وصلتني رسالة كريمة من الأستاذ محمد التائب، فأحببت نشرها مع الرد عليها في مجلس الشعر لندرة السؤال. قال بعد التحية والسلام:
(اطلعت بعض الشيء على موقع الوراق الذي أرشدني إليه بعض الأصدقاء وأعجبت
به كثيرا، ولكن نظرا لعدم خبرتي في مجال التعالمل مع أجهزة الحاسوب وشبكة
المعلومات الدولية، وعدم تمكني من الاستفسار عن هذا الموضوع بالذات عن طريق
موقع الوراق لذلك فإني آمل منكم مساعدتي في الحصول على معلومات موثقة حول
أبي اسامة الجشمي الشاعر الذي ذكرله السيوطي في كتابه همع الهوامع بيتا من
الشعر هو
(فلا والله نادى الحي قومي .. طوال الدهر ما دعي الهديل )
و هو من مقطوعة أولها
(وهادية قعدت لها سبيلا فجاءة وهي نافرة تجول )
وتقبلوا مني سيدي الفاضل فائق التقدير والاحترام
محمد التائب..... فكتبت في الرد عليه:
أخي العزيز محمد التائب، تحية طيبة وبعد، قرأت رسالتك قبل الانصراف من الدوام بدقائق معدودات، لذلك اعذرني على قصر الرسالة، أما أبو أسامة الجشمي فهو قاتل الصاحبي الجليل (سعد بن معاذ) في إحدى روايتين كما ذكر ابن هشام وابن الأثير في (أسد الغابة) وابن سعد في (الطبقات) وغيرهم. كان حليفا لبني مخزوم، وسماه البلاذري في (أنساب الأشراف): زهير بن معاوية الجشمي. وهو الذي حمل كتاب أبي سفيان إلى النبي (ص).يوم الخندق. كما ذكر الأنباري، وقد عده ابن الأثير في الصحابة، فقال في (أسد الغابة) في ترجمته: (زهير بن معاوية الجشمي. يكنى أبا أسامة، شهد الخندق. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى ولم يخرجا له شيئاً.) وكذا فعل ابن حجر في الإصابة، قال: (زهير بن معاوية الجشمي يكنى أبا أسامة. ذكره أبو نعيم وقال: شهد الخندق وتبعه أبو موسى.) وفي كل هذا ما يدل أن ترجمته غير محررة. وذكره مصعب في (نسب قريش) بيتين له من قصيدة في مقتل الصحابي فروة بن حذافة الجمحي يوم بدر، وتشكك في ذلك فقال:(أو أُسِر)؛ والبيتان:
(ويدعوني الفتى عمرو هدياً ..فقلت: لعله تقريب غـدر) ..
(كفعلهم بفروة إذ أتـاهـم ..فظل يقاد مكتوفاً بضفـر)..
ومن أخباره في المنتظم لابن الجوزي: (عن زهير بن معاوية الجشمي، عن خُصيف، عن مجاهد: فَتَلَقَى آدم مِنْ ربهِ كَلِمَات. قال: هو قوله: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا...." إلى آخر الآية. قال قتادة: تاب اللّه على آدم يوم عاشوراء.) له أخبار في كتب الصحابة، وهو الذي قتل الصحابي ذا الشمالين يوم بدر، ورمى أبا سلمة بمعبلة في عضده فجرحه يوم أحد. وكان ابنه مالك بن زهير الجشمي من رمى رسول الله (ص) بسهم يوم أحد فوقاه طلحة (ر) بيده. فيما ذكر الأنباري أيضا.
وفي كتاب المعاني الكبير) لابن قتيبة، وقال أبو أسامة الجشمي يصف سهما:
(كأن الريشَ والفوقيْنِ منه...يُعَلّ به أجاجِيّ علـيلُ)..
وكانت له ترجمة في (معجم الشعراء) للمرزباني، ولكنها لم تصلنا، فهي في القسم الذي لا يزال ضائعا من كتاب المرزباني.
وكل المراجع المذكورة في رسالتي منشورة على الوراق. وبإمكانك الرجوع إلى كتاب (لمع اللوامع على همع الهوامع) للشنقيطي، وأحسب أنه ترجم لأبي أسامة فيه، ولو كان في مكتبة المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي نسخة من هذا الكتاب لنظرت لك فيه، وهو مطبوع غير مرة، قرأته قديما عام (1980). وسلام من الله عليك، ودمت في أمانه ورحمته.
|