي Opticien . و إذا لم يتيسر هذا ، فيكفي وضع قطعة بلاستيكية حمراء تحت زجاجة المصباح ، أو إلصاقها فوق ، أو صبغها بصباغ أحمر ، ليصبح الضوء الصادر عن المصباح أحمر . أما النوع الثاني من المصابيح الكهربائية ، فهي تلكم التي تتصل بالشبكة الكهربائية أو أي مصدر للكهرباء بأسلاك لها طول بُعْدِ المصباح عن مصدر الضوء ، و هي مختلفة الشكل و القوة و الحجم ، وزجاجها أحمر .
و الجدير بالذكر هنا أن تربية النحل قرب المساكن ، ليس بالأمر الجديد ، و قد سبق لمجلة فرنسية مشهورة أن نشرت " تحقيقا " مدعما بالصور ، عن ما يقرب من عشرين منحلا في قلب العاصمة الفرنسية باريس ... و ما من مدينة مدينة إلا و فيها أماكن يسكنها النحل ، سواء بتدخل الإنسان و تدبيره أو رغما عن أنفه . و كثيرا ما يتسبب طمع الإستيلاء على العسل بالطرق الهمجية المعتادة في مثل هذه الحالات ، و أشهرها حرق خلايا النحل المنهي عنه شرعا ، في حوادث أليمة . بل و من بين مراجعي في تربية النحل ، كتاب عنوانه :" تربية النحل في القرى و المدن " ، و هو يتكلم عن التربية نهارا لا ليلا كما قد يظن البعض .
| *لحسن بنلفقيه | 17 - مايو - 2005 |
| تربية النحل : تاريخ النحالة : بقلم : جاك لومير Jacques Lemaire ?.ترجمة : الحسن بنلفقيــه Benlafqih كن أول من يقيّم
مقدمة : من بين الكائنات الحية المختلفة الأنواع ، و من بين كل التي زوِّدت منها بتلكم المهارة العبقرية التي نسميها الغريزة ، من بين هذا كله ، لا يوجد من هي أكمل صنعا لإثارة إعجاب الإنسان ، و لا من هي أقدر على التأثير في كبريائه مثل النحل ، موضوع درسنا هذا و ما سيليه من دروس ..................
تاريخ النحالة : { أي شيء أحلى من العسل ? } ، كان هذا هو جواب رجال " ثينا " على اللغز الموضوع من طرف " شمشـون " . و تتردد هذه الصورة كلازمـة خلال حقبات ما قبل التأريخ . و تتجمع الكلمات في كل اللغات لتعطي للعسل معنى الحلاوة الزائدة و الطعم اللذيذ . فهل يستلزم هذا الإعتقاد بأن تربية النحل قديمة قدم العالم ? هذا غير صحيح ، على الأقل إذا اعتبرنا المعنى الحقيقي للكلمة ، و ما ترمز إليه من استعمال بيوت منتظمة في الوضع و مهيئة لإيواء طرود النحل قصد الجني المنظم و الممنهج لإنتاجها من العسل .
تعتبر النحالة من الفتوحات الإنسانية التي يمكن وصفها بالمتأخرة . صحيح أنها عُرِفت منذ أكثر من ألف سنة قبل الميلاد ، إلا أنها بقيت و لآلاف السنين في مرحلة بدائية ، اكتفى الإنسان خلالها بجني العسل دون معرفة كيفية إنتاجه و دون أن يفكر في حماية هذا الإنتاج و رعايته . و يتعلق الأمر هنا بعسل الغابات و المغارات الذي يعثر عليه بالصدفة أساسا . و كل الشواهد و الآثار توحي بأن معرفة العسل البري و أخذه من بيوت النحل [ الخلايا ] هي الخطوات الأولى نحو النحالة .
كان قدماء المصريين يرسلون بعثات حقيقية لجمع العسل و شمع النحل حول مشاجر { البطمTérébinthe } . و كانت تلك البعثات مصحوبة بحراس مسلحين بالأقواس و النبال للدفاع عنها و حمايتها من قطاع الطرق . قد يقول قائل : هذه مجرد خرافات لعدم إدراكه للأهمية البالغة التي كان العسل يحظى بها في ذلك الزمان الغابر . إلا أن القدماء تنبهوا إلى ضرورة المحافظة على هذا الإنتاج المهم ? و ذلك بالإمتناع عن أخذ كل ما يجدونه من عسل في البيوت الطبيعية للنحل ، و الإكتفاء بأخذ قسط من ما يجدونه من مخزون العسل خلال زياراتهم المنتظمة . و منذ أن سلكوا هذه الطريقة ، تقدم القدماء بخطوات سريعة نحو النحالة ، و خاصة بعد أن أسكنوا النحل في بيوت خاصة به .
إن أنواع الخلايا التي صنعها الإنسان في هذا الميدان جد متنوعة :
فضلت مصر الجرة و أنابيب من الطين . و وقع الإختيار في غير هذا البلد على مواد عازلة مثل لحاء أشجار { البلوط } أو { الفلين } في أشكال أسطوانية ، و أغصان { السوحرOsier } على شكل سلال مختلفة الحجم ، ثم الخشب الذي أعطى للخلايا مظهر بيوت النحل . أما فيما يخص معرفة النحل ذاته ، فقد بقي الطيران العرسي vol nuptial ، و خصوصيات التكاثر لذى الملكات مجهولا من طرف الأقدمين . و ظهرت نظريات غريقة في الغرابة عن توالد النحل و تكاثره . و كيفما كان الحال فإن هذه الحشرات بقيت دائما رمزا للخلود .
إذا كان لزاما علينا تصديق الأسطورة ، فإن أصل النحل من جزيرة باليونان . كانت الأدوات المستعملة عند اليونانيين جد بدائية ، و هي عبارة عن إناء ذي قناتين ، يسمح بنفخ دخان كثيف داخل الخلايا . و يعصر الشهد في سلال مخروطة الشكل و مصنوعة من أغصان { السوحر = Osier } ، أو في أواني فخارية مثقوبة عثر علماء الحفريات على نمادج كثيرة منها . و كان العسل يخزن في جرار فخارية و يقفل عليه بالشمع . أما بالنسبة لتعمير الخلايا و إسكان النحل بها ، فإن النحال البدائي كان يعتمد أساسا على ما تجود به الطبيعة ، و إعانته لها بطرق اكتسبها تدريجيا نتيجة احتكاكه بالنحل . و تبعا لنصائح " فرجيل Virgile " [ 70 ـ 19 ق.م. ] ، يجب أن تكون خلايا النحل مغطاة من الخارج لحمايتها ضد أعدائها و من تقلبات الجو ، مع تزويدها بأغطية منفصلة عنها حتى يمكن الزيادة في حجم بيوت النحل حسب توافر كميات مخزونها . و من أنفذ التوصيات و أحذقها عند " فرجيل " توجيه أبواب الخلايا نحو الجنوب midi ، و وضعها في أماكن دافئة لوقايتها من الرياح . كما أوصى بإعطاء الخلايا ميِلاً أماميا عند وضعها على الأرض ، حتى يتسرب منها ماء المطر إلى الخارج . و تكلم عن قص أجنحة الملكة [ كان فرجيل يقول الملك ] لمنع التطريد essaimage أو خروج الطرود [ التفريخ ] ، و ذكر أيضا استعمال الأصوات المزعجة و إرسال الرمل في الهواء لإرغام طوائف النحل الطائر [ الطرود = essaims ] على النزول لإصطيادها . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 25 - مايو - 2005 |
| تاريخ النحالة : بقلم : جاك لوميرJacques Lemaire . ترجمة :الحسن بنلفقيه Benlafqih [تابع ] . كن أول من يقيّم
حاول الرومانيون بطبيعتهم القانونية معرفة صاحب الحق في الطرود الطليقة ، و اتفق جمهورهم على أنها لمن حصل عليها الأول ، بقطع النظر عن مصدرها . و تجب مراعاة نظافة الخلايا بعد تعميرها ، و حفظها من العظايا و الخطاف و بنات وردان و فراشة الشمع .
و أوصى " كولوميل Collumelle " اليوناني ، منذ القرن الأول للميلاد ، بمحاربة مرض النتن أو العفن الذي يصيب الحضنة couvain ، و كانت تستعمل لكل الحالات الوقائية تباخير الكالفانوم galvanum ، او وصفات غريبة يدخل في تركيبها الورد اليابس ، و القنطريون centaurée، و العفص noix de Galle ، و جذور أميليا Amélie مغلاة في خمر ، و كان كل الكتاب القدامى ينصحون باستعمال هذه الوصفات لوقاية المناحل .
رحل النحل من الشرق و من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى القوقاز ، ثم حاذى نهر الدانوب و اجتاز جبال الألب ليصل إلى أوروبا .
احتفظت خلايا النحل بشكلها المستدير في كل من الشرق بآسيا ، أو في قلب إفريقيا إلى جبل طارق . و هي في غالب الأحيان من جذ وع أشجار مجوفة ، مغطاة بالأحجار و مستقبلة للشمس و في وضع عمودي ، كما تكون أحيان أخرى على شكل أسطوانات صغيرة من الفلين liège ، أو من خشب مثقوب ، و معلقة في الشجيرات المتسلقة lianes.
انتقلت النحالة من القوقاز إلى أوكرانيا و رومانيا ، و من البلقان إلى الألب ، و بخاصة شمال إيطاليا ، ثم عمت كل القرى النائية . و استعملت خلايا خشبية أو معروشة على شكل قوالب السكر و مغطاة بالتبن [ بلغاريا ] ، أو صناديق خشبية [ رومانيا ] موضوعة عموديا و مثقوبة من أسفلها . و نجد أنماط جديدة من الخلايا غرب جبال الألب : هي عبارة عن سلال من أغصان السوحر ، لا يزال مربو النحل بهذه المناطق يستعملونها إلى يومنا هذا .
و لم تعرف تربية النحل تقدما يذكر حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 26 - مايو - 2005 |
| تاريخ النحالة : بقلم جاك لومير Jacques Lemaire . ترجمة الحسن بنلفقيه Benlafqih [ تابع ] كن أول من يقيّم
أعلام النحالة : لم تعرف تربية النحل تقدما يذكر حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي
. في هذه الفترة ظهرت أعمال " سواميردام جان Swammerdam Jan " المزداد بأمستردام في 12. 2. 1637 ، الحائز على دكتوراه في العلوم سنة 1672 و المتوفى سنة 1680. نشر " سواميردام " كتابه المسمى " إنجيل الطبيعة " سنة 1667 و ضمنه أعماله الطلائعية في ميدان تشريح النحلة. و بفضل الإكتشاف الحديث للمجهر آنذاك ، استطاع " سواميردام " تدشين التشريح الداخلي للنحل ، و مكنت دراساته من معرفة المعدة المزدوجة المكونة من الحوصلة jabot و المعدة estomac [1]، و الأعين ، و الفم ، و الأرجل . و اكتشف كذلك المبيض المزدوج و قنواته عند النحلة الأم [= الملكة ] .
| *لحسن بنلفقيه | 26 - مايو - 2005 |
| تاريخ النحالة : بقلم جاك لومير Jacques Lemaire . ترجمة : الحسن بنلفقيه Benlafqih . [تابع] كن أول من يقيّم أعـلام النحالة : " فرانسوا هوبير François Huber " ازداد سنة 1792 بسويسرا ، و مات سنة 1838 . قضى " هوبير " حياته في دراسة النحل . فقد بصره و هو لا يزال صغيرا ، إلا أنه استمر في أبحاثه بمساعدة و رفقة خادمه و ملازمه " فرانسوا بورنيسن François Burnesn " الذي كان يقرأ له و يتعلم بجانبه ، و الذي أبان عن جدارته و خبرته كملاحظ .
درس " هوبير " مذكرات " ريومور " عن النحل ، و تحقق من اكتشافات " سواميردام " و " بوني " ، ثم قام بملاحظاته الشخصية بعد تجاريب عديدة تدل عن عبقرية فذة ، مكنته من اختراع الخلية الورقية ruche à feuillets التي تعتبر أم الخلية العصرية الحالية [ المعاصرة ] .
" جان دزيرزون Jean Dzierzon " [ 1811 ـ 1906 ] . عيِّن قسيسا بـ Karmsmarkt ، و أنشأ منحلا مكونا من 500 خلية نحل ... اكتشف التوالد العذري parthénogenèse عند النحل ، و جرت حول هذا الإكتشاف مجادلة ساخنة بينه و " ديكيل Diekel " الذي يدعي أن البيض كله ملقح ، و أن الشغالات هي المسؤولة عن تحديد الجنس عند النحل . و ملخص الإكتشاف هو : " تتميز النحلة الأم [ الملكة ] بخاصية فريدة و هي أنها ، و حتى في حالة عدم إخصابها أو تزاوجها بذكر النحل ، تستطيع وضع بيض " خصب fertile " ـ غير ملقح ـ ينتج عنه بعد الفقس ذكـور . و هذا ما يعرف بالتوالد العذري . [ بمعنى أن الأم العذراء تبيض بيضا يعطي دائما و أبدا ذكورا ] ..... و تزودنا الوزارة عن هذا الموضوع بمعلومات مأخوذة من كتاب " النحل " لمؤلفه " جرترود هيس Gertrude Hess " هذا نصه :" قد تحاول شغالات النحل أحيانا إنقاد خليتهم من هلاك محتوم ، عندما تفقد الخلية ملكتها إثر مرض ، أو عندما تبقى الملكة عذراء غيرملقحة ، او إذا صارت جد مسنة و لم تعد تضع بيضا . في هذه الحالات ، و بالرغم من ان الشغالات هي إناث غير كاملة التكوين جنسيا ، و أنها لا تلقح من طرف الذكور نظرا لضيق أعضائها التناسلية و نقصان نموهذه الأعضاء ، فإن الغريب في الأمر أنها تحاول إنقاذ خليتها فتضع هذه الإناث بيضا غير ملقح يعطي ذكورا . و هذا دليل قاطع على أن تحديد الجنس عند النحل متعلق بالإخصاب أو التلقيح .و تعرف هذه الظاهرة الموجودة عند بعض الحيوانات الدنيا باسم :" التوالد العذري " . و يتمثل عند النحل على الشكل التالي : يمكن لكل انثى نحل غير ملقحة وضع بيض يعطي ذكورا . و في استطاعة كل ملكة نحل ملقحة وضع بيض ملقح ، أو وضع بيض غير ملقح ، و بكل حرية . فيعطي البيض الملقح إناثا [ ملكات أو شغالات ] . و يعطي البيض الغير الملقح ذكور . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 26 - مايو - 2005 |
| تاريخ النحالة : بقلم جاك لومير Jacques Lemaire . ترجمة : الحسن بنلفقيـه Benlafqih [ تابع ] كن أول من يقيّم
أعلام النحالة : " لنجستروط Langstroth " ازداد بفيلاديلفيا سنة 1810 و توفي سنة 1893 . قام بتطوير و إتمام خلية " هوبير " الورقية ، و اخترع الخلية العصرية ذات الإطارات المتحركة التي تحمل اسمه ، سنة 1851 . ثم قام بتربية النحل على نطاق واسع ، و ترك لنا مؤلفه الشهير :" النحلة و الخلية " .
" ديلا روكا Della-Rocca ": قس بجزيرة " سيرا " اليونانية . حسن خلاياه باستعمال إطارات متساوية داخل خلايا مستطيلة من طابقين .
" فوارنوت Voirnot " الفرنسي : صنع الخلية التي تحمل اسمه ، و هي مكعبة الشكل ، مقاييس إطاراتها هي : 33 سم * 33 سم . ألف كتاب " النحالة الإنتقائية " ، و هو عبارة عن بحث تحليلي منطقي لمختلف طرق تربية النحل .
" دادانت Dadant " : الفرنسي المزداد سنة 1819 . بدأ في النحالة و عمره عشرة أعوام ، إلا أن عمله لم يتعدى موسما واحدا . ثم جدد المحاولة بعد عشر سنوات دون جدوى . و أخيرا عمّـر خلاياه سنة 1849 . رحل إلى أمريكا سنة 1862 و قضى بها سنواته الأولى في عسر . صنع خلايا " كوينبي QUINBY و استحدث منها خليته " دادانت Dadant " . و عملا كثيرا كداعية لسلالة النحل الإيطالي بأمريكا الشمالية . كان من أكبر صناع الأساسات الشمعية . و توفى سنة 1902.
" دولايانـس De Layens " : : هو المصمم للخلايا الأفقية التي تسع عشرينا إطارا . ابتكر طريقة لصنع نبيـذ العسل Hydromel ، و اخترع المدخن الأوطوماتيكي . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 28 - مايو - 2005 |
| تاريخ النحالة : بقلم جاك لومير Jacques Lemaire . ترجمة : الحسن بنلفقيـه Benlafqih [ تتمة ] كن أول من يقيّم أعلام النحالة : " جوهانس مهرينغ Johannes Mehring " : المزداد ببافيير Bavière ، سنة 1816 ، اخترع معصرة للشمع تمكّـن من صناعة الأساسات الشمعية cires gaufrés التي تثبت في الإطارات الخشبية داخل الخلايا .
" روت Root M.A.I." الأمريكـي : اخترع أول آلة اسطوانية لتحسين صناعة الأساسات الشمعية ، ما زالت مستعملة إلى عصرنا هذا .
" وابلتde Sauges Woiblet " : السويسري ، هو مخترع الدواسة éperon المستعملة لتثبيت الأسلاك في الأساسات الشمعية في الإطارات الخشبية . كما اخترع نوعا من عتلة النحال lève-cadre .
" كوينبي Quinby " : تخيل المنفاخ المدخن سنة 1875 ، و تم إمام صنع هذه الآلة من طرف " روت " و " بنغهام " .
" النقيب هروتشكا ٍخى أقعسانض ? الإيطالي : تخيل آلة الفراز éxtracteur إثر حركة قام بها إبنه و هو يدير يده كمقلاع و بها طبق من شهد العسل . و استعمل مربو النحل هذه الآلة في جميع بقاع الأرض ، و لا تزال مستعملة إلى الآن ، و بكثرة . و مات النقيب سنة 1888 مجهولا من طرف النحالين ، رغم مساعدته لهم و فضله على تقدم حرفتهم و صناعتهم .
" كرايمير Kraemer " : أوصى بتلوين ظهور الملكات لمعرفة عمرها و مراقبتها ، و حدد الألوان المستعملة .
" كـوش Koch Pr." : استطاع القضاء على مرض الأكاريوز acariose باستعمال تباخير من مادة تسمى P.K [ Pr.Koch] .
{ انتهى الدرس الأول }
| *لحسن بنلفقيه | 28 - مايو - 2005 |