| تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |
| نصيحة لكل المبتدئين في كتابة الشعر كن أول من يقيّم قصيدتك يا صديقي جميلة ورائعة، وتدل على قلب يفيض بالمحبة والصدق، إلا أنها ينقصها شيء ليس بالصعب إذا أنصت إلي قليلاً واتبعت نصيحتي، فأنا أنصحك بقراءة قصيدة (يوميات جرح فلسطيني) للشاعر محمود درويش. أنصحك بذلك لتعرف قيمة القافية والوزن الشعري، وسأختار لك قطعة من هذه القصيدة، وأرشدك إلى السبب الذي جعلها أجمل من قصيدتك. قال (لم نكن قبلَ حزيران كأفراخ الحمام
ولذا، لم يتفتَّتْ حبنا بين السلاسلْ
نحن يا أُختاه، من عشرين عام
نحن لا نكتب أشعاراً،
ولكنا نقاتل)
فانظر إلى قوله: (كأفراخ حمام) لو قال: (كأفراخ عصافير) لكان ذلك نشازا في السمع ، ينبو عنه الطبع. وكان قوله كأفراخ حمام مقدمة لقوله: (من عشرين عام) فلو قال من عشرين سنة لكان كلاما سخيفا، ثم إنه كرر قوله: (نحن) مرتين ليستقيم الوزن، ولو اكتفى بواحدة منهما لتشوهت القطعة. ثم إنه مهد بقوله (بين السلاسل) ليقول: (ولكنا نقاتل) فلو قال: (ولكنا نحارب) لكان قولا لا تسيغه الأذن ولا يحرك في النفس شيئا من كوامن المتعة والجمال. ولو أنه قال في البدء (ولهذا لم يفتت حبنا بؤس التجارب) لكان قوله (ولكنا نحارب) هو الذي يهش إليه الطبع، ويبش له السمع. وهكذا إذا قرأت كل قصيدته رأيت التزامه بتفعيلة (فاعلاتن) وسجعه بالقوافي هيكل الجمال الذي يطوف به قارئ القصيدة. وأنا سأختار من قصيدتك مقطعا أيضا وألتزم به شيئا من قوافيك، وأنظمها على تفعيلة (فاعلاتن) لترى قيمة البحر والقافية، وقديما قال شيخنا أبو العلاء:
(لا خَيلَ مِثلُ قَوافي الشِعرِ جائِلَةً ... أَبقى عَلى الدَهرِ أَعناقاً وَآطالا) .. (إِن يَنقُلُ الحَتفُ عَن عاداتِهِ بطلاً ... فَما تَزالُ مَعانيهُنَّ أَبطالا) وحديثا قال عبد المعين الملوحي: (ومن يهو موج البحر يهوَ هديره ... ومن يهو موج الشعر يهوَ القوافيا). وها أنا أهديك قطعة من قصيدتك على هدير القوافي:
(انثريني مطرا يحيي الحقول... ثم كالعقد انظميني .. واقرأيني واكتبيني ... أحرفا نازفة فوق الفصول)
(اذكريني لليالي وارسميني للمهاجر... في وجوه السجناء الطلقاء... لا يراها اليوم إلا الفقراء ... أنَّةً ملء القلوب .. صرخة ملء الحناجر) .. (جرديني حدثيني .. واتركيني من كلام الفقهاء .. وكما شئت اقرأيني) (علميني روعة الإبداع يا دفق الحنين ... واجعلي من عبق الإلهام همس الكلماتِ ... أنا مشتاق لأنهي حول عينيك حياتي ... وأناجي ذكريات الصادقين) (اكتبي عني لكل الخطباء .. صممي انت الغلاف .. أنت من يعرف أني لا أخاف .. وارسميني حملا بين الذئاب ... واكتبي بالقلم الأحمر عنوان الكتاب ... رجل لم يعترف بالجبناء) ..
وهكذا يا أخي العزيز يمكنك أن تستمر بكتابة الشعر، فأنت شاعر ينقصه فن الشعر العربي، وإتقان هذا الفن ليس بالصعب على من رزقه الله ما رزقك من رقة القلب ورهافة الحس، وسعة المحبة، ودفق الأيمان، منتظرا أن أقرأ لك في المرة القادمة قصيدة تراعي فيها ما نصحتك به، متمنيا لك التوفيق. صديقك: زهير أحمد ظاظا.
| *زهير | 9 - أبريل - 2005 |
| أشكرك أستاذي القدير كن أول من يقيّم كم أسعدني أن أرى ماكتبت منشورابين صفحات الوراق ..
أستاذي الكريم .. أنا بدوي ومن قلب الصحراء .. وقد قرأت شعر الشاعر فاروق جويدة .. والشاعر نزار قباني .. وأحمد مطر وتأثرت بتفعيلتهم .. أو نمطهم في القصيدة الحرة ذات الجرس الموسيقى .. وكتبت من باب الفطرة
فهل قصائدهم تعنى بما ذكرت لي من التفعيلة ..
أحب الشعر الحر كما يسمى فقصيدتي من أي انواع الشعر ?
لا زلت أتعلم منك .. وهذا يشرفني استاذي القدير..
تقبل خالص مودتي وشكري وتقديري
تلميذك ،،،،،،،،، عرار | محمد | 12 - أبريل - 2005 |
| على الرحب والسعة كن أول من يقيّم تحية طيبة لشاعر البيداء (عرار): اسمح لي أن أكون سريعا في جوابك هذه المرة، فتفصيل الجواب على سؤالك يقتضي صفحات طويلة، أما نزار قباني فهو سيد من كتب شعر التفعيلة، ومعظم شعره من الشعر العمودي، وإن كان ينشره بصورة شعر التفعيلة، أما إسهاماته في الشعر الحر فقليلة جدا بالقياس إلى شعره العمودي، وشعر التفعيلة الذي رفع لواءه، وسأورد لك هنا قطعة من أواخر ما كتب في شعر التفعيلة، وهي أشبه بقصيدتك، في موضوعها ووزنها (فاعلاتن) وهي قوله: (ثقفيني ثقفيني: فأنا من قبل أن أقرأ في عينيك لم أقرأ كتابا) (وأنا من قبل أن اكتشف الحنطة في خصرك كانت هذه الدنيا خرابا). أما الشاعر فارق جويدة فلم أقرأ له الكثير، ولكني قرات له استجابة لطلبك قصيدة بعنوان (ويضيع العمر) وهي من شعر التفعيلة، على تفعيلة (فاعلاتن) بل هي من مجزوء الرمل في معظمها. كقوله فيها (هل ترى في العمر شيئا ... غير أيام قليلة) .. (تتوارى في الليالي ... مثل أزهار جميلة) وهذا مجزوء الرمل، وهو من أقدم الأوزان العربية، ومنه القصيدة المشهورة (طلع البدر علينا). أما قصيدته (إلى أطفال العراق) فهي من تفعيلة الكامل (متفاعلن) ويجوز فيها تسكين التاء، كما يجوز فيها ما يجوز في قافية الكامل، مثل انقلاب متفاعلن الأخيرة فيه إلى (متفاعلان). وكذلك قصيدته (عندما ننتظر الربيع) وأولها: (قالت سأرجع ذات يوم عندما يأتي الربيع) من ذات التفعيلة.
كذلك الأمر فيما يخص الشاعر مطر، فقصيدته (منفيون) من تفعيلة (مفاعيلن) ومعظمها من بحر الهزج (مفاعيلن مفاعيل) وقصيته (الممثلون) من تفعيلة (مستفعلن) التي يجوز فيها (متفعلن) و(مفتعلن). أي بفتح التاء في الأولى على وزن (مقطم) وتسكين الفاء في الثانية، على وزن (مشتعل). وقصيدته لص بلادي، من تفعيلة (فاعلاتن) وكذلك قصيدته: (طاغوتية) وقصيدته: (جاهلية) وقصيدته (الأبكم) وقصيدته (آية النسف) كل ذلك من تفعيلة (فاعلاتن) وتسمى (تفعيلة الرمل). أما قصيدته (عفو عام) فهي من تفعيلة نادرة تسمى (منهوك المنسرح) ووزنها (مستفعلن فعولن) ويشترط فيها أن لا تقع (فعولن) إلا مرة واحدة في نهاية التفعيلات، فقوله فيها: (هذا ومن لم يلتزم بهذه الأحكام) وزنه: (مستفعلن مستفعلن متفعلن فعول) وقوله: (يحكم بالإعدام) وزنه: (مفتعلن فعول). وكذلك قصيدته (أبا العوائد) وقصيدته (المخبر) وقصيدته (الحارس السجين) وقصيدته (سواسية) كل هذه القصائد من ذات تفعيلة (منهوك المنسرح). وأما قصيدته (انحناء السنبلة) فهي من تفعيلة (فعولن) وتسمى تفعيلة المتقارب. ويجوز فيها حذف النون. كقوله فيها: (لأن التراب صميم البقاء) ووزنها (فعولن فعول فعولن فعول) وترد اللام الأخيرة ساكنة على الأغلب فتتحول إلى (فعو). أما قصيدته (لا نامت عين الجبناء) فهي من تفعيلة (فعلن) وتسمى تفعيلة الخبب، وهي من أصعب التفعيلات، وهذا البحر هو السهل الممتنع، لا يجيد الكتابة فيه إلا كبار الشعراء، وأقدر من كتب فيه الشعر الرصين هو الشاعر الستالي: أحمد بن سعيد، المتوفى سنة (676هـ) ومن المعاصرين شوقي في معارضته لدالية الحصري (يا ليل الصب) وسبب صعوبة هذا البحر أنه بلا وتد، لذلك أخرجه الخليل بن أحمد من قائمة البحور، وإن كان قد كتب هو فيه أبياتا مشهورة. ثم إن المعاصرين أجازوا فيه حذف النون، كما فعل نزار ومانع سعيد العتيبة، فكثرت أوزانه، وصار أقرب إلى أوزان الموشحات والطقاطيق. ومنه الأغاني المشهورة: (قارئة الفنجان) و(رسالة من تحت الماء) و(زيديني عشقا) و(يا ليل الصب) و(مضناك جفاه مرقده) وغير ذلك كثير.
أما قصيدته (انتفاضة) فهي من الشعر العمودي من البحر الكامل، من قافية المتواتر، وأولها: خل الخطاب لمدفع هدار ... واحرق طروس النثر والأشعار) أما البحر الكامل فيتألف من (متفاعلن) ست مرات، ويجوز فيه تسكين حرف التاء، وهو ما يسمى بالإضمار. ومعنى تواتر القافية أن يكون آخر ثلاثةأحرف: ساكنين بينهما حرف متحرك، مثل (بلادي). ولا أريد أن أطيل عليك، واسمح لي أن أهديك قصيدة لي من شعر التفعيلة، كتبتها منذ (20) سنة، وكان سبب تأليفها أني صادفت صديقا لي في الطريق في ساعة متأخرة من الليل، وكنت لم أره منذ أكثر من سنتين، فتفاجأت بصحته المتردية، وأنه أصبح أعرج، وكان ملء العين والبصر، فسارعت إلى عناقه وأنا أسأله عن طول غيبته، وسبب تدهور صحته، فرأيته يأخذ يدي يريد يقبلها ويقول لي: يا ليت تعفيني من قسوة الإجابة على هذا السؤال، وتؤلف لي قصيدة تكون جوابي كلما سئلت عن ذلتي وهواني. وراح يقص علي القصة، ولم أنم تلك الليلة، بل لم أرجع إلى البيت، وبقيت متسكعا في الشوارع حتى عدت إليه قبيل الفجر، وأعطيته القصيدة، وهي من تفعيلة (فاعلاتن) وعنوانها: (ولادة جديدة):
أوقفوني في الطريق ... وأحاطوني بأفواه البنادق... وتلفتُ يمينا ويسارا لأرى ما ذا فعلتُ... وعوى كلبٌ بوجهي فارتجفتُ.... ومضوا بي حيث لا أعرف مذلولا مهانا... ثم أشرفتُ على القهر عيانا... فأداروني، فعُصّبتُ وقُيدتُ وأُدخلتُ البلاطا... وتغديت عصيا، وتعشيت سياطا....ثم ساقوني إلى زنزانة تجتر سخطي ... أتعاطى في ظلام العدل صحرائي وقحطي... بين جنات من الكفر وأنهر... هكذا تسعة أشهر... ثم لما عرفوني أنني غير مسيء... ووديع وبريء ... أطلقوني من قيودي... ورموني في الطريق ... فتمخضتُ ببؤسي ... وأنا أطلق كالحامل في لعنة نفسي ...لم أكن أجهل أني قد حملتُ... لا تسلني ما ولدتُ .... ربما أخجل من نفسي ولكن ... كنتُ إنسانا فأصبحت مواطن....
| *زهير | 12 - أبريل - 2005 |
| الأستاذ زهير كن أول من يقيّم السلام عليكم
الأستاذ زهير
اعجبني تعليقك كثيرا وشدني ما تجود به من هذه المعلومات الغزار لذلك أضع بين يديك هذه القصيدة وأنتظر رأيك فيها
************** كيف السبيل إليها ? ************
عذرا أبا الفضل إن العذر ينسكب ** أهوى بي الخوف أم أهوت بي الكرب
عذرا فما حيلتي هل كنت تعلمها ** وإن علمت فهل مثلي ستنتحب
ماذا عساي أقول اليوم يا أبتي ** ماذا عساي أقول اليوم يا عرب
أختاه أختاه هل تبكين من أرقي ** أم من فراقي وقلب الأم يلتهب
أبا الوليد أرى دمعي بلا سبب ** كما تظنون يجري عندي السبب
مررت يا قيس بالأطلال تنظرها ** تقبل الدار عل الوصل يقترب
وهمت في البر والصحراء تقطها ** فقال من جهلوا العشاق وانتخبوا
مجنون أغرته ليلى ليت قافيتي ** تقول مها فمن منها سيغترب
رأيتها في سواد الليل باسمة ** كأنها البدر لا بل إنها العجب
لا يذكر البدر والحسناء بادية ** وإن تخفت فلا لن تذكر السحب
ألفيتها في جبين المجد ثاوية ** وفي الطريق إليها تنثر الكرب
ريم وعين المها تزدان في ألق * يا ليتها علمت أني لها طرب
كيف السبيل إليها كيف يا أبتي ** في طرفة العين أم يسعى بي اللعب
مالي وللنجم يرثيني ويخبرني ** أني إلى ساحل الأوهام أنتسب
هل قال صدقا أجيبوني على عجل ** إن كان ما قاله يرجى ويحتسب
فلتنظروني إلى قبري أمهده ** وأفرش اللحد ثم أبيت أرتقب
هات الإداوة يا قرطاس وانتبهي ** يا نفس مما جرى لن ينفع الهرب
ما عاد يجدي كلامي دونما عمل ** دعي الكلام وخلي الفلعل ينتصب
والله يجعل بعد العسر ميسرة ** ولن يكون سوى ما خطت الكتب
إن الظلام له صبح يبدده ** والنار في مهدها تقوى لها القرب
| أبو عمر | 2 - مايو - 2005 |