مقالة الأستاذ زهير (2) كن أول من يقيّم
وذكر القلقشندي إنكلترة وعرف بها أثناء حديثه عن جزائر بحر الروم (البحر البيض المتوسط) اليوم قال: (العاشرة - جزيرة أنكلطرة بألف ونون ساكنة وكاف مفتوحة ولام مفتوحة وطاء مهملة ساكنة وراء مهملة مفتوحة وهاء في الآخر. قال ابن سعيد: ويقال أنكلترة بإبدال الطاء تاء مثناةً من فوق. قال: وطول هذه الجزيرة من الجنوب إلى الشمال بانحرافٍ قليل أربعمائة وثلاثون ميلاً، واتساعها في الوسط نحو مائتي ميل، وفيها معدن الذهب والفضة والنحاس والقصدير وليس فيها كرومٌ لشدة البرد بها، وأهلها يحملون الذهب إلى بلاد الفرنج، ويعتاضون عنه الخمر لعدمه عندهم. وقاعدتها مدينة لندرس بلام ونون ودال وراء وسين مهملات. وصاحب هذه الجزيرة يسمى الأنكتار بنون وكاف وتاء مثناة فوقية وألف وراء مهملة في الآخر. وهو الذي عقد الهدنة بينه وبين الملك العادل أبي بكر بن أيوب في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، والملك العادل على عسقلان. وكان من أمره أنه لم يحلف على الهدنة بل أخذت يده وعاهدوه، واحتج بأن الملوك لا يحلفون، وكانت الهدنة بينهما ثلاث سنين وثلاثة أشهر، أولها كانون الأول الموافق الحادي عشري شعبان من السنة المذكورة. الحادية عشرة - جزيرة السناقر. (لعلها آيسلاندا اليوم) جمع سنقر وهو الجارح المعروف ذكره في الكلام على ما يحتاج الكاتب إلى وصفه في المقالة الأولى. وهي جزيرةٌ على القرب من جزيرة أنكلترة المقدمة الذكر. قال ابن سعيد: وامتدادها في الطول شرقاً بغربٍ سبعة أيام، ووفي العرض أربعة أيام. قال في تقويم البلدان: ومنها من الجزائر التي شماليها تجلب السناقر التي هي أشراف أنواع الجوارح. (اهـ) تعريف الإدريسي (ت 560هـ) لإنكلترة وما جاورها في كتابه (اختراق الأفاق) وهو يسميها (إنقلطارة) قال في التعريف بالجزء الثاني من الإقليم السابع: (إن في هذا الجزء الثاني من الإقليم السابع مضمناً قطعة من البحر المظلم فيها جزيرة إنقلطارة وهي جزيرة كبيرة تشبه رأس النعامة.وبها مدائن عامرة وجبال شاهقة وأودية جارية وأرض سهلة. وفيها خصب زائد ولأهلها جلادة وعزم وحزم والشتاء بها دائم. وأقرب بر إليها وادي شنت من أرض إفلاندرش وبين هذه الجزيرة والبر الكبير مجاز سعته اثنا عشر ميلاً. فمن مدنها التي في أقصى المغرب من هذه الجزيرة وعلى طرف من أضيق مكان فيها مدينة سهستار وبينها وبين البحر اثنا عشر ميلاً وهي مدينة حسنة عامرة على نهر كبير يأتيها من جهة الشمال فيصب في البحر بشرقيها ومن هذه المدينة إلى مدينة غرهم على الساحل ستون ميلاً وكذلك من مدينة سهستار إلى الطرف الغربي من الجزيرة ثلاث مائة ميل وثمانون ميلاً. ومنها أيضاً إلى مرسى درته موده ثمانون ميلاً ثم إلى طرف الجزيرة المسمى قرنوالية ثلاث مائة ميل وهذا الطرف الرفيق منها شبيه بمنقار طائر. ومن مدينة سهستار أيضاً إلى مدينة سلابرس في البر من جهة الشمال ستون ميلاً وهي مدينة جليلة على شرقي النهر الذي يصب في مدينة سهستار. ومن مدينة غرهم أيضاً إلى طرف هنتونة وهو قرطيل يدخل في البحر خمسة وعشرون ميلاً وعلى طرفه من ناحية المشرق مدينة هنتونة وهي مدينة عامرة ويصب بها من ناحية شرقيها نهر عونسترة. وعونسترة مدينة برية وبين هنتونة وعونسترة ثمانون ميلاً ومن عونسترة إلى سلابرس أربعون ميلاً في جهة الغرب ونهر عونسترة يخرج من جبل معترض في وسط الجزيرة. ومن هنتونة إلى مدينة شرهام ستون ميلاً وهي على نحر البحر وهي مدينة جليلة متحضرة فيها إنشاء وعمارة. ومنها مع الساحل إلى مدينة هستينكش خمسون ميلاً وهي مدينة مقدرة الكبر كثيرة البشر عامرة جليلة ذات أسواق وفعلة وتجار مياسير. ومنها مع الساحل شرقاً إلى مدينة دبرس سبعون ميلاً وهي أيضاً مدينة كبيرة وهي على رأس المجاز الذي يجاز منها إلى البر المتصل بالأرض الكبيرة. ومن مدينة دبرس إلى مدينة لوندرس في البر أربعون ميلاً وهي على نهر كبير يصب في البحر بين مدينة دبرس وبين مدينة جرنموده. ومدينة جرنموده مدينة حسنة على ضفة البحر. فمن مدينة دبرس إلى موقع نهر لوندرس في البحر عشرون ميلاً ومن موقع هذا النهر إلى مدينة جرنموده المذكورة أربعون ميلاً فذلك من مدينة دبرس إلى جرنموده على البحر ستون ميلاً. ونهر لوندرس اسمه رطانزة وهذا النهر كثير الجري حسير الماء وجريه من وسط الجزيرة فيصل إلى مدينة غركة فرت على مقدار خمسين ميلاً ويجتاز بجنوب مدينة غركة فرت فيمر منها إلى مدينة لوندرس المذكورة أربعين ميلاً ثم يمر من لوندرس فيصب في البحر كما ذكرناه. ومن مدينة جرنموده إلى مدينة نرغيق تسعون ميلاً ومدينة نرغيق مرتفعة عن البحر مقدار عشرة أميال. ومن مدينة نرغيق إلى مدينة أغريمس على البحر ثمانون ميلاً فذلك من مدينة جرنموده إلى أغريمس على البحر مائة ميل وخمسون ميلاً ومن مدينة جرتموده المذكورة ينعطف البحر آخذاً في جهة الشمال على استدارة ومن مدينة أغريمس المذكورة إلى مدينة أفرويك ثمانون ميلاً وهي على بعد البحر المظلم وعلى طرف جزيرة سقوسية المتصلة بجزيرة إنقلطارة وهي جزيرة ذات طول آخذة في شمال الجزيرة الكبيرة وليس بها عمارة ولا مدينة ولا قرية وطولها مائة وخمسون ميلاً. ومن مدينة إفرويك إلى موقع نهر بشكه مائة وأربعون ميلاً وبشكه حصن على هذا النهر مرتفع عن البحر اثنا عشر ميلاً. ومن مدينة أغريمس المذكورة قبل إلى مدينة نقولس في البر مائة ميل والنهر يشق وسطها وينصب منها إلى مدينة أغريمس فيصب بجنوبها في البحر كا ذكرناه. ومن نقولس البرية إلى مدينة إفرويك أيضاً تسعون ميلاً ثم إلى مدينة دونالمه ثمانون ميلاً شمالاً على بعد من البحر. ومن طرف جزيرة سقوسية الخالية إلى طرف جزيرة إرلاندة مجريان في جهة الغرب. وجزيرة إرلاندة كبيرة جداً بين طرفها الأعلى وبرطانية ثلاثة مجار ونصف وحكى صاحب كتاب العجائب أن بها ثلاث مدائن وبها قوم يسكنونها وكانت المراكب تجتاز بها وتحط عليها وتشتري منها العنبر والحجارة الملونة فوقعت بين أهلها شرور وطلب بعضهم أن يملك عليهم وحاربهم بأهله فحاربوه فوقعت العداوة لذلك بينهم فتفانوا وانتقل بعضهم إلى عدوة البحر من الأرض الكبيرة فخربت مدائنهم ولم يبق أحد منم. ومن طرف جزيرة إنقلطرة إلى جزيرة دنس مجرى. ومن طرف إسقوسية في جهة الشمال إلى جزيرة رسلاندة ثلثا مجرى وبين طرف جزيرة رسلاندة وطرف جزيرة إرلاندة الكبيرة مجرى وكذلك من طرف جزيرة رسلاندة في جهة الشرق إلى جزيرة نرباغة اثنا عشر ميلاً وطول جزيرة رسلاندة أربع مائة ميل وعرضها مائة وخمسون ميلاً وسنذكر هذه الجزائر فيما بعد بعون الله تعالى وحسن توفيقه. نجز الجزء الثاني من الإقليم السابع والحمد لله ويتلوه الجزء الثالث منه إن شاء الله. |