فصل من كتاب الوكلاء للجاحظ كن أول من يقيّم
نقل أبو هلال العسكري في كتابه الأوائل عن الجاحظ قوله:
هذه ملوك نزلوا على دجلة، من دون الصيادة إلى قرية بغداد في القصور والبساتين، وكانوا أصحاب نظر واستخراج، من لدن أزدشير بن بابك إلى زمن فيروز بن يزدجرد، وقبل ذلك أيضاً ما كان نزلها ملوك الأزدوان بعد ملك الاسكندر، فهل رأيتم أحداً منهم اتخذ حراقة أو دلالة أو قارباً؟ وهل عرفوا الخيس مع حر البلاد وشدة وقوع السموم؟ وهل عرفوا الجمازات في أسفارهم؟
وهل عرف فلاحوهم من الأثمار المطعمة، وغراس النخل على الفرد دون الشطر؟
وأين كانوا في تزيين سقوفهم بالرديات؟
وأين كانوا عن استنباط قهوة العصفر؟
وأين كانوا عن مراكب الأمم في ممارسة العدو في البحر؟ إن طلبت النوازح أدركتها، وإن كرهتها فاتتها، بعد أن كانوا أسارى في يد الهند، تتحكم عليهم، وتتلعب بهم، وأين كانوا عن الرمي بالنيران؟ وكانوا يتخذون الأدهان، وينفقون عليها، فترى الرجال رسم العمائم، وسخ القلانس، وكان الرجل إذا مر بالعطار، وأراد كرامته دهن رأسه ولحيته، وكان الرجل من عوام الناس إذا أطعم ضيفاً أو زائراً كسر الخبز بين يديه، كي لا يحتشم من أكل الكثير، وكان أهل البيت إذا طبخوا اللحم غرفوا للجار والجارة منه غرفة
(هنا ينتهي النص في كتاب الوكلاء ويليه في الأوائل): (وكان الناس لا يغسلون أيديهم للطعام قبله كما كانوا يغسلونها بعده، ثم اتخذوا الموائد السفر وبسطوا اللبود على وجوه البسط الكريمة، وكانوا يستخدمون في منازلهم الرجال الشباب، والوصائف الرومية، من الكواعب والنواهد. فاستحدثوا الخصيان والغلمان بدلاً من الجواري، وكان خوان أحدهم طسموان، فاستبدلوا الخلنج بالصفر، وجعلوا الصفر الطاس والأباريق، وكانت المرأة إذا خرجت شدت رأسها بالرمائد- والرمائد على زي نساء العرب اليوم- وكانوا يلبسون القمص على الجلباب، لا يعرفون المبطنات، فترى القميص متقلصاً عن جبة الراكب، واتخذوا المرفلات، وشربوا الثلج، وأحصوا ما وجدوا في ديوان الفرس من أسماء غريبة، فلم يجدوه على عشر العشر مما استخرج بعد، وكانوا يأتون الصين في سنة ويرجعون في سنة، ويقيمون سنة، وقد رجع إلى البصرة رجال لم يتم لهم أن يغيبوا ثمانية عشر شهراً، وكانوا يلبسون الديباج، فجعله هؤلاء أفيفاً لدوابهم، وكان الكتاب إذا كتبوا وفرغوا من الرسائل قطعوا الكاغد بالمقاريض، ثم حددوا أظفار الإبهام فقطعوه به، ثم قطعوه بمواخر الأقلام، وهذه خطوط الأول في المصاحف والسجلات والعهود، وهذه خطوط الناس اليوم، وكانوا يشربون في جامات الذهب والفضة، وقد عرف الناس فضيلة الزجاج في خفة المحمل، وفي إدراء ما وراءها من الأشخاص؟)
قال أبو هلال:- أيده الله- يريد أن عمل الحراقات والدلالات، وصب الزردج، واستخراج النساسخ، وتعليق الخيوش ، وعمل الرديات، إنما كان في الإسلام، وكذلك أجزاء السفن القيرة في البحر).
@قلت انا زهير: وأنقل هنا الفصل من كتاب الوكلاء مع إثبات الفروق ولعل بعضها من أخطاء قسم النسخ في الوراق:
(فهؤلاء ملوك فارس نزلوا على شاطىء الدجلة، من دون الصراة (في الأوائل: الصيادة) إلى فوق بغداد؛ في القصور والبساتين؛ وكانوا أصحاب نظر وفكر، واستخراج واستنباط، من لدن أزدشير بن بابك إلى فيروز بن يزدجرد.
وقبل ذلك ما نزلها ملوك الأشكان، بعد ملوك الأردوان. (في الأوائل: وقبل ذلك أيضاً ما كان نزلها ملوك الأزدوان بعد ملك الاسكندر)
فهل رأيتم أحداً اتخذ حراقة، أو زلالة (في الأوائل دلالة )، أو قارباً؟ !
وهل عرفوا الخيش (في الأوائل الخيس/ وهو تصحيف) مع حر البلاد ووقع السموم؟ !
وهل عرفوا الجمازات لأسفارهم ومنتزهاتهم؟ !
وهل عرف فلاحوهم الثمار المطعمة، وغراس النخل على الكردات المسطرة؟ (في الأوائل وغراس النخل على الفرد دون الشطر)
وأين كانوا عن استخراج فوه العصفر؟ (في الأوائل: عن استنباط قهوة العصفر؟)
وأين كانوا عن تغليق الدور والمدن، وإقامة ميل الحيطان والسواري المائلة الروس، الرفيعة السموك المركبة بعضها على بعض؟ ! (في الأوائل: وأين كانوا في تزيين سقوفهم بالرديات؟ )
وأين كانوا عن مراكب الأمم في ممارسة العدو في البحر؟ إن طلبت النوازح أدركتها،(في الأوائل: وأين كانوا عن مراكب البحر في ممارسة العدو الذي في البحر، إن طارت البوارج أدركتها) وإن كرهتها فاتتها، بعد أن كانوا أسارى في يد الهند، تتحكم عليهم، وتتلعب بهم، وأين كانوا عن الرمي بالنيران؟ نعم، وكانوا يتخذون الأحصار (في الأوائل: الأدهان) وينفقون عليها الأموال، رجالهم دسم العمائم،وسخة القلانس، (في الأوائل: وينفقون عليها، فترى الرجال رسم العمائم، وسخ القلانس) وكان الرجل منهم إذا مر بالعطار، أو جلس إليه، فأراد كرامته دهن رأسه ولحيته، لايحتشم من ذلك الكبير، (في الأوائل:وكان الرجل إذا مر بالعطار، وأراد كرامته دهن رأسه ولحيته، وكان الرجل من عوام الناس إذا أطعم ضيفاً أو زائراً كسر الخبز بين يديه، كي لا يحتشم من أكل الكثير ) وكان أهل البيت إذا طبخوا اللحم غرفوا للجار والجارة غرفة غرفة.
|