| تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |
| سلم الله يديك يا أستاذنا لحسن بنلفقيه كن أول من يقيّم سلم الله يديك، يا أستاذنا لحسن بنلفقيه: سلم الله يديك وأقر عينيك، وأعلى جاهك، وأجزل ثوابك، ونولك ما تحب، وحال بينك وبين ما تكره، ومد في عمرك، وزاد في همتك، وكلأك بعنايته، وحاطك بأجنحة ملائكته، وأنزل عليك شآبيب الرضوان، وخلد ذكرك في العالمين، أستاذا كريما معطاء، ناصع الطوية، نبيل الأيادي، سيدا وجيها، في الدنيا والآخرة (إن شاء الله) شكرا لك، وشكرا لقلمك، وشكرا لأبويك على هذه المأثرة المباركة، التي رفعا لواءها في مغربنا الحبيب، الذي كان ولم يزل بأمثالكم منهل الطالبين وموئل السائلين. وانا يا سيدي، ولست وحدي، بل معظم أصدقاء الوراق يتشوفون إلى أن تبعث إلينا بنبذة عن حياتكم الغالية، ومع أنني لا أقنع بالنبذة والنجعة، وأعلم أني أثقل عليكم بذلك، ولكن مثلكم من أجاب، وهذا مطلب عزيز في نقديرنا. ولا أخفيكم أني بحثت جاهدا في مظان العثور على ترجمتكم فلم أفلح، وخشيت أن لا يكون قد سبق إلى ذلك من قام بواجب العلم والأدب، فإن كان ذلك واقعا فأرجو إرشادي إلى ذلك، وأنا سأقوم إن شاء الله بإتحاف أصدقاء الوراق بتحريره. والسلام عليكم ورحمة الله. زهير أحمد ظاظا (أبو ظبي: 3/ 5/ 2005). | *زهير | 3 - مايو - 2005 |
| رد المجبر على الرد: كن أول من يقيّم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : إلى الأخ الكريم الأستاذ زهيرأحمد ظاظا ، أخي و سيدي : إن رسالتك هذه ، على رؤوس الأشهاد ، هي رسالة لم اكن أتوقع قط أن أتوصل بمثلها و لا حتى بعشر معشار ما جاء فيها ، و من عظم أثرها علي بعد قراءتها ، ما كان مني إلا أن قمت لأصلي ركعتي شكر لله الذي منّ علي بهذه الإلتفاتة الربانية التي أجراها على يد أخ نبيل ، اختاره و سخره من بين خيرة خلقه . ثم و أنا واقف بين يدي الله ، أقرأ الفاتحة التي أحفظها عن ظهر قلب و أردد آياتها منذ ما يزيد عن خمسين عاما ، حتى هذه الآيات ، و من فرط تأثري بمضمون رسالتك ، و جدتـُني بقلب خاشع و طرف دامع أقرأ: " إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عَـلـَيَّ " تنبهت للخطأ في القراءة ، و اعدت تلاوة الآية ، و سجدت للسهو . بعدها تذكرت الحديث النبوي الشريف ، عن فرحة الأعرابي الذي قال :" اللهم انت عبدي و أنا ربك " من أثر فرحته عند عثوره على ناقته في صحراء كاد أن يضيع فيها غير مُكـْـتــَرِثٍ به . فما أشبهني بذلكم الأعرابي . أَوَلا يكفيك هذا يازهير ? ، فبالله رفقا بي ، و لا تحملني ما لا طاقة لي به . سامحك الله و تقبل منك ، و جازاك عني خير الجزاء . و الله أسأل أن يجعلني أهلا لثنائك ، و عند حسن ظنك بي ، و يرزقني و إياك ، و كل من اطلع على هذا الكلام ، حسن الختام ، و السلام .
| *لحسن بنلفقيه | 4 - مايو - 2005 |
| عندما يسأل الملحد عن وجود الله كن أول من يقيّم
وقع اختياري في شهر دجنبر 1972 ، كموظف إداري و تقني فلاحي ، لأشرف على تدريب في تربية النحل ، لفائدة فلاحين كهول و شباب ، موطنهم بالساحل الأطلسي الغني بالغابات و النباتات الرحيقية ، ما بين مدينتي الجديدة و الوالدية ، قصد تكوينهم لإنشاء تعاونيات لتربية الحل ، على أن يتم التدريب في المؤسسات النحلية المغربية ، و هي في ملكية نحال بلجيكي ، بقرية سيدي يحي الغرب، ناحية مدينة القنيطرة . أما التدريب فهو تحت إشراف و بتمويل من المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بدكالة ، و هو مكتب تابع لوزارة الفلاحة و الإصلاح الزراعي بالمغرب . و النحال البلجيكي هذا هو السيد Paul Haccour ، وهو من أوائل النحالين العصريين الذين دخلوا المغرب في السنوات الأولى من استعمارالبلد من طرف الفرنسيين ، و كان مشهورا و معروفا في جميع المناطق المغربية لتنقلاته التجارية لعرض خلاياه العصرية الفارغة و المسكونة بالنحل من جهة ، لبيعها للفلاحين بعد تعريفه لها و شرحه لمزاياها و كثرة إنتاجها ، ثم هو كثير التنقل في ربوع المغرب لأنه كان محاضرا بارزا ، كثير الكلام بيـِّن الحجة ، فاهـِمًا لتقاليد المغاربة و عاداتهم و لهجتهم ، يتكلم كثيرا عن مزايا العسل و اللبن الحامض ، و الغذاء الملكي Gelée royale ، و حبوب اللقاح Pollen ، و وسخ الكوار Propolis و الأعشاب الطبية في حفظ الصحة و الوقاية من الأمراض و في علاجها . يـُسْتـَـدْعى لإلقاء المحاضرات في المدارس و المعاهد الفلاحية و المؤسسات العمومية و الشركات الخاصة ، فيركز تدخلاته عن دور النحل في الحياة العامة ، و أثره كعامل اقتصادي في تلقيح المزروعات ، بتنقلاته خلال جمعه للرحيق و حبوب اللقاح من الزهور ، بل و يؤكد أكثر على نصح الفلاحين بكراء خلايا النحل و وضها على مقربة من مزروعاتهم و أشجارهم المزهرة لتتم عملية التلقيح هذه بنجاح فيتضاعف الإنتاج عدة مرات ، و تتحسن جودة المنتج . لذا فإني تعرفت عليه لأول مرة منذ سنة 1967 و أنا طالب بالمدرسة الفلاحية بالسويهلة ناحية مراكش . و هو فوق هذا و ذاك حائز على وسام ملكي عام 1935 ، و على ميدالية ذهبية من المنظمة الدولية لتربية النحل APIMONDIA .... تعمدت اطالة الكلام عن النحال و الأستاذ البلجيكي Paul Haccour و التعريف به لأنه الملحد المشار إليه في عنوان هذا المقال كما سيأتي على لسانه هو بنفسه .
استقبلنا السيد " هاكور " بضيعته ، و أسكننا في بيت صغير على بضعة أمتار من بيته الذي يسكنه هو و زوجته البلجيكية ? أو الفرنسية ? و خادمة مغربية . و يوجد بمحاداة البيت المرافق الخاصة بصنع البيوت الخشبية العصرية لتربية النحل ، و تعرف بالأجباح في المغرب ، و كذا البنايات المجهزة لإنجاز العمليات التقنية لإستغلال النحل و فرز العسل ، و مختبر خاص بتقنية تربية الملكات و إنتاج الغذاء الملكي . و لي مع هذا المختبر و صاحبه قصة طريفة ، تستحق الذكر ، و لا يسمح المقام بعرضها . أما مآت الخلايا المسكونة فكانت موزعة على شكل مناحل في كل منحل ما بين خمسون إلى مائة جبح ، في أنحاء مختلفة من غابات المنطقـة . و منذ الأيام الأولى من التدريب ، و خلال تواجدي معه داخل سيارته ، أثناء تنقلاتنا بين المناحل ، كان يكثر من اسئلته لي في مختلف الميادين ، كما كنت أكثر من أسئلتي له عن تربية النحل خاصة . و من أولى أسئلته لي كانت في استفساره عن مدى إيماني بتعاليم الدين الإسلامي ، و درجة تطبيق هذه التعاليم في الوسط العائلي ، فأجبته بكل تلقائية و صدق ، بأني ابن فقيه إمام ـ يؤم المصلين في المسجد ـ ، و كان رحمه الله [ـ توفى في 16 نونبر سنة 1964 ـ] يشتغل عدولا رسميا يحرر الوثائق الشرعية و العقود القانونية بين المسلمين ، خطيب جمعة ، مفت في الديار ، أستاذ في القراءات القرآنية ، عارف بالله ، لا يخشى في الحق لومة لائم ، حارس على تربية ذريته و نشأتها على سنة الله و رسوله . و لم أسأله وقتها عن مدى تمسكه هو بتعاليم دينه ، بل و لم أسأله حتى عن دينه ، أمسيحي هو أم يهودي ، و كان غالب ظني أنه مسيحي نصراني كما يقول المغاربة . و مرت الأيام و الشهور ، مع تغير أعضاء فريق التدريب من الفلاحين كل ثلاثة أشهر ، و بقائي في الضيعة لإستقبال الوافدين الجدد و السهر على تنظيم تدريبهم تحت إشراف عمال الضيعة المختصين و رئيسهم و بتعليمات الأستاذ صاحب الضيعة . و في بداية صيف 1973 ، وقعت حادثة سير للسيد " بول هاكور " ثم بعد رجوعه من المستشفى إلى بيته ، علمت بخبر عودته . فذهبت أطرق باب بيته ، و أطلب من زوجته السماح بزيارته لأطمئن على صحته . رحبت السيدة الكريمة ، و قادتني إلى غرفة نومه . و ما إن دخلت و سلمت ، و بدأت كالمعتاد في مثل هذه المواقف ، أشجع المريض و أتمنى له الصحة و العافية ، فقلت دون تفكير :" أسأل الله يا مسيو أكور ، أن يعجل بشفائك ، و أن ..." ...??? توقفت الكلمات في حلقي و لم استطع إتمام نطقها ، لأني رأيت أمامي السيد بول هاكور صاحب الجسم الضخم ، و القامة الفارهة ، و السن القريب من الثمانين ـ و عمري أنا آنذاك 23 سنة ـ رأيته يغطي وجهه بيديه و ينتحب كالطفل الصغير و هو يبكي . لم أكن أتوقع مارأيت . و أمام استغرابي سارع فقال لي : " انصت يا ابن الفقيه لـِـمَا سأقوله لك . إنني أعلم أنك مسلم مؤمــن بوجود الله مطمئن لإيمانك ، لذا فلا يمكن أن تشعر يوما بما أشعر به أنا الآن . إنني عشت كل حياتي ـ يقول بول هاكور حرفيا ـ و أنا لا أومن بوجود الله ، و لا أومن بوجود خالق . و الآن و قد رأيت الموت عيانا في هذه الحادثة ، وبعد أن تقدم بي العمر ، فإني أخشى ما أخشاه هو أن يكون هناك فعلا إله خالق لهذا الكون ، فأكون بلا شك من أصحاب النار " . و زاد في بكائه . بقيت هذه الكلمات ، بل هذا البوح العجيب ، يرن في أذني ، فأجبته بما تيسر لي آنذاك من القول ، لأخفف من روعه . و أخبرته أن ديننا الإسلامي يقول بأن باب التوبة إلى الله يبقى مفتوحا لعباده التائبين ........و بعدها شفي السيد هاكور من كسور في رقبته و وهنـه و استعاد نشاطه تدريجيا . و قد كنت طيلة فترة نقاهته أنا المكلف بنقله من بيته إلى المستشفى ، في سيارتي الشخصية و بطلب من امرأته لأنها تطمئن اكثر على رفيق دربها و هو في سيارتي و بمعيتي في تنقلاته و هو ضعيف و في حاجة إلى رعاية . فقد سبق أن تعطلت سيارتهم قبل الحادثة بشهور ، و طلبوا مني إيصالهم في سيارتي إلى زيارات عديدة لمعارفهم في مناسبات مختلفة ، قالت لي زوجة بول هاكور خلالها ، و على مسمع من زوجها ، ان سياقتي للسيارة تشعر بأمان ، عكس سياقة زوجها تماما. . و لما بدأ بول هاكور نشاطه و تنقلاته بين مناحله ، و محاضراته التي أصبح يصطحبني إليها لأكون بجانبه بإشارة من زوجته ، كمساعد و مرافق له ، قال لي بعد خروجنا من إحدى المحاضرات بنادي خاص ، كان موضوعها كعادته عن استعمال منتوجات النحل في حفظ الصحة و الوقاية و الحمية و علاج الأمراض ، قال لي :" إنني لا أكذب على الناس يا ابن الفقيه ، و الدليل أن سبب التِـئام الشقوق التي كانت في فقرات عنقي ، و رغم تقدم سني ، هو نتيجة مداومتي لأكل الغذاء الملكي و حبوب اللقاح و العسل ، و هذا ما أنصح به الجميع " . عندها تذكرته و هو يبكي فوق سريره ، فقلت في نفسي ، نسيَ الأستاذُ ضعفـَه ، و لو تذكره لأرجع فضل شفائه لخالقه . و لقد توفى السيد هاكور هذا سنة 1986 بباريس عند ابنته . و لي معه خلال السنة التي قضيتها في مؤسسته جارا و تلميذا و مرافقا و موظفا إداريا يزاول عمله ، ذكريات و ذكريات ، أتمنى أن تساعد الظروف في ذكرها لما فيها من فوائد و عبر ......أما عن قصتي هذه ، فإني كلما تذكرتها حمدت الله على نعمة الإسلام و الإيمان ، و فهمت أكثر مضمون آيات بينات من كتاب الله ، لا أمل من قراءتها ، و أجد معانيها تتجدد في كل قراءة لها و كأني أقرأها لأول مرة ، و هذا ما أشعر به فعلا ، و الله على ما أقول شهيد ، و إليكم بعض هذه الآيات ، و لاحظوا تأثيرها فيكم بعد قراءتها إثر قراءة هذه الواقعة مع استحضار خواطر المريض ـ الملحد و المشرك و الكافر ـ في الضر و النعمة .......... يقول جل من قائل في سورة يونس :{ و إذا مـَسَّ الإنسانَ الضّـُـرّ ُ دعانا لجنبهِ أوقاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضـُرَّهُ مَـرَّ كأن لم يـَدْعُـنـَا إلى ضـُـٍرّ مَـسّـهُ كذلك زُيــِّـنَ للمُـسـرفيـنَ ما كانوا يعمَـلون (12) } [1]. و يقول في سورة النحل:{ و ما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تَـجْـئــَـرون (53) ثم إذا كشف الضـرَّ عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون (54) ليَكفروا بما ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون (55) }. و يقول في سورة الروم :{ و إذا مَـسَّ الناسَ ضـُـرّ ٌ دَعـَـوْا ربـَّـهم مُـنِـيـبـيـنَ إليـه ثم إذا أذاقـَهم منـه رحـمـة ً إذا فريقٌ منهم بربهم يُـشـركون (33) ليكفروا بما ءاتيناهم فــتَـمَـتـَّـعوا فسـوف تعلمـون (56) } . و قال تعالى في سورة الزمر :{ و إذا مَـسَّ الإنـسانَ ضـُـرّ ٌ دعا ربـَّه مُـنيـبـاً إلـيـه ثم إذا خَـوّلــَـهُ نِـعمـَـة ً منه نـَسـِيَ ما كان يدعـو إليه من قبـل و جَـعَـل لـلـه أنـداداً لَـيُـضِل عن سبيلـه قل تَـمـَـتـع بـكفرك قليـلا إنـك من أصحـاب النـار (8) } ، و { فإذا مـسَّ الإنـسانَ ضـُـرّ ٌ دعانا ثم إذا خَـوَّلناهُ نـِعْـمـَـةً منّـا قال إنما أُوتـيتـُه على عِـلم بل هي فِـتنـة ولكن أكثـَرَهم لا يعلمـون (49) قد قالها الذيـن من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) } ..... و هناك آيات أخر لمن أراد البحث عنها ـ صدق الله العظيم ـ .
| *لحسن بنلفقيه | 6 - مايو - 2005 |
| الإعجاز العلمى للقرآن كن أول من يقيّم هذا موضوع شائك ولكن اقول لكم شيئا واحدا
اليكم هذه الحالة
اجد السادة الأفاضل القائمين على اثبات الإعجاز العلمى للقرآن قام و اثبت ان احدى الآيات هى تفسير لنظرية ما نعلمها جميعا علم اليقين. وبعد وقت ليس بكثير و طبقا لتطور العلوم و ظهور مكتشفات جديدة كنتيجة حتمية لإتساع علم الإنسان، و الذى هو فى الأصل من عند الله سبحانه، ثبت خطاء هذه الحقيقة العلمية او النظرية.
هل تصبح هذه الاية خطاء (لاسمح الله)?
القرآن هو رسالة من الخالق ليدلنا على طريق الهداية و ليس المقصود منها ان تكون رسالة علمية، لأن العلوم تتطور وتتحدث و يثبت خطاء نظرياتها و تتعدل، الا القرآن الكريم فلا خطأ فيه ولا يتغير، والله اعلم. | اسامة | 25 - مايو - 2005 |
| لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كن أول من يقيّم الأخ زهير
اتفق معك ان القرآن هو رسالة من الخالق ليدلنا على طريق الهداية و ليس المقصود منها ان تكون رسالة علمية،وأن العلوم تتطور وتتحدث و يثبت خطاء نظرياتها و تتعدل، الا القرآن الكريم فلا خطأ فيه ولا يتغير، والله اعلم.
هل ثبت خطأ "حقيقة"علمية ثابتة علميا جاءت في القرآن، وفسرها المختصون?
طبعا النظريات،قابلة للخطأ والصواب..
مثلا:
رب المشارق والمغارب......حقيقة لايمكن ان تتغير
"بمواقع النجوم".... حقيقة ايضا..
اما اول رسالة نشرتها هنا عن "زبر الحديد" ..فهي نظرية ليست دقيقة ولم يشر اليها او يتحقق منها العلماء والمختصين....
| فهد | 25 - مايو - 2005 |
| في الإعجاز العلمى للقرآن كن أول من يقيّم
الإعجاز العلمي هو فعلا موضوع شائك . و الشائك فيه فعلا هو تحديد المفهوم الإصطلاحي للإعجاز و للعلم ، و للحقيقة العلمية و النظريات . صحيح اننا كمسلمين مومنين لا يمكن أن نشك في صحة آيات كتاب الله ، كيفما كانت صلابة أو هشاشة النظريات البشرية أو ما تحسبه كحقائق علمية . و صحيح أيضا أن أعداء الله و الملحدين وقفوا عاجزين أمام مصداقية الآيات القرآنية عبر القرون و رغم تقدم الإكتشافات الإنسانية للقوانين الطبيعية . و قمة الإعجاز هو صحة ما جاء به النبي الأمي الذي كان لا يقرأ و لا يكتب ، و بشهادة المتربعين على قمة المعارف العلمية في كل عصر و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . و الدليل هو عشرات علماء الغرب الذين أسلموا عبر العصور . و لا ننسى أن علم الإنسان محدود ـ { و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا } ـ فقد أخطأ مفسرون كبار أجلاء لقلة فهمهم و بدون قصد أو تعمد . و قد أخطأ علماء بارزون في تخصصهم ، لزيادة أو نقصان في تقديرهم ، أو سهو أو نسيان منهم أو عطب في آلاتهم و أجهزتهم أو خلل في معادلاتهم . و الخطأ و النسيان ملازمان للإنسان . ـ { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } ـ . و الحقيقة الربانية لهذا الكون هي فيه و ملازمة له ، لا تتغير بصحة أو خطأ الحقائق العلمية أو النظريات الإنسانية . بل الذي يتغير هو فهم الإنسان لهذا الكون و رؤيته له تبعا لنظرياته و اكتشافاته : أفهمه صح ام خطأ ?
| *لحسن بنلفقيه | 26 - مايو - 2005 |
| بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [1] : كن أول من يقيّم
لم يكن التشريح الداخلي للحشرات معروفا عند القدامى . فلم يكن معرفا ما بداخل بطون النحل من أعضاء على وجه الدقة العلمية . و لم تظهر أولى المعارف الإنسانية عن التشريح الداخلي للنحلة إلا بعد أن نشر الدكتور " جان سواميردام Jan Swammerdam " ، كتابَه المسمى " إنجيل الطبيعة " سنة 1667 ، و ضمنه أعماله الرائدة و الأولى في ميدان تشريح النحلة ، و ذلك بفضل الإكتشاف الحديث للمجهر في عصره . و مكنت دراساته و أبحاته هاته ، من اكتشاف المعدة المزدوجة المكونة من { الحوصلة } و { المعدة } . فما هي أهمية هذا الإكتشاف ، و ما علاقته بتفسير القرآن الكريم ، أو ما يسمى عند البعض بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم .
كلنا نعلم أن في القرآن سورة اسمها " سورة النحل " ، و أن بهذه السورة آيات خاصة بهذه الحشرة ، و هي :{ و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } ـ صدق الله العظيم . . و اعتمادا على تخصصي في دراسة النحل و تربيته منذ أكثر من ثلاثين عاما ، أؤكد أن في هذه الآيات إعجازا علميا بكل المقاييس ، و الله اسأل أن يعينني على بيان و لو قليل من هذا الإعجاز الرباني . و لنتكلم هنا أولا على بطون النحل .
لقد اهتم مفسرو القرآن بهذه الآيات ضمن اهتمامهم بتفسير باقي الآيات القرآنية . و اعتمد تفسيرهم على مبلغ علمهم بمعارف عصرهم و تخصصهم. و بما أن تشريح النحل لم يكن معروفا عندهم ، فإن الفهم العام مثلا لقوله تعالى :" { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } " ، لم يكن بنفس الوضوح الذى أصبح عليه الآن بعد اكتشاف المعدة المزدوجة عند النحل ، و المكونة من حوصلة لخزن الرحيق و تحويله إلى عسل ، و معدة لهضم الغذاء كما سيأتي تفصيله . فإذا تناولنا الآن تفسير معنى بطون النحل اعتمادا على اكتشافات التشريح الداخلي لهذه الحشرة ، هل هو تجديد لفهم الآية بعلوم العصر ، أم هو إثبات ظهور حقيقة علمية متضمنة في الآية منذ نزولها، ساعدت العلوم العصرية أخيرا في فهمها على حقيقتها . هذا هو السؤال . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 30 - مايو - 2005 |
| بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [2] : كن أول من يقيّم
المعروف عند الجميع ـ و عند المفسرين لكتاب الله ـ أن في البطن يوجد مخزن ما تأكله الحشرة من الغداء . و مخزن الغذاء في البطن هو المعدة . و ما إن يصل الغذاء إلى المعدة حتى يتعرض لتأثير أنزيمات و مواد كيماوية و حركات ميكانيكية الهدف منها تحليل الغذاء إلى مواد أساسية و ضرورية لجسم الحشرة ، يتم امتصاصها و مرورها إلى الدم في المعى الرقيق . و من المعروف أيضا أن المسار الطبيعي للأطعمة و الأغذية أن تدخل من الفم ثم تتجه نحو المعدة عبر البلعوم أو المري و من المعدة إلى الأمعاء فالمخرج . و قد يوجد بين الفم و المعدة عند بعض المخلوقات كالطيور ، عضو يساعد في خزن الغذاء و تحضيره للهضم ، و يسمى هذ العضو بالحوصلة الموجودة في مدخل الصدر عند الطائر ، أو في منحره كما يقول البعض . و هذه الحوصلة ظاهرة للعيان ، لذا فإنها كانت معروفة عند الناس . و تسمى عندنا في المغرب بالقانصة ، و هي كلمة عربية مذكورة بلسان العرب لإبن منظور الذي قال :" والحَوْصَل والحَوْصَلة والحَوْصَلَّة والحَوْصَلاء، ممدود، من الطائر والظَّلِيم: بمنزلة المَعِدة من الإِنسان. والقانِصَة من الطير تُدْعَى الجِرِّيئة . وحَوْصَلُ الروضِ: قَرارُه وهو أَبطؤُها هَيْجاً، وبه سميت حَوْصَلة الطائر لأَنها قرار ما يأْكله .ابن الأَعرابي: زَاوِرَةُ القَطَاة ما تَحْمِل فيه الماءَ لفِراخها وهي حَوْصَلتها، قال: والغَراغِر الحَواَصِل ". و بما أنه لم يكن معرفا أن للنحلة حوصلة داخل بطنها، فظاهر المعنى من قوله تعالى :{ يخرج من بطونها ...} كان يفهم منه ضمنيا أن هذا الشراب يخرج من " معدة " النحلة ، لأنها ـ بمفهوم العصور الماضية ـ العضو الوحيد الذي يمكن أن يخزن ما تجمعه النحلة من رحيق من الأزهار و تحمله في بطونها إلى بيوتها لتخرجه قصد وضعه في الشهد على شكل عسل . و المعدة كما سبق ذكره ، لا تترك ما يلجها من سائل أو يابس على حاله ، بل تعمل على عركه و عجنه و تغيير مزاجه و شكله و مذاقه و قوامه نتيجة ما تسلط عليه من أنزيمات و مواد كيماوية . فلو كان مصدر خروج العسل من معدة النحل لكان على شكل غير الشكل المعروف للعسل و على مذاق غير مذاقه . و يأتي قوله تعالى : { شراب مختلف ألوانه } بإعجاز آخر بيّن . ذلكم أن فيه إشارة إلى عدم تغير الشراب في بطون النحل ، فيخرج منها كما دخل إليها ، دون أن يتغير لا طعمه و لا لونه و لا مركباته الطبية الخاصة بالنبات الذي أخِـذَ منه . فسبحان الله . و يستطيع النحال المتمرن معرفة المصدر النباتي لكثير من أنواع العسل بمجرد تذوقه لها . و من أشهر أنواع العسل المميزة عندنا بذوقها عسل الحوامض [ البرتقال و غيره ] و عسل الصعتر ، و عسل الأوكاليبتوس أو شجرة الكافور . كما يلاحظ الجميع اختلاف ألوان العسل من شبه شفاف إلى أسود مرورا بالعديد من درجات طيف الألوان من ذهبي و أحمر و بني ، بل و حتي القريب من الأخضر . مع احتفاظ كل لون بمذاق و لون مصدره النباتي . بل هناك الآن تقنيات خاصة تعتمد علىتغذية النحل اصطناعيا بمحاليل سكرية لعصير مختلف الخضر و الفواكه للعصول على منتوج عسلي بمذاق و لون و خواص الفواكه أو الخضر التي غذي النحل عليها . فصار من الممكن الآن إنتاج عسل الجزر ، أو عسل السلجم ، أو عسل التفاح ، إلى ما لا نهاية له من الأنواع و الأصناف ، مع احتفاظ كل عسل بمذاق و لون و خاصيات مصدره ، نعم ... و صدق الله العظيم : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } . و السر في بقاء الرحيق ـ أو المحلول السكري ـ على أصله حتى و هو داخل بطون النحل ، هو وجود عضو خاص بجمع الرحيق و خزنه بعيدا كل البعد عن معدة النحلة ، و في ظروف خاصة و مميزة يتم فيها حفظ الرحيق و تحضيره بالشكل المناسب ، ليخرج من هذا المعمل الخاص على شكل دواء طبيعي مختلف الطعم و اللون ، فيه شفاء للناس . و سنتكلم في الحلقة القادمة إن شاء الله بشيء من التفصيل على هذه الحوصلة العجيبة التي كان السلف الصالح يجهل وجودها داخل بطون النحل ، مع أنها موجودة فيها منذ أن وُجِـد النحل . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 30 - مايو - 2005 |
| بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [3] : كن أول من يقيّم باختصار شديد ، يتكون الجهاز الهضمي عند النحلة ، من المعى الأمامي و يشمل : الفم ، فالبلعوم الذي يعبر الصدر و يدخل إلى بطن النحلة ، حيث يتسع طرفه داخل البطن فيكون الحوصلة Jabot ، على شكل إجاصة . تتصل الحوصلة بالمعى المتوسط بواسطة جهاز صمامات ، تليه المعدة . بعدها يبدأ المعى الخلفي و أهم أعضائه المعى الرقيق ، ثم المعى الغليظ فالمستقيم أو الشرج . و بعد أن رسمنا هذا المسار الطبيعي ، لنتتبع الآن رحلة الرحيق من الغدد الرحيقية إلى العيون السداسية داخل بيوت النحل .
يقوم النحل برشف الرحيق من الأرهار الرحيقية بواسطة اللسان ، ثم يدفعه عبر البلعوم في اتجاه الحوصلة لتبدأ عملية خزنه و تحويله فيها من رحيق إلى عسل . أما عملية الجمع و الخزن داخل بطون النحل فميسرة بفضل مرونة الحوصلة و قابلية تغيير حجمها لتسع أكبر كمية ممكنة من مخزون الرحيق ، قدرها المختصون في ستين ميليمتر مكعب . و أما عملية التحويل فأهم عامل فيها هو تعرض الرحيق لتأثير أنزيمات خاصة أهمها التي تسمى invertase ، و هي المسؤولة عن تحويل الساكاروز إلى كلوكوز و فركتوز ، أي تحويل السكر النباتي أو الرحيق إلى عسل . و تبقى الحوصلة هي معمل هذا التحويل ، حيث يبقى الرحيق لمدة ساعات معرضا لتأثير أنزيم الأنفرتاز خاصة و أنزيمات أخرى . و أما خروج العسل من بطن النحلة على شكل { شراب مختلف ألوانه } فيتم على شكل دورة معاكسة للمسار العادي لمرور الأغذية في البطون . تضغط النحلة على الحوصلة فيندفع الرحيق المصنع راجعا من حيث أتى ، فيعبر البلعوم في الإتجاه المعاكس ليصل إلى الفم ، و منه إلى العيون السداسية بعد تعرضه لعملية التركيز و التجفيف أو التبخير . فمن فم النحلة يخرج العسل إلى الشهد . و الإعجاز هنا يكمن في أن المسار العادي لكل الأغذية التي تصل إلى الحوصلة أن تدخل إلى المعدة لتـُهْـضَمَ ثم تمر عبر المعى الرقيق ، و منه إلى المعى الغليظ ثم تدفع فضلاتها إلى الخارج . و لقد أوجد الله سبحانه و تعالى ، ما بين الحوصلة و معدة النحلة عضوا عجيبا خاصا ، يسميه البعض " جهاز الصمامات " ، يتكون من أربع صمامات مثلثة الشكل و متجهة نحو خارج الحوصلة . تخضع هذه الصمامات إلى ميكانيكا جد معقدة ، تسمح للنحلة بالتحكم في عملية إفراغ الحوصلة في اتجاهين معاكسين . الإتجاه الأول هنا هو مسار الرحيق من الحوصلة إلى الفم ، مع استحالة مرور أي شيء من المعدة نحو الحوصلة . كما يستعمل هذا الإتجاه في خروج الغذاء الخاص بتغذية أفراد الخلية من يرقات و نحل صغير ، بعد تحضيره في الحوصلة ، قصد توزيعه من الفم للفم داخل الخلايا . و الإتجاه الثاني هو مسار الغذاء الذاثي للنحلة نفسها من الحوصلة إلى المعدة . فخروج العسل إذن هو من بطون النحل ، لأن مخزنه و مجمعه و هو الحوصلة ، يوجد داخل البطن . و يخرج على شكل{ شراب مختلف ألوانه } ، و الألوان هنا تشمل الألوان فعلا ، من شفاف و ذهبي و أصفر و أحمر و بني أو أسود ، و تشمل أيضا تلون طعم العسل لإختلافه حسب اختلاف مصدره النباتي ، و تلون قوامه و نسبة درجة سيولته و تبلوره ، كما يشير إلى اختلاف ـ تلون ـ مكوناته و حصائصه الطبية التي تختلف باختلاف مصدره النباتي ، كما تشير بدون شك ، و الزمان كفيل بإثبات هذا ، إلى اختلافات و اختلافات ، في أشياء عديدة تؤكد المراجع المختصة الآن أن العلم الحديث لم يتعرف بعد على ماهيتها و دورها و حتى وجود بعضها . و رغم كل هذا الإختلاف ، نجد خلاصة معجزة بدورها ، سالت فيها و عنها و ستسيل بحور من المداد ، منذ أن تعلم الإنسان الكتابة و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . تلكم المعجزة الخالدة هي قوله تعالى عن العسل : { فيه شفاء للناس } . و إلى الحلقة المقبلة إن شاء الله . [يتبع]
| *لحسن بنلفقيه | 3 - يونيو - 2005 |
| القرآن معجز من كل وجه كن أول من يقيّم القرآن معجز من كل وجه يتصل بالإنسان لكنه ليس معجزاً في العلوم ، ذلك أن العلوم وليدة البحث والتجربة البشرية، ولأن الإنسان لا يستطيع أن يربط الوحي السماوي بعلم بشري أرضي، تكاد النظريات الحديثة تسقط الثوابت كلها في ضوء تخبط البشرية، وقديماً ربطت الكنيسة كتابها المقدس بالعلم البشري في زمنها لاعتقادها أنه علم ثابت فاهتزت أركان الدين بإثبات حركة الأرض وكرويتها، وتلك عقبى التجنى على الوحي الرباني، ويريد لنا شياطين البشر أن ندخل جحر الضب حيث دخلوا بجهل الجاهلين. والسلام عليكم | عبد الكريم | 19 - يونيو - 2005 |