يسعى الكثير من النقاد والدارسين العرب سعياً حثيثا وشاقا إلى البحث عن أصول في الثقافة العربية لبعض الفنون الأدبية كالمسرح (خيال الظل)والقصة (المقامات) والرواية(ألف ليلة وليلة) والملحمة (سيرة عنترة) وقصيدة النثر (مواقف الحلاج ومخاطباته).. فهل من شأن ذلك أن يضيف إلى هذه الثقافةشيئا?.. أم أن الأمر كان بدافع من الحس العشائري المتأصل في أعماق الشخصية العربية التي ترفض كل دخيل، وتأبى أن يكون الانتماء إلا (بورقة نسب) تعطيه الحق في الحياة حياة طبيعية?.. أليس في الاصطلاح المستخدم في التعبير عن تلك الفنون (الفنون الدخيلة) ما يبرر لنا الميل إلى هذا الرأي?.. إن الثقافة العربية المعاصرة في حاجة (أو هي مضطرة) فيما يبدو إلى التعامل مع هذه الفنون (الدخيلة)، إلا أن تركيبتها (العشائرية) لا تسمح لها بذلك، فعمدت إلى ما يسمى بالتأصيل، فرسمت شجرة نسب لتلك الفنون تخولها الحق في الحياة.. |