لا حياء فيما احلَّه الله سبحانه وتعالى كن أول من يقيّم
لا حياء فيما احلَّه الله سبحانه وتعالى ولنا في الأحاديث الشريفة أمثلة كثيرة تتطرق إلى موضوع النكاح وحشمة العشرة الزوجية:
" النكاح سنتي فمن أحب فطرتي فليتسنَّن بسنتي"، حديث شريف (لا أعلم إن كان صحيحاً).
وإنني على يقين أن علماء المسلمين الذين تناولوا هذه المادة قديماً؛ لم تكن كلمة الجنس تحمل ذات الكُنه والصورة المشوَّهة الدارجة في عصرنا هذا.
كان الحديث عن الحلال والحرام، النكاح والزنى، الشاذ والمألوف وغيرها من المصطلحات التي تتضمنها بواطن الكتب العلمية الإسلامية قديماً. وكان فيها نُصح وإرشاد دون إسفاف أو تهييج.
إن بعض الهم والغم والقلق والسهاد المرضي والهُزال المرضي محتمل أن تكون بعض أسبابه جهل في نعمة الحلال أو سوء تصرف.
كانت العلاقة ضمن الأسرة قديماً ملاذاً يلجأ الفرد فيها إلى مًن يتوسم فيه المعرفة والحكمة طالباً النُصح. أو لربما يقرأ عرِّيفٌ اللاراحة في سيماء مهموم. وبكل ود وحرص يمدُّ يد المساعدة. ولم يكن غير معروف أن يلجأ المحتاج إلى من أتخذ النُصح في هذا المجال مهنة. وطبعاً كان هناك سفهاء تشذَُ مهنتهم عن الحلال.
ونلاحظ في بلادنا العربية انتشار العيادات النفسانية كالنار في الهشيم لا تحفل إلا بالربح المادي سواء أكان القيِّم متمرساً في هذا المجال الإنساني الحسَّاس أم لا. وهذه النقطة تستحق عناية الدرس والإستقصاء وليست هي الغاية هنا.
قديماً كانت غاية هذا العلم، علم النكاح، تقديم النصيحة والإرشاد والمداواة بالأعشاب والطحالب وما أنعم به الله علينا من ثمر وهيأ لنا من دوابه وحشراته.
ألف ليلة وليلة لم يكن كتاباً علمياً في هذا المجال. وعلوِّ صيته في مجال علم القصِّ معروف تناولته الأقلام كشاهد على فن رواية القصة والقصة القصيرة تباعاً لتؤلف نسيجاً روائياً. كما هي حال الإبداعات فإنها تنقل صور اجتماعية وسواها. إذن لا تتناول علم وفن النكاح- فيها ما يثير بعض شبق وليس إلا.
والجاحظ وغلمانياته وخمرياته وسخرياته "وجحظاته" بعيدة كل البعد عن هذا العلم.
ليس من الحرج طرح سؤال يتناول "فن التمتع بالحلال في الإسلام" ولا أستسيغ كلمة الجنس إذ هي مشحونة بصور مشوهة متأصلة بأدب "الُدكَينات" على ناصية شارع ما أو تلفظه أفلام مبرمجة. أما أن يتخيل سائل أن العلماء المسلمين قد خطّوا "ألفباء الجنس" على نمط " الباء ورجوع الشيخ إلى صباه" فهذا بعيد عن الواقع.
الله سبحانه وتعالى وضع الحد الأقصى والأدنى في علاقة المرأة والرجل وهو سبحانه وتعالى خالقهما.
وأعتقد أن شبابنا اليوم هم في حاجة ماسة إلى علمائنا يشرحون ويبينون وقد شرَعنا، طواعية أم قهراً، أبواب حرمنا الأسري لشيطان القرن وفضائيات نشر الرذيلة.
أما سؤال الكاتب باللغة الإنكليزية فإنني أتلمس فيه بعض خجل ولا بأس إن كان مكنونه احترام. وإن كان سؤاله، وبطريقة غير مباشرة، عن أدب "الدُكَينات" فالجواب أن هذا لم يحفل به علماء الإسلام لا سابقاً ولا حاضراً.
هذه بعض كتب أُلفت في هذا المجال:
- كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر للشيخ العارف أبي عبد الله محمد ابن أبي بكر بن علي النفزاوي.
- الإيضاح في علم النكاح لذات المؤلف.
- ديوان أبي حكيمة الكاتب راشد بن اسحاق الكوفي .
-
الإسلام لم يغفل أي علم يتعلق بالإنسان لأنه أرسل للعباد عامة.
|