الأخ الكريم نزار وفقه الله
أعجبني هذا السؤال الذي كنت بالفعل منذ زمن بعيد أبحث عن إجابة له و مع حبي و تقديري بل و توقيري للصحابة الكرام جميعا رضي الله عنهم و أرضاهم إلا أني أردت معرفة سبب ذلك حتى أستفيد من التاريخ عبرا ...
و الذي توصلت له باختصار هو أن عمرا رضي الله عنه قد أخذ على خالد بن الوليد رضي الله تعالى 3 أمور:
1- خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد بالفطرة و حيثما حل في مكان فإن القيادة تسير له طبيعة و بدون تكلف و لذلك فقد كانت يتخذ قرارات عسكرية في كثير من الاحيان بدون الرجوع للخليفة أبو بكر رضي الله عنه بعكس الكثير من قادة الصحابة كأبي عبيدة ابن الجراح و عمرو بن العاص الذين كانوا يراسلون الخليفة أبو بكر دائما و هذا الامر كان يضايق عمر رضي الله تعالى لسبب و هو السبب الثاني :
2- خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد جريئ و شجاع و لا ننسى الطريق الذي قطعه من العراق وصولا إلى الشام بأيام قليلة و قد كان هذا الطريق لا يسلكه أحد و كان طريقا مخيفا و مهولا و لولا رحمة الله تعالى بهذا الجيش لهلك عن آخره في هذه الصحراء الموحشة المعطشة ...
و قد كان عمر رضي الله عنه من أرحم الناس بالمسلمين بل كان يمنع المسلمين من غزو الكفار عبر الركوب بالبحر ...
3- و من الامور التي ذكرت في التاريخ ايضا افتتان المسلمين بخالد بن الوليد رضي الله عنه و صار اسمه مقرونا بالنصر فالناصر عند بعض ضعفة الايمان هو ذكاء خالد و شجاعته فمن باب سد هذا الباب الخطير رأى عمر رضي الله عنه عزله و إبعاده عن هذا المنصب و تولية أناس هم أتقى لله منه و أرحم بالمسلمين و ليس كلامي هذا مغمز بخالد و أعوذ بالله من ذلك بل لا شك أن أبو عبيدة مثلا أفضل من خالد و هذا ما قصدته ...
4- وقعت من خالد رضي الله عنه أخطاء في الحرب في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و قد تبرأ من هذه الاخطاء النبي صلى الله عليه و سلم كما وقع منه أيضا خطأ أخر في حروب الردة و هذه الاخطاء لا شك تركت في نفس عمر الحذر من تكرارها على يد خالد رضي الله عنه ( لا ننسى أن الحروب تقع فيها الكثير من الاخطاء التي يعفو عنه القانون المعاصر و لا ننسى ما يسمى هنا بالنيران الصديقة مثلا )
5- بعد عزل عمر رضي الله عنه لخالد صدرت كلمة عظيمة من عمر رضي الله عنه إذ قال : رحم الله أبابكر فقد كان أعلم من بالرجال )
و قد كانت هذه الكلمة تحسرا من عمر رضي الله عنه لعزل خالد و أنه قائد فذ لم يكن يستحق العزل و لكنه رأي اجتهد فيه أمير المؤمنين رضي الله عنه و أرضاه ...
6- الخلاصة أن بطولات خالد رضي الله عنه و حنكته العسكرية لا يختلف عليها أحد فقد كان من أعظم قادة الاسلام و من فتح الله على يديه بلاد الشام و العراق و مدنا عظيمة كما لا ننسى دوره العظيم في حروب الردة و في نصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم و يكفيه أنه كان السيف الذي سله الله تعالى على المشركين
و شكرا لك
صحيح أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عزل خالداً عن القيادة لكنه ـ رضي الله عنه ـ استمر يقاتل تحت إمرة أبي عبيدة ـ رضي الله عنه ـ وأوضح ما يذكر بهذا الصدد مساهمته الجليلة في فتح دمشق.