الفاتحة السجعية ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
- الحمدُ للهِ الَّذي اتَّخذ إبراهيم خليلاً ، وآوى محمَّدًا من محبَّته ظِلاًّ ظليلاً ، وسقى أولياءه من كؤوس مودته عَذْبًا سلسبيلاً ، وألبسهم من حرير أُنسِهِ ثوْبًا قشيبًا جميلاً ، وعقد على هاماتهم المرفوعة من جواهر لُطْفِه وقُرْبِه إكليلاً ، له - جَلَّ وَعَزَّ - تُنضَى ركائِبُ الحمدِ وتُرْهَقُ وَخْدًا وذَمِيلاً ، وتَخُبُّ نجائب الشُّكْر إلى جَنَاب قُدْسه بُكْرةً وأصيلاً . - وأفضلُ الصلاةِ والسلامِ على من فاق الأنبياءَ رِفْعةً وتفضيلاً ، واختصَّ بالمقامِ المحمودِ تشريفًا وتبجيلاً ، حُمَّل من رِسالةِ الإسلام عِبْئًا ثقيلاً ، وأُخِيضَ مَأْقِطًا زَلِيقًا بأفذاذ الرجال زَلِيلاً ، فَنَهَدَ إلى أهاضيب الضلال فذلَّلَها تَذْلِيلاً ، وإلى رؤوس الشرك فقَتَّلَهُم تقتيلاً ، ونَكَّلَ بهم تنكِيلاً ، وأوردهم بأْسُه من سوء العاقبة مرْعًى وَبِيلاً . - كان إلى مناهل الفضائل رائِدًا ودليلاً ، ثانِيًا عِنَانَ القُلُوبِ بوَعْظِه البديعِ الأُسْلُوبِ إلى توحيدِ عَلاَّمِ الغُيُوبِ مُسْتَمِيلاً ، مُشِيدًا من مَّكارِمَ الأخلاقِ بِمَكارمِ الأخلاق طَلَلاً دَاثِرًا وَرَسْمًا مُّحِيلاً . - صلَّى الله عليه وعلى تابعيه جِيلاً فَجِيلاً ، من بَذَلُوا لله الْفُلُوسَ والنُّفُوسْ فغَدَوْا بعدَ المهانةِ والبُوسْ أمْنَعَ جَنابًا وأعَزَّ قَبِيلاً ، صلى الله وسلم عليهم مَّا أَوْسَعَ النَّسِيمُ الأَغْصَانَ تَجْمِيشًا وَتَقْبِيلاً ، وما امْتَلأتْ آذانُ الرِّياضِ من البلابل ترْنِيمًا وتَرْتِيلاً ، إلى يومِ لَفْظِ الأرضِ وَدَائِعَهَا ، وعَرْضِ النُّفوسِ في سُوقِ الحسابِ بضائِعَها ، ولا يُظْلَمُون فَتِيلاً . [ الأحد . 6 / 1 / 1427 هجرية ] |