من المعروف الذي لاخلاف عليه أن ألإسلام يعتمد في ثقافته على القرآن وألأحاديث النبوية الشريفة ومستجدات العصر الفكرية والسلوكية ، ولكن على ضوء ما يجري في العراق رأينا وسمعنا إختلافين في [ التكفير ] ماعدنا نعرف على أي منها يعتمد المسلم المعاصر !! هل ثقافة التكفير ، بشقيها ، بوادر ثقافتين في ألإسلام متناقضتين أم انها أمر طارئ يزول بزوال مسبباته ??!!
اظن ان ما يجري في العراق شيء وقتي سوف يزول بزوال اسبابه اما بشان التكفير فليس من حق احد ان يكفر مؤمنا يشهد ان الله ربنا ومحمد نبينا وكيف يعرف الذي يكفر الناس بكفرهم اذا كانوا لايعلنون هذا الكفر
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد أن التكفير اليوم صارشهوة ولم يكن شبهة كما كان حال الخوارج أيام الخليفة الراشد عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وذلك لقلة العلم وحلقاته في كثير من بلدان الإسلام.
ان تكفير المسلم لاخيه المسلمهو من عوامل الفرقة لان المكفر يعتمد في تكفيره على أسس واهية او على افكار لاتتماشى مع فكره ولهذا فاني اقف الى جانب الذين يحرمون التكفير.
لا يجوز إيقاع حكم التكفير على أي مسلم إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة صريحة بينة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، والتكفير بالكبائر مذهب الخوارج الخبيث.
ان حساب النسان على ايمانه او كفره هو امر خاص بالخالق سبحانه و تعالى.
على اساس يستطيع انسان ما مهما كان مطلع او دارس للدين ان يقول ان انسان آخر قد كفر، ايعلم مافى سريرته? بالطبع لا.
ليس المطلوب من اى مخلوق ان يثبت ايمانه لمخلوق آخر، كما انه ليس لمخلوق ان يحاسب مخلوق آخر لأن الحساب عند الله و هو لم يفوض غيره فى حساب العباد عن ايمانهم من عدمه حتى و ان اخطاء العبد فى فهم و تفسير بعض الأحكام
ما حيدث في العراق حاليا ، من مناظر بشعة و دموية يندى لها الجبين ، وقتل على الهوية وعلى المذهب ، ليس وليد اللحظة.
فظاهرة التكفير ، لها جذور تاريخية تمتد الى الخوارج ، وكل السنة والشيعة يعلمون بذلك ، ومن يقتل الشيعة في العراق يقتلهم بإسم السنة ، والجميع يتأسفون لعدم سماعهم بيان إستنكار من هيئة علماء المسلمين التي تمثل السنة مما يمهد للتكفيرين مواصلة جرائمهم.
ومسألة تكفير الشيعة ، موجودة في كتب السلفية بغزارة شديدة ، ولا أحد ينكر ذلك ، و إن تصفحت مسألة تكفيرهم تجدها منطلقة بداوعي التعصب ، والمؤرخون أرخوا في كتبهم الإبادة الجماعية التي قام بها صلاح الدين ضد الشيعة وكل علماء عصره وافقوه على ذلك، بل أن مسألة التكفير منتشرة في كتب الوهابية وهذا ما نبه عنه العالم السلفي " حسن بن فرحان المالكي"، وعدد فتاوي محمد بن عبدالوهاب التي كفر من خلالها العديد من مناطق السعودية كنجد و الحجاز والقصيم بل كفر الدولة العثمانية ، وفي أحد كتب السلفية ككتاب "الدرر السنية" كفر الفقيه أبو حنيفة ، والمعايير التي وضعها محمد بن عبدالوهاب تستطيع أن تكفر من خلالها أي مسلم، والكل يعلم بتكفير الغزالي المفكر العظيم للفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة ومما يؤسفني أن الكتاب نشر في الموقع بدون نشر كتاب "تهافت التهافت" لابن رشد ، إذن فظاهرة التكفير مؤصلة في الكتب العقدية وفي كتب الفتاوي وبصورة غزيرة وهذه بحد ذاتها تبرر افعال القاعدة و أشباهها ، فالواجب علينا إن كنا نغار على الدين الحنبف بأن نراجع كتبنا و مصادرنا الفكرية وإزالة ما علق بها من تكفير و تعصب وجواز القتل لأتفه الأسباب وتجديد الفكر الديني ليتناسب بصورة فعلية مع عصر إنفتاح الفكر و تعدد الأراء وحقوق الإنسان فالدين الإسلامي دين الرحمة وصالح لكل زمان ومكان ، وكما قال الإمام مالك بن أنس : كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر.