في وقتٍ سابقٍ : تقدمت إلى فضيلة الشيخ / خميس جابر صقر ( عضو لجنة تصحيح المصاحف بالأزهر الشريف سابقًا ) بكتابٍ محققٍ لمراجعته وتقريظه ، فاطلع عليه مشكورًا ، وكتب ملاحظات قيمة ، وكان من ملاحظاته : كتابة كلمة ( مقرإ ) هكذا بالبتراء أسفل الألف ، وكنت قد كتبتها في النسخة التي قدمتها له بالبتراء فوق الألف ( مقرأ ) ، ولي نظر في هذه القضية الإملائية . القاعدة : أن الهمزة المتطرفة تكتب على الحرف المجانس لحركة الحرف قبل الأخير ، فإن كان مفتوحا كتبت على ألف ، أو مكسورا فعلى ياء ، أو مضموما فعلى واو ، أو ساكنا فعلى السطر ، وأصل هذه القاعدة أن العلماء نظرت إلى تخفيف الهمز وطرائقه ، ولهم في ذلك مذهبان مؤصلان في علم القراءات : المذهب القياسي ، والمذهب الرسمي ، وقد يتحدان ذاتا ويختلفان اعتبارا ، وقد يختلفان ذاتا أيضا . فبتطبيق المذهب القياسي في كلمة ( مقرأ ) ونظائرها = فإن تخفيف الهمزة وقفا يكون بانقلابها ألفًا ، لأن إشباع الفتحة السابقة لا ينتج منه إلا الألف ، وعلى المذهب الرسمي فإنها باتفاق العلماء ترسم الهمزة ألفًا بغض النظر عن موضع بترائها ، وعليه : فإن تخفيفها يكون بانقلابها ألفا أيضًا . أما عن موضع البتراء بالنسبة إلى الألف ؛ فإن الإجماع منعقد في الهمزة المبتدئة على أن بترائها تكتب فوق الألف متى كانت مفتوحة أو مضمومة وتكتب تحتها متى كانت مكسورة ، فلنا أن نقيس الهمزة المتطرفة على الهمزة المبتدئة ، لكن سيصادفنا اختلاف : هو أن الهمزة المتطرفة قد توصل بما قبلها ، بخلاف المبتدئة فإنها لا تجيء إلا منفصلة عما بعدها ؛ مثل ( نبأ ) ( سبأ ) ، وقد توصل المبتدئة بحرف زائد من [ وكفى بالأسهل ] ، إذا فالاختلاف ليس جوهريا ، وعليه : فإن الهمزة المتطرفة مقيسة على المبتدئة مطلقًا ، ترسم بتراؤها فوق الألف إذا كانت مفتوحة أو مضمومة ، وتحتها إذا كانت مكسورة ، والله الموفق . |